طالب عدد من ممثلى النقابات المهنية، وزارة التربية والتعليم بوضع محتوى تعليمى جديد يتم بالتنسيق بين واضعى المناهج الدراسية وممثلين عن النقابات المختلفة، يكون هدفه الرئيسى تصحيح المعلومات والمصطلحات المغلوطة المتعلقة بالمهن على اختلاف أنواعها، بالإضافة إلى وضع مواد تعليمية جديدة من شأنها تحسين التعامل مع أصحاب هذه المهن داخل المجتمع تماشيا مع الدور الذى تقوم به، على أن تعقد اجتماعات مشتركة بين وزارة التعليم وممثلى النقابات لمراجعة المناهج وتطويرها خلال الفترة المقبلة.
الأطباء تطالب بتدريس محتوى أكثر فاعلية يخص مهنة الطب
الدكتور إيهاب الطاهر، عضو مجلس نقابة الأطباء وزارة التربية والتعليم، اقترح خلال تصريحات لــ"برلمانى"، تدريس محتوى أكثر فاعلية فيما يخص مهنة الطب للطلاب فى التعليم قبل الجامعى سواء فى الثانوية العامة أو التعليم الأساسى، لافتا إلى أن تدريس هذه المواد منذ الصغر يخلق حالة رأى عام أفضل عن مهنة الطب فكلنا يعلم أن الطفل حين تعلم منذ الصغر أن الجنة تحت أقدام الأمهات أصبحت كالقرآن لديه طوال حياته.
ويرى "الطاهر" أن هناك معلومات "كاذبة" تُدرس فى بعض الكتب الخارجية عن مهنة الطب، وتمثل تحريضا واضحا للمرضى ضد الأطباء، بل ويتم استخدام مصطلحات غير صحيحة، منها على سبيل المثال مصطلح "سرقة الأعضاء" وهو مصطلح غير موجود فى أى دولة من دول العالم، بل إن المصطلح الصحيح لهذه الحالة يعرف باسم "تجارة الأعضاء".
وأوضح عضو مجلس نقابة الأطباء، أن المناهج الدراسية من شأنها تحسين المنظومة الصحية فى مصر، فأهم ما يميز أى منظومة سليمة هو وجود علاقة طيبة بين الطبيب والمريض، ولو شك المريض للحظة فى طبيبه المعالج لأصيبت المنظومة الصحية بالانهيار التام، وفى الوقت الذى نتحدث فيه عن سياحة علاجية تدعم الاقتصاد نجد حملة لتشويه الأطباء وهو ما يضر كثيرا بالأمن القومى.
وطالب "الطاهر" وزارة التربية والتعليم بعقد اجتماع مشترك بين واضعى المناهج الدراسية ونقابة الأطباء؛ لبحث إضافة محتوى تعليمى يساعد فى دعم مهنة الطب فى مصر ويصحح المصطلحات المغلوطة، هذا إلى جانب مراجعة كافة المناهج التعليمية الموجودة حاليا وخاصة ما يتعلق بمهنة الطب وكذلك ما يتعلق بالكتب الخارجية.
وتابع عضو مجلس نقابة الأطباء: "لو لم يحدث ذلك واستمرت حملات تشويه الأطباء فى مصر سنضطر لوقف مهنة الطب وسيتعالج الجميع عند العطارين والمشعوذين"، مشددا أن وزارة التعليم فى مصر يجب أن تجلس مع أصحاب المعلومات قبل وضع المحتوى الذى يتعلق بمهنة الأطباء داخل المناهج والكتب الدراسية.
الصيادلة: المناهج الدراسية لا علاقة لها بالواقع العملى
فى سياق متصل شدد مصطفى الوكيل، وكيل نقابة الصيادلة، على ضرورة ربط التعليم بسوق العمل من خلال محتوى دراسى يفيد الطالب بعد تخرجه، خاصة إذا كانت له رغبة فى العمل فى مجال الصيدلة، لافتا إلى أن كثير مما يتم تدريسه حاليا يكون بعيدا عن الواقع الذى يجده الصيدلى بعد التخرج؛ لذا فنحن نحتاج إلى تنمية المهارات بشكل أكبر فى التعليم ما قبل الجامعى، مطالبا وزارة التربية بالتحرك فى هذا الاتجاه خلال الفترة المقبلة.
أضاف "الوكيل"، أن هناك خللا يتعلق بمهنة الصيدلة فى مصر إذ توجد اختصاصات يتم توزيعها على من ليس أهلا لها؛لذا يجب أن يكون هناك تطورا يواكب المتغيرات، فكل يوم تظهر مستجدات على الساحة، والفجوة ظهرت فى الوقت الذى لم يتم التنسيق بين متخذ القرار وبين أصحاب المهنة، إذ يجب التواصل مع الصيدلى الموجود فى الشارع وكذلك المتواجد فى المصنع وأخذ رأيهم فيما يتعلق بالمناهج الدراسية وما يريد إضافته أصحاب المهنة إلى هذه المناهج كى يتم تطويرها ويستطيع الطالب أن يفهم مغزاها.
ولفت وكيل مجلس نقابة الصيادلة، إلى أن هناك طلابا يدرسون داخل كلية الصيدلة تفاصيل لا علاقة له بالواقع العملى بعد التخرج، فمثلا هناك من يعمل فى مصانع الأدوية ويدرس تفاصيل أخرى، وهناك من يعمل بالصيدليات وليس له علاقة بالتصنيع؛ لذا يجب أن تكون هناك أقساما داخل كلية الصيدلة، كذلك يتم ربط الدراسة بسنوات أساسية وأخرى للتخصصات.
أطباء الأسنان: المحتوى التعليم سبب رئيسى فى صعوبة تعاملنا مع الأطفال
ورأى الدكتور محمد بدوى، الأمين العام لنقابة أطباء الأسنان، أن بعض المواد غير التربوية التى يتم تقديمها للطلاب فى مراحل التعليم ما قبل الجامعى، تثير بداخلهم الرعب من طبيب الأسنان، وأنه يتعامل معهم بشكل دموى، لافتا إلى أن ذلك جعل التعامل مع الأطفال من أصعب الحالات التى يمكن للطبيب أن يستقبلها، حيث يحتاج لوقت طويل للتهدئة، فضلا عن إلصاق تهمة التسبب فى نقل العدوى بمرض فيروس سى وحدهم، على عكس الحقيقة.
وأوضح "بدوى"، أن المناهج الدراسية لا يتم مراجعتها أو طرحها على نقابة الأسنان، لافتا إلى أنها ليست فقط تتسبب فى تصوير طبيب الأسنان على غير حقيقته، لكنها أيضا تفتقد التوعية بضرورة الحفاظ على صحة الفم والأسنان، مؤكدا أن كل ذلك يكون صورة سيئة عن تلك المهنة لدى الجميع.
البيطريين تقترح سرد نماذج لأمثلة واقعية عن المهن المختلفة داخل المناهجبدوره أكد الدكتور أحمد الغندور، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، أن المناهج الدراسية يجب أن تتخذ منحنى مختلف تماما عما هى فيه الآن وبصفة خاصة ما يتعلق بالمهن ومزاولتها، فالطالب يجب أن يعرف جيدا دور الطبيب والطبيب البيطرى والمهندس قبل أن يلتحق بالجامعة، كما يجب أن يتم سرد نماذج لأمثلة واقعية سواء عن الأطباء أو البيطريين وغيرها من المهن خلال المحتوى التعليمى.
ورأى "الغندور"، أنه يجب أن نوضح للتلاميذ فى التعليم قبل الجامعى دور الطبيب البيطرى بشكل أكثر فاعلية ويجب التوضيح أن الطبيب البيطرى له دور مؤثر فى وقاية المواطنين من كثير من الأمراض بشكل غير مباشر من خلال دوره فى الرقابة على الأغذية ورفع إنتاجية الحيوان.
ولفت عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، إلى أن الأجيال الجديدة عليها أن تطالع التطور فى كل مهنة منذ الصغر حتى يكون لدينا خريجين بعيدا عن العمل الروتينى، لافتا إلى ضرورة عقد لجان استماع داخل وزارة التربية والتعليم للنقابات المختلفة يتم التطرق خلالها للمحتوى التعليمى الذى يقدم للطلبة عن كل مهنة على حدة ويتم مراجعته وتطويره كذلك ما هو المفهوم الذى سيتم تقديمه للتلاميذ عن الطبيب البيطرى ودوره فى حماية الصحة والغذاء وتنمية الثورة الحيوانية فى مصر.
المهندسين: المناهج لا تعبر بأى حال عن مهنة الهندسةفيما قال المهندس أحمد السيد، أمين الصندوق المساعد بنقابة المهندسين، إن المناهج التعليمية لا تعبر بأى حال عن مهنة الهندسة، ولا تتضمن ما ينمى وعى الطلاب بطبيعة المهن المختلفة، وتقدم فقط فكرة عامة عن وجود المهن، حيث يتم الاعتماد على ترديد اسم المهنة ومزاولها من جانب المعلم أثناء الشرح مع بعض طرح بعض الأساسيات البسيطة فقط.
كما رأى "السيد"، أن الحديث عن المهن فى المناهج لابد أن يتم بتعمق، مع تصدير النماذج الإيجابية للطلاب، كذلك الحديث عن المهن بشكل سلبى يعد أمرا مرفوضا، فإما يتم الحديث بمهنية عنها، أو لا يتم التطرق لها بشكل سلبى، مؤكدا أن تصدير الصور السلبية يؤثر سلبا على المهنة وصورتها لدى الطلاب، مشيرا إلى أن النقابة تولى اهتمام كبير بملف التعليم، وبدأت بالتركيز مع مرحلة التعليم الجامعى بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات، لمراجعة بعض المناهج التى أصبحت لا تناسب سوق العمل.
المعلمين: نفتقد لربط الدراسة بالتنمية والتطوير داخل المجتمعمن جانبه قال الدكتور السيد عبد الستار المليجى، نقيب العلميين، إن المقررات الخاصة بالعلوم الأساسية جيدة، وتنعكس بشكل واضح فى مستوى كافة الطلاب بعد التحاقهم بكلية العلوم، إلا أنها تفتقد الربط بين أهمية الدراسة بالتنمية والتطوير فى المجتمع، وبالتالى ينظر أغلب طلاب مراحل التعليم ما قبل الجامعى، على مواد مثل الفيزياء والكيمياء باعتبارها مناهج صعبة.
وأضاف المليجى: "نحتاج إلى بذل جهد من خلال النقابة، ونحاول تنفيذ ذلك"، لافتا إلى أن وزارة التربية والتعليم أبدت ترحيبها بالتعاون فيما بينهم، فى تطوير مناهج الجيولوجيا، وطلبت مشاركتنا لها فى تطوير كافة المواد العلمية، مشيرا إلى أنه طالب رؤساء الشعب العلمية بالنقابة بإعداد تصور كامل عن كيفية تطوير المواد، إلا أن النقابة لم تستمر فى متابعة الأمر، رغم تعاون الوزارة.