كشفت الزيارات الأخيرة للقيادة السياسية والبرلمان المصرى إلى الخارج، عن وجود تغيرات شهدتها السياسات الغربية تجاه جماعة الإخوان، وبدء أخذ الحذر من ذلك الفصيل الإرهابى، حيث خرجت نتائج هذه الزيارات بوجود رغبات لدى الساسة بوضع الجماعة تحت المراقبة وأخذ الحذر منها.
كانت آخر تلك الزيارات متمثلة فى أنه بالتزامن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لألمانيا، أن برلين كانت تعتبر "الإخوان" جماعة خطيرة حتى العام الماضى وتم تصنيفها "جماعة متطرفة"، وذلك بعد ما كانت دوائر حماية الدستور، الاتحادية والمحلية على مستوى الولايات، تقيّم "الإخوان المسلمين" تنظيماً معتدلاً ينأى بنفسه عن العنف فى التقارير السابقة، جاء فى تقرير حماية الدستور فى بافاريا، الذى طرحته الدائرة قبل فترة، أن تنظيم الجماعة الإسلامية، الذى يعتبر واجهة لـ"الإخوان المسلمين" فى ألمانيا، يطرح نفسه منظمة منفتحة تدعو إلى التسامح، وتبدى استعدادها للحوار، لكنها تتستر على أهدافها الحقيقية فى ألمانيا والغرب، وأيضا ما أعلنه الوفد البرلمانى المصرى بأن مسئولين ببريطانيا بدأوا يتخوفون من الجماعه.
وأكد عدد من نواب البرلمان، أن الفترة الأخيرة شهدت تغيرا واضح بشأن النظره لمصر وإنجازاتها، وما صدر خلال الفترة الأخيرة من قرارات تظهر نجاحنا فى مواجهة التحديات الخاصة بمكافحة الإرهاب.
السفير محمد العرابى: هواجس غرب تجاه الإخوان ازدادت ولكن يصعب رفعها لمستوى القوانين
ويقول السفير محمد العرابى، عضو مجلس النواب، أن نظره الغرب للإخوان بدأت تتغير وبدرجة كبيرة وتحولت إلى هواجس وتخوفات عده، ولكن يصعب التوقع إلى أن ترتقى إلى مستوى سياسات وقوانين فالجميع أدركوا أن هذه الجماعه لها عنصر رئيسى فى مشاكل عده بالعالم كله.
وشدد النائب، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن الجماعة لها اتصالات ونفوذ عدة، مما يجعل خطوة إدراج الجماعة كفصيل إرهابى هى خطوه معقده للغايه، إضافة إلى وجود مصالح عدة، ولكن اصبح هناك اهتمام كبير بالاستماع للمواقف المصريه.
وأوضح "العرابى " أنه لا يمكن أن نرفع سقف التوقعات من الجانب البريطانى لهذه الدرجه، ، قائلا " هذه التطلعات مجرد مسكنات ولا أرى فى الأفق القريب يمكن بالخروج بهذا الأمر..ولا يمكن أن نعول عى هذه التكهنات ".
ومن ناحية آخرى، أكد السفير محمد العرابى أن زيارته للولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام الماضية، كشفت عن وجود رغبه لدى الجانب الأمريكى فى الاستماع أكثر عن السياسات المصريه، وأظهرت بـأن مصر تقوم بدور فعال فى المنطقة بالشرق الاوسط، وأنها تمثل واحة الاستقرار بما تواجهه من تحديات للإرهاب نجحت فيها.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أنه أصبح هناك إنصات اكبر للمشاكل المصرية وما تواجهه مصر من إرهاب وما نجحت فيه مصر من إنجازات.
النائبه داليا يوسف: صوت مصر أصبح أعلى وذات مصداقيه لدى الغرب
ولفتت النائبة، إلى أن بريطانيا على سبيل المثال تعانى من الإرهاب بقوة، فقد تعرضت لـ 4 عمليات إرهابية فى 2017 فقط، وهو ما جعلها تخرج فى ديسمبر لتعلن أن حركتى حسم ولواء الثورة جماعات
إرهابية.
وأوضحت داليا يوسف، أن مختلف الدول بالعالم أصبحت ترى أن مصر أصبح لديها فكر مختلف بقدرتها على مكافحة الإرهاب، مؤكدة أن الوفد أكد على ضرورة ربط الجماعات الإرهابيه المدرجة بفكر جماعة الإخوان وأنهم منبثقين عن فكرها.
وأكدت عضو مجلس النواب، أن زيارة الوفد البرلمانى المصرى لبريطانيا هذه المرة كانت مختلفة بشكل كامل، لافتة أن لقاءات الوفد مع المسئولين ببريطانيا، أظهرت مصر كمركز قوة وأصبح لديهم نظره آخرى لمصر.
وأشارت عضو مجلس النواب، فى تصريحات لـ"برلمانى" أن التحاور فى عدة ملفات مختلفة كانت على مستوى مصر كمركز قوة وتمكنت من النجاح فى الوصول لإنجاز حقيقى، قائلة ليس بقليل أن يخرج رئيس الجمهوريه ليطالب بتجديد الخطاب الدينى بنفسه.
وتابعت النائبة، أنه تمت مطالبتنا خلال زيارة الوفد بتدريب الأئمة داخل جوامع بريطانيا، وردت عليهم اعضاء الوفد بأنه بالفعل هناك برنامج لدى دار الافتاء لتدريب الأئمة بالخارج من بينهم 600 إمام بريطانى، مشددة على أنها لا تنكر وجود محاولات من الجماعه أيضا بالرد على هذا الفكر، فهى معركه حقيقية، ولكن صوت المصداقية لدى مصر أصبح أعلى.
وقالت داليا يوسف، إن هناك تغيير فى اتجاه دول الغرب وعلى رأسهم امريكا، والتخوفات اصبحت اعلى، مؤكدة أن العمل هنا يكون على صناع القرار والتحاور مع اعضاء ذات حيوية، قائلة " صناع قرار مؤثرين أصبحت تنادى بمجتمعاتهم ودولهم بمراجعة الفكر تجاه الجماعه..ونحن نعمل على الوصول لصناع القرار لإعطائهم معلومات تساعدهم على المراجعه ".
طارق الخولى: الحكومة البريطانيه أعدت تقرير عن الجماعه يكشف زيفهم وتم اقتطاع جزء منه
بينما يؤكد النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن هناك دول لم تكن تعرف حقيقة الإخوان بينما توجد دول أخرى ما زالت تسعى لاستخدام الجماعة كشوكه فى ظهر مصر، مشيرا إلى أن هناك دول مؤسسات تقوم على وجهات نظر متعددة مثل بريطانيا وأمريكا.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن البرلمان المصرى لذلك يعمل على التواصل مع الأطراف ذات التنوع السياسى، وبعض الاطراف داخل اروقة صناعة القرار، فهناك الكثير ليسوا على معرفه كاملة بالجماعة.
وكشف "الخولى " أن الحكومة البريطانيه أعدت تقرير متعلق بوضع الإخوان فى المجتمع البريطانى، وخطورة وجودهم واستمرار نشاطهم، ورغم ذلك تم نشر جزءا منه وليس كاملا، وهو ما جعل أصوات حزبيه على رأسها حزب المحافظين تطالب الحكومة بنشر كامل التقرير، وهى علامات استفهام ترد على الاستخدام السياسى فى بعض الأوقات لهم ضد الدولة المصريه.
ولفت النائب، إلى أنه ليست بريطانيا وحدها التى بدأت فيها توجهات صناع القرار تتغير، ولكن ايضا ألمانيا وفرنسا ممن تغيرت توجهاتهم فالجميع أصبح على معرفة وإدراك لطبيعة ما فعلته مصر ولولا مصر لغرقت كل هذه المنطقة ولعبر الملايين البحر على أوروبا من الإرهابيين فمصر حمت منطقة الشرق الاوسط قبل أن تحمى نفسها، مشدد على أن ما نقوم به الآن هو تضيق الخناق على الجماعة فى الخارج، ومن الممكن أن تحدث متغيرات أخرى خلال الفترة القادمة حال استمرار جهودنا ضدهم.