وتأتى التظاهرات نتيجة حالة من الغضب جراء القرارات التى اتخذها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، بهدف تحقيق الإصلاح، وعلى رأسها الزيادة فى أسعار الوقود، حيث خرجت مجموعة "السترات الصفراء" لقيادة الاحتجاجات، لتجد دعما كبيرا من بعض الأحزاب السياسية الفرنسية.
التطورات الكبيرة فى الأحداث التى تشهدها فرنسا، ربما تدفع رئيس الوزراء الفرنسى إدوار فيليب إلى اتخاذ قرار بالتراجع عن زيادة أسعار الوقود، بحسب ما ذكرت مصادر حكومية، أملا فى أن يحقق هذا القرار قدرا من الهدوء فى الشوارع الفرنسية، وبالتالى احتواء حالة الفوضى المتزايدة التى تشهدها منذ أيام.
ويأتى القرار المحتمل بناء على حوار أجراه رئيس الوزراء الفرنسى مع عدد من الزعماء السياسيين فى باريس، بناء على توجيهات من الرئيس إيمانويل ماكرون بهدف إيجاد سبيل إلى إنهاء الاحتجاجات التى اجتاحت البلاد، إلا أن حركة السترات الصفراء أكدت عدم مشاركتها فى الحوار، ولم تلبى الدعوة التى أعلنتها الحكومة الفرنسية
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان، طبقا لقناة "سكاى نيوز" بالعربية، إن ماكرون وبعد اجتماعه مع عدد من الوزراء، طلب من وزير الداخلية تهيئة قوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات فى المستقبل، كما طلب من رئيس الوزراء إجراء محادثات مع زعماء الأحزاب السياسية وممثلى المحتجين.
ويمثل الحديث عن التراجع المحتمل عن قرار ماكرون بزيادة أسعار الوقود متعارضا مع ما سبق وأن أكده الرئيس الفرنسى حول رفضه الكامل لفكرة تقديم أية تنازلات لمن أسماهم بـ"مثيرى الفوضى"، مؤكدا أنه لن يساوى بين المخربين ومريدى الفوضى، والمواطنين المعبرين عن آرائهم.
وأسفرت حصيلة الاحتجاجات التى دخلت أسبوعها الثانى، عن قرابة 120 مصابا، و412 معتقلا بحسب مسئولين أمنين، ذلك بخلاف تعطل مرافق حيوية، واتلاف وحرق مبانى حكومية وخاصة، وهو ما دفع وزير الداخلية كريستوف كاستانير، لعدم استبعاد اللجوء لفرض حالة الطوارئ.
وأغلق محتجو "السترات الصفراء" لقرابة أسبوعين، الطرق عبر فرنسا فى احتجاج ضد زيادة ضرائب الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة، إلا أن الاحتجاجات تزايدت وتحولت لحالة من الكر والفر وحروب الشوارع بين الأمن ومثيرى الشغب، فى أزمة هى الأعنف فى تاريخ ولاية الرئيس الفرنسى الشاب إيمانويل ماكرون الذى تولى السلطة قبل 18 شهرا.
وقال وزير الداخلية الفرنسى، فى تصريحات مساء السبت الماضى: "ندرس كافة الإجراءات التى تسمح لنا بضمان نشر الأمن بالبلاد.. لا محرمات لدى وأنا مستعد لاتخاذ كافة الاجراءات"، واصفا المحتجين بـ"مثيرى الشغب والانقسام"، مؤكدا فى الوقت نفسه أن 4600 شرطى وعسكرى منتشرين فى العاصمة للسيطرة على أعمال العنف.
وبسبب أعمال الشغب توقفت الملاحة الجوية فى مطار نانت الفرنسى، بعد اقتحامه من قبل أصحاب السترات الصفراء الغاضبين من رفع أسعار الوقود فى باريس.
وقالت شبكة سكاى نيوز الإخبارية، إن عدد المتظاهرين تعدى الـ 85 ألف شخص، وأطلقت شرطة مكافحة الشغب فى فرنسا الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ومدافع المياه على محتجى "السترات الصفراء" الذين حاولوا كسر الأطواق الأمنية فى ساحة الشانزليزيه فى باريس.
وأصيبت حركة السياحة فى باريس وغيرها من المدن بحالة من الشلل على مدار الأيام القليلة الماضية، بعدما لجأ المتظاهرون لأعمال عنف وشغب طالت العديد من المزارات السياحية الشهيرة فى فرنسا، فيما ذكرت تقارير إعلامية أن سلطات الطيران المدنى، بدأت تتلقى إخطارات بإلغاء حجوزات العديد من المسافرين حول العالم، كانوا يخططون لقضاء إجازة الكريسماس فى باريس ومنتجعات فرنسية.