وفى أقل من 18 شهراً تحولت بركة غليون إلى منطقة مشروعات قومية، يزينها المشروع القومي للاستزراع السمكي، بشراكة مصرية صينية ، وقد أسند العمل للشركة الوطنية للمقاولات العامة والخدمات لإقامة المرحلة الأولى على مساحة 4 آلاف فدان.
المشروع انطلق ليكون قاطرة الثروة السمكية فى مصر وفى الشرق الأوسط، عبر أبحات ودراسات، معامل وفحوصات، وسط فرحة لا تُوصف لأهالى تلك المنطقة بعد تحقيق حلم دام 30 عاماً لتصدر المنطقة للخارج وتطرح فى الأسواق "بروتين من خير بلدنا".
عمال مدربون من خلال الخبرة الصينية، حصلوا على تدريبات فى الصين على كيفية تشغيل تلك المصانع التى تعمل آلياً، فكل مراحل إنتاج الأسماك لا تمسها يد إنسان إلا فى مرحلة استخراجه من الأحواض، ويتم تحليل الأسماك للتأكد من خلوها من أى أمراض لتصنيعها وإعدادها للتصدير.
15منفذاً بمحافظة كفر الشيخ تشهد طرح إنتاج مزرعة غليون يومياً، بعد أن كانت 10 منافذ فقط كمرحلة أولى منذ بدء طرح منتجات المزرعة من 45 يوماً.
وتنقل السيارات التى وفرتها محافظة كفر الشيخ منتجات المزرعة السمكية لتوزيعها على المنافذ المنتشرة فى المدن، من أسماك البلطى والفيليه والجمبرى والبوري، وسيتم طرح هذه المنتجات فى مصيف بلطيم مع بدء موسم الصيف، لتكون منتجات غليون بيت أيدى حوالى 5 ملايين مصطاف يترددون على المصيف سنوياً، يأتى ذلك التنسيق الكامل بين الشركة الوطنية للثورة السمكية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والمحافظة، لطرح منتجات المزرعة السمكية بغليون.
كيفية الوصول للمزرعة
وللوصول للمزرعة السمكية من الإسكندرية والبحيرة يمكن قصد الطريق الدولى الساحلى الواصل بين محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ، والدقهلية ودمياط وبورسعيد، وبعد كمين مطوبس بين محافظتى البحيرة وكفر الشيخ بحوالى 5 كيلو تجد لافته كبيرة على شمال الطريق "المشروع القومى للاستزراع السمكى بمنطقة بركة غليون".
والقادم من القاهرة سيتجه إلى محافظة كفر الشيخ حوالى 120 كيلو متراً، ومنها للمزرعة السمكية 140 كيلو أخرى، أو يسلك طريق مصر اسكندرية الزراعى وعند مدينة رشيد يسلك الطريق الدولى الساحلى.
طلاب المدراس يطلعون على التجربة
أصبحت مزرعة غليون السمكية مقصداً لطلاب المدارس وطلاب الجامعات ، وشباب مدن وقرى محافظة كفر الشيخ وغيرهم ، ليرى شباب مصر ، أكبر مزرعه سمكية فى الشرق الوسط ، ويتعرفوا عن قرب كيفية تربية الأسماك بأنواعها ، بالإضافة لزيارات المصانع المتعدة والمعامل وللأحواض السمكية ، ليتابع الطلاب الصيادين والإداريين ورجال القوات المسلحة الذين يواصلون العمل ليل نهار لإنجاز المرحلة الثانية من المزرعة السمكية على مساحة 9 آلاف متر ، والتى وفرت فرص العمل للشباب المصرى والصيادين وخاصة قاطنى شمال مطوبس "قرى الجزيره الخضراء".
وشاهد الطلاب مدينة سمكية تمت إقامتها وفق المواصفات العالمية بخبرة مشتركة صينية مصرية وأيدى عاملة مدربة.
وتضم المدينة منازل للصيادين داخل مجموعة الأحواض لتسكين العمالة المقيمة التى تشرف على الأحواض وتطعم الأسماك، وتشمل المزرعة أحواض الجمبرى والبورى والبولطى، والعديد من أنواع الأسماك، بالإضافة إلى المفرخات، ومحطات الرفع والصرف، وأحواض المزج، والحضانات، والمنطقة الصناعية التى ضمت مصانع الثلج والفوم والبروسيسينج، والأعلاف، وفرز وتعليب وتغليف وتعبئة الأسماك
وهناك رقابة صارمة على إنتاج الأسماك، حيث يتم إبعاد السمك غير المطابق للمواصفات، لوجود معمل لتحليل كل الأسماك على أعلى مستوى لاكتشاف الأمراض التى قد تصيب الأسماك ويتم التعامل معها، كما تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مصنع العلف، والذى يعمل به 300 عامل ينتج جميع أنواع العلف" العائم والغاطس والمتوسط".
مكونات المشروع
يتكون المشروع من مفرخ "أسماك جمبري" على مساحة 17 فدان بطاقة 20 مليون أصبعية أسماك بحرية، و2 مليار يرقة جمبري، ومزرعة إنتاج الأسماك البحرية بإجمالى 453 حوض تربية، 155 حوض تحضين 50 إلى 150 بطاقة إنتاجية 3 ألف طن أسماك دورة تقريباً، ومزرعة لإنتاج الجمبرى،و 655 حوض تربية ومبطنة بمشمع بولى إيثيلين ً، ومزرعة لإنتاج اسماك المياه العذبة بسعة 83 حوض بطاقة إنتاجية 2000 طن.
ويضم المشروع مركز ابحاث وتطوير وتدريب، ومصنع إنتاج أعلاف الأسماك والجمبرى ويضم مصنع أعلاف الأسماك البحرية، ومصنع عبوات الفوم على مساحة، ومصنع الثلج، وتضم المدينة السمكية الصناعية غليون أكبر مصنع تجهيز الأسماك والجمبرى فى الشرق الأوسط.
وقال معتز المقدم المنسق العام بين الجانب المصرى والصينى لإقامة المدينة السمكية إن مدينة غليون السمكية، هدف أصبح حقيقة فى ثمانية عشر شهراً ، حيث مد أبناء النيل 104 كيلومتر طرق وحفروا 62 كيلومتر ترع ومجارى مائية، ووضعوا سبعة عشر طلمبة رفاع للماء المالح وخمسة عشر للماء العذب.
وتابع المقدم: أصبحت المدينة السمكية بمنطقة غليون حقيقة واقعة ووحدة منتجة فى عام ونصف العام وفق أحدث المقاييس العالمية ووقف العالم مبهوراً من أداء المصريين الذين طالما فاجأوا العالم بالمعجزات التى تصير بسواعدهم حقائق".
وقال المقدم :"تتضمن المدينة السمكية معمل الأبحاث الذى يعتبر من أفضل ١٢ معملا على مستوى العالم، كما تم حفر ١٤٥٠ حوض بمعدل حفر يساوى بناء ٣ أهرامات مثل أهرامات الجيزة ، وتبلغ كمية الحديد المستخدمة فى البناء ما يعادل بناء برج أيفل مرة ونصف".
وقال المقدم: "مصنع إنتاج الأسماك الجمبرى يعمل بطاقة إنتاجية ١٠٠ طن يوميا ٧٠ طن سمك و٣٠ طن جمبرى ، ويعمل به ١٤٠٠ عامل المصنع على مساحه ٢٠ ألف متر، ويحتوى على ٦ ثلاجات بطاقه تخزينه ١٠٠٠ طن للثلاجة، ومفرخ الاسماك الجمبرى طاقه إنتاجه ٢ مليار زريعه جمبرى، و20 مليون زريعه قاروس ودينيس ،وهو المشروع الأكبر فى الشرق الأوسط"، مؤكداً أنه تم الانتهاء من إقامة 100 قفص بحرى .
وقال الدكتور إسماعيل طه، محافظ كفر الشيخ إن التنسيق مستمر مع الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية بمدينة غليون الاستزراع السمكى بغليون لضخ إنتاج المزرعة من أسماك البلطى والبورى والفيليه والجمبرى بأسعار مخفضة عن الأسواق بحيث يباع السمك البلطى "السوبر" ب 23 جنيه، والبورى السوبر ب40 جنيه ، وفيليه البلطى ب95 جنيه، والجمبرى كبير الحجم بسعر الكيلو 230 جنيه.
وأضاف المحافظ ، إنه شدد على رؤساء المدن ببيع منتجات غليون بنفس سعر الشراء بلا هامش ربح للمحافظة مؤكداً أن طرح منتجات غليون أثرت على حركة البيع بالأسواق مما أدى لانخفاض الأسعار ،مشيراً إلى أن المنافذ التى تطرح منتجات غليون 17 منفذاً بمدن المحافظة، وأنه شدد على رؤساء المدن ببذل مزيد من الجهد لتوفير الأسماك لتخفيف العبء عن المواطن.
وقال عبدالله محمد البهلوان ، صياد بالمزرعة السمكية ، إنه تقدم بأوراقه للعمل بالمزرعة وتم اختياره ضمن المئات، مؤكداً أنه وجد بالمزرعة الاهتمام الكامل بتربية الأسماك من بداية الزريعة وتربيتها ،ونقل الأسماك للمصانع لتعليبها، فى ظل رعاية بيطرية وتعقيم، ووسائل حديثة تعطى الأمان والطمأنينة لمن يتناولها، بالإضافة إلى أن الأعلاف التى تتناولها الأسماك عالية القيمة الغذائية ، وتختلف عن أسماك مزارع الأهالى التى تُربى على الأعلاف.
وأضاف عبد الله:"نبدأ عملنا مبكراً ونحن فى همة ونشاط نتابع تحقيق حلم انتظره أباؤنا، لنجنى ثماره ويجنيه أبناؤنا من بعدنا والأجيال القادمة، منها سمك اللوز فالسمكة تزن من 4 لـ 5 كيلو وثمن الكيلو فى الأسواق حوالى 120 جنيه، ولدينا جمبرى عمره 4 أشهر حجم كبير، تمت زراعته فى شهر مايو الماضى".