تسبب الأقبال الضعيف ، على أداء عمرة المولد النبوى فى الأسبوع الأول لإنطلاق الرحلات، فى إثارة حالة من الجدل فى أوساط السياحة الدينية ، حيث اعتمدت الشركات العاملة فى هذا المجال على تكثيف الدعاية للبرامج عبر مواقع التواصل الإجتماعى ، لإستكمال الوفود، وحتى الأن بلغت تأشيرات العمرة التى صدرت من القنصلية السعودية حوالى الـ300 تأشيرة منذ بداية الموسم، وغادرأول وفد يوم الخميس الماضى 15 نوفمبر، فى حين تخطت أعداد شركات السياحة التى وثقت عقودها الـ1140 شركة للعمل خلال موسم العمرة، ولازال باب التوثيق مفتوحا حتى 10 ديسمبر ليسمح للشركات بتوثيق عقودها وإنهاء إجراءاتها.
وقرا البدء مبكرا لموسم العمرة جاء بناء على توصية من اللجنة العليا للحج ، التى أخذت بآراء شركات السياحة العاملة فى مجال الحج والعمرة، فما أن انتهى موسم الحج الماضى فى سبتمبر الماضى ، حتى بدأت اللجنة العليا للحج والعمرة فى الاستعداد لعمرة العام 1440، وبعد دراسات ومناقشات خرجت توصية من اللجة بضرورة فتح باب العمرة مبكرا طالما أن الأعداد تم تحديدها بـ500 ألف تأشيرة على مدار العام، فى محاولة لكسر الجمود الذى شهده موسم العمرة على مدار الثلاث سنوات الماضية بحصر الموسم فى ثلاثة أشهر فقط.
اللجنة العليا قدمت كافة الأدلة والقرائن على أن فتح الباب مبكرا مفيد لكافة الأطراف سواء الشركات أو المواطن والدولة أيضا، وأكدت أنه بالنسبة للشركات سيكون من الأفضل أن تعمل على مدار ثمانية أشهر بدلا من ثلاثة فقط، فضغط الموسم كان ينتج عنه ارتفاع في أسعار العمرة مع تزايد الطلب في وقت محدد من العام، أما توزيع الأعداد على مدار العام يؤهلها إلى تنويع برامجها، والتوصل إلى تعاقدات بأسعار منافسة وتوزيع الوفود على مدار الموسم.
أما بالنسبة للمواطن، أكدت العليا للحج أن قرار البدء المبكر يعود بالنفع على المواطن ، من خلال خفض الأسعار، حيث سيكون هناك تنوع فى البرامج على مدار العام وبالتالى بامكان المعتمر أن يختار نفس البرنامج ولكن فى فترة لا يوجد بها ضغط بأسعار أقل، وكلا الأمران سيعودان على الدولة بالنفع فيما يخص خروج العملة الصعبة، حيث أن زيادة الوقت لاختيار الاسعار المناسبة وعدم ضغط عمل الشركات في فترة قصيرة يخفيف الضغط على طلب العملة الصعبة.
ورغم تأكيد العليا للحج ، على أن الموسم سيبدأ مبكرا إلا أن الشركات لم تكن تتوقع اتخاذ القرارمن قبل الدولة، وأرجعت ذلك إلى أن عمرة المولد النبوى تم تجميدها منذ ثلاثة سنوات وقصر العمرة على رجب وشعبان ورمضان فقط، لذلك تقاعست الشركات عن الإستعداد ببرامجها وخطتها التسويقية لتكون جاهزة فور قرار البدء.
وأقرت الأوساط السياحية ، بأن القرار فاجأ الجميع، حيث قال الخبير السياحي عاطف عجلان ، عضو غرفة شركات السياحة ، أن ضعف الاقبال خلال عمرة المولد النبوي هذا العام يرجع الى أن المعتمرين المصريين كانوا قد اتخذوا قرار اداء العمرة خلال شهر رمضان كما هو متبع منذ ثلاث سنوات، كذلك شركات السياحة لم تتوقع أن يتم تنفيذ قرار عودة العمرة طوال العام بهذه السرعة، مشيدا باتخاذ قرار عودة العمرة طوال العام وسرعة تنفيذه، مشيرا الى الى أن تراجع أسعار عمرة المولد النبوي ، بسبب عدم وجود موسم أو تزايد الطلب على اداء العمرة في هذا التوقيت بالمملكة السعودية، مما أدي الى شراء الغرف الفندقية داخل الفنادق بأسعار منخفضة عن الماضي، وكذلك التكلفة والرسوم بشكل عام.
وقال عجلان ، أن وجود موسم العمرة طوال العام وعدم قصره على فترة معينة يفيد المواطن والدولة وشركات السياحة معا، لأن المواطن سيكون لديه فرصة في تأدية مناسك العمرة حتى شهر رمضان المبارك، وسيستفيد من تراجع الأسعار خاصة أن أسعار العمرة هذا العام تراجعت من 20 الى 25 % مقارنة بالعام الماضي ، مشيرا الى أن موسم عمرة المولد النبوي هذا العام مبشرة، بالنسبة لراغبي أداء المناسك ، نظرا لتراجع الأسعار، وسيعود القرار بالنفع على المواطن من خلال خفض الأسعار، مع زيادة الوقت لاختيار الأسعار المناسبة وعدم ضغط عمل الشركات في فترة قصيرة، وكذلك تخفيف الضغط على طلب العملة الصعبة التي كنا نحتاجها مضاعفة نتيجة لارتفاع الاسعار.
ومن جانبه أعرب أشرف شيحة ، عضو اللجنة العليا للحج والعمرة عن تفاؤله بوصول معدلات التدفق إلى طبيعتها بنهاية شهر نوفمبر الجارى، مشددا على أن المهم كان اتخاذ قرار البدء، والسوق بدأ فى الانتظام والشركات تعد أنفسها لموسم طويل، وأيضا المواطنين الراغبين فى أداء موسم المولد النبوى.
وأوضح شيحة، أن الجميع كان يعتقد أن الموسم سيبدأ متأخرا، وفوجئ الجميع بأن اللجنة العليا للحج تضع بداية مبكرة جدا، ولذلك الأمر فقط يحتاج إلى إعادة التسويق والترويج للبرامج الخاصة بالشركات، وعلى نهاية شهر نوفمبر سيكون الإقبال تضاعف على العمرة، لافتا إلى أن البداية والباب مفتوح وموسم المولد النبوى ممتد لـ45 يوما وجميع الرحلات التى ستتجه خلالها هى عمرة المولد النبوى.