قالت صحيفة "الجارديان" إن آمال رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي في الفوز بدعم البرلمان لصفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تراجعت بعد استقالة جو جونسون من الحكومة واتهامها بتقديم خيار للنواب بين "الخضوع والفوضى".
وأضافت الصحيفة البريطانية أنه بعد أربعة أشهر من استقالة بوريس جونسون، شقيقه في البرلمان من منصبه كوزير للخارجية ، قال النائب عن أوربينجتون ، ووزير النقل السابق ، إنه لا يستطيع التصويت على الاتفاق الذي من المتوقع أن يتم إعادته للبرلمان فى غضون أسابيع ، وبدلاً من ذلك سيضع ثقله خلف إجراء استفتاء ثان.
جو جونسون
وكتب في مقال على الانترنت "أصبح واضحا لي بشكل متزايد أن اتفاق الانسحاب الذي يجرى استكماله فى بروكسل ومقر رئاسة الوزراء سيكون خطأ فادحا."
وقال إن الجمهور عُرض عليه "اتفاق سيترك بلدنا ضعيفا اقتصاديًا ، دون أن يكون له أي دور في قواعد الاتحاد الأوروبي التي يجب أن يتبعها ، فضلا عن دخوله فى سنوات من عدم اليقين بشأن وتيرة الأعمال"، معتبرا أن الخروج دون صفقة "سيلحق ضررا لا حدود له على أمتنا".
وأضاف جونسون قائلا "أن تقدم للأمة بين خيارين غير جذابين للغاية ، بين الخضوع أو الفوضى ، هو فشل في فن الحكم البريطاني أشبه بفشل أزمة السويس في عام 1956".
ومن المتوقع أن تدعو ماى إلى اجتماع خاص لمجلس الوزراء بعد أيام في الوقت الذي تحاول فيه إقناع الوزراء بالتوحد وراء مقترحاتها بشأن الدعم الايرلندي.
وانخفض الجنيه الإسترلينى في البورصات الأجنبية بعد استقالة جونسون ، حيث انخفض بنسبة 0.7 ٪ مقابل الدولار ليهبط إلى ما دون 1.30 دولار.
وأضاف جونسون، الذي تولى وزارة النقل، في يناير الماضي، أن "ما يتم اقتراحه حالياً مغاير تماماً لما تم الاتفاق عليه منذ عامين"، عندما جاءت نسبة 51.9% من الأصوات في صالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وكان جو جونسون صحفيًا سابقًا في صحيفة فاينانشال تايمز كما صوّت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي أجري 2016.
وقال بعد استقالته من منصب وزير الدولة لشؤون النقل "تقف بريطانيا على شفا أكبر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية".
ووجه جو جونسون انتقادًا حادًا لمفاوضات ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي، ووصفها بأنها "مليئة بالأوهام".
وأضاف "بالنظر إلى حقيقة أن الخروج من الاتحاد الأوروبي أصبح بعيدًا للغاية عما تم التعهد به، فإن الخيار الديمقراطي هو منح الناس القول الفصل".
وجو جونسون هو الوزير رقم 14 الذي يستقيل من الحكومة منذ أن دعت ماي إلى انتخابات مبكرة في يونيو من العام الماضي.
ورغم المطالبات المتزايدة لرئيسة وزراء بريطانيا بإجراء استفتاء ثان حول البريكست، إلا أن زعيم حزب العمال المعارض، جريمى كوربين وجه ضربة كبيرة للداعين لإجراء تصويت جديد حيث أعلن أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لا يمكن وقفه.
ومع ذلك، قال كوربين إن استراتيجية تيريزا ماي للتفاوض تقود المملكة المتحدة إلى المسار الخاطئ.
وكان أعضاء حزب العمال أيدوا بأغلبية ساحقة ترك الباب مفتوحاً لاستفتاء ثانٍ في مؤتمر الحزب في سبتمبر الماضى، حيث كان يأمل الناشطون الراغبون فى منح البريطانيين القول النهائى فى شروط صفقة الخروج أن يخضع كوربين فى نهاية المطاف إلى الضغط الشعبي ويدعم تصويتًا آخر.
ومن جانبه، أشاد بوريس جونسون بأخيه لاستقالته كوزير رفضا لنهج تيريزا ماي المتعلق بالخروج، قائلا إنه يكن له إعجابا بلا حدود.
ورغم اختلاف موقفهم من الخروج، حيث يؤيد جو البقاء على عكس بوريس، قال وزير الخارجية السابق إن كلاهما "متحدان في الفزع" من موقف المملكة المتحدة "الفكري والسياسي غير القابل للإنجاز".