بمشاركة حاشدة، انتهت مملكة البحرين، مساء أمس السبت من الانتخابات النيابية والبلدية، لاختيار ممثلى المملكة فى مجلسى النواب والشورى.
ولم يشهد اليوم الانتخابى أى تجاوزات على مدار ساعات التصويت التى جرت فى أجواء سلسلة بمختلف اللجان، حيث قال على بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى البحرينى، بحرص المواطنين على المشاركة فى الاستحقاق الانتخابى النيابى والبلدى، والتى جاءت كتعبير عن دعم المواطنين للنهج الديمقراطى والإصلاحى للعاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مثنيا على الجهود التى بذلتها اللجنة العليا للإشراف على سلامة انتخاب أعضاء مجلس النواب لضمان سير العملية الانتخابية، والتى أثبتت من خلالها اللجنة قدرة المملكة على تنظيم هذا العرس الوطنى الديمقراطى الكبير فى أجواء من الشفافية والنزاهة.
ولفت رئيس مجلس الشورى فى تصريحات لـ"برلمانى" إلى أن الإقبال على الانتخابات أكد رغبة الشعب البحرينى فى ممارسة حقوقه وواجباته، وتعزيز المشاركة السياسية ودعم دور السلطة التشريعية بغرفتيها الشورى والنواب، موضحا أن الناخب البحرينى ومن خلال متابعته لبرامج وتطلعات المرشحين قد أثبت للعالم تنامى الوعى لدى المواطنين بأهمية المشاركة القائمة على المصالح الوطنية.
من جهته أخرى أعلن وزير العدل والشؤون الإسلامية والاوقاف بمملكة البحرين، الشيخ خالد بن على آل خليفة، أن النسبة الأولية للمشاركة فى الانتخابات بلغت 67% وهى أعلى من نسبة مشاركة عام 2014 والتى كانت 53 ٪.
وقال فى المؤتمر الصحفى الذى عقد فى المركز الاعلامى بعد انتهاء التصويت، إن زيادة الإقبال على التصويت فى هذه الدورة الانتخابية، يبنى على نجاح انتخابات عام 2014، الامر الذى يظهر ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة، ويؤكد دورهم الكبير فى المسيرة التنموية الشاملة تحت قيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وبما يعكس وجهات النظر المتنوعة فى المجتمع البحرينى.
وأضاف: "أن التزام الناخبين بممارسه حقهم الدستورى فى الاقتراع، يعد مؤشرا واضحا على دعمهم للمسيرة الديموقراطية، ورفضهم لمحاولات خارجية سعت لإخراج العملية الانتخابية عن مسارها".
كما أكد الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية البحرينى، أن الانتخابات النيابية والبلدية 2018 والتى بدأ التصويت فيها صباح اليوم، إحدى ثمار المشروع الإصلاحى الشامل للعاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والذى كان لقيادة الواعية والمستنيرة، الفضل فى تعزيز المكتسبات السياسية وحماية منجزات الوطن.
وأشار فى تصريح له اليوم عقب إدلائه بصوته فى الانتخابات إلى أن الحضور اللافت للمواطنين وتوافدهم على مراكز الاقتراع، يأتى انعكاسا للوجدان والضمير الوطنى، ويؤكد أن الشعب البحرينى يعتز بوطنيته وعلى قدر كبير من المسئولية فالمواطن الذى يشارك، صاحب قرار وطنى وموقفه مقدر، مشددا على أن هذه الانتخابات، بمثابة التحدى الوطنى، والمواطنون يتخذون قرارهم فى أجواء من الحرية والاستقرار السياسى.
وأشاد وزير الداخلية البحرينى، بوعى المواطنين وحسهم الوطنى المدرك لحجم التحدى وأهمية المرحلة ومتطلباتها التى تستدعى تعزيز الاصطفاف الوطنى وحماية السلم الأهلى، منوها إلى أن البحرين، ماضية بثبات وثقة نحو مستقبل زاهر بفضل وطنية أبنائها وتماسك مجتمعها.
وأكد أن الحضور الانتخابى والإصرار الوطنى على المشاركة الشعبية والمساهمة فى اتخاذ القرار، يعكس الالتفاف الوطنى حول قيادة جلالة الملك المفدى، بما يعزز قدرة البحرين على مجابهة التحديات وتحقيق مزيد من التقدم والازدهار.
وحققت انتخابات 2018 رقماً قياسياً فيما يتعلق بمشاركة المرأة البحرينية، بواقع 47 مترشحة، من بينهن 39 لمجلس النواب، و8 للمجلس البلدى، ليبنى هذا الإنجاز على تاريخ مشرف لمشاركتها فى الحياة التشريعية منذ عقود.
وأظهرت هذه الانتخابات زيادة ملحوظة لنسبة مشاركة الشباب فى التصويت، قياسا لمشاركتهم فى الفصل التشريعى السابق، اذ أن 50 ألف شاب وشابة اصبحوا من المؤهلين للتصويت للمرة الأولى فى هذه الانتخابات.
وكان قد تقدم لخوض هذا الاستحقاق الديمقراطى 430 مرشحا، منهم 293 لمجلس النواب، و137 للمجالس البلدية.
وكان الناخبون قد توجهوا بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم لاختيار ممثليهم على المستويين النيابى والبلدى للفصل التشريعى المقبل.
وجرت هذه الانتخابات على وقع مراقبة لعملية الاقتراع والفرز من قبل 231 مراقبا من أربع جمعيات من المجتمع المدنى، بالإضافة إلى المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، تحت مظلة الاشراف القضائى الكامل على جميع مراحل العملية الانتخابية لضمان نزاهتها وشفافيتها.
ويحظى البرلمان القادم بسلطات تمكنه من محاسبة الحكومة، تشمل الحق فى الموافقة على ميزانية الدولة، وبرنامج عمل الحكومة القادمة، تعزيزا لنهج دولة القانون والمؤسسات.
وكان قد تم إغلاق مراكز الاقتراع فى تمام الساعة 8 مساء، وذلك بعد 12 ساعة من التصويت الذى شهد اقبالا لافتا من مختلف شرائح المجتمع، لتبدأ بعد ذلك عملية فرز الأصوات.