نائب الدقهلية فى حوار مع "نيويورك تايمز".. نظام مبارك اعتقلنى 3 مرات..والقانون فى مصر لا يطبق إلا على الضعفاء. أمن الدولة ضرب رصاص على بيتى.. وأنا أول من احتجيت على الفساد أوائل عهد مبارك
مرتضى:هتفت بإسقاط مبارك قبل الثورة
مرتضى:هتفت بإسقاط مبارك قبل 25 يناير
السبت، 16 يناير 2016 09:12 ص
كتب سماح عبد الحميد و محمد صبحى
أجرى المستشار مرتضى منصور عضو مجلس النواب ورئيس نادى الزمالك، حوارًا مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أكد خلاله على كرهه الشديد لنظام مبارك، مؤكدًا أن هذا النظام حاربه أكثر من مرة فى الانتخابات وسعى لإسقاطه، وسرد عدد المرات التى قبض عليه فيها خلال عهد مبارك لأسباب مختلفة إحداها متعلق بوزير الداخلية السابق زكى بدر، والأخرى متعلق بسبه للسفير الإسرائيلى فى مصر خلال نظر قضية الجاسوس عزام عزام .
وقال مرتضى منصور خلال هذا الحوار: إن نقابة المحامين رفضت فى البداية أن يعمل محاميًا، موضحًا أن السبب فى ذلك أن أمين عام النقابة وقت استقالته من القضاء كان محاميًا ليوسف شاهين.
وأشار "منصور"، فى حواره مع صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أنه أرسل إلى حسنى مبارك، رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت، خطابًا أبلغه فيه أن الشرفاء فى مصر يتعرضون للتنكيل لأنهم يدافعون عن سمعة بلادهم، وتابع: "أرسلت له صورًا من جميع التليغرافات التى وصلتنى من جميع أنحاء العالم؛ لأن كل وكالات الأنباء العالمية أذاعت استقالتى من القضاء، وكان المانشيت الرئيس عند الصحف العربية والأوروبية والأمريكية: استقالة قاضٍ مصرى من على المنصة احتجاجًا على الفساد فى مصر".
وتابع عضو مجلس النواب، إنه كان أول من احتج على الفساد فى مصر فى عهد مبارك، وبعد تولية الحكم بـ3 سنوات فقط، وأنه كان هناك خلاف فى ذلك الوقت بين ليبيا وسوريا ومصر بسبب اتفاقية "كامب ديفيد"، وأن معمر القذافى، العقيد الليبى الراحل، قد قال فى أحد كتبه: "أرحب بالقاضى العظيم مرتضى منصور"، وأكد أن وزير الخارجية سيستقبله وأنه على أتم الاستعداد للترحيب به للعمل فى ليبيا.
وأشار "منصور" إلى أنه فى نفس الوقت الذى استقال فيه كان لدى حافظ الأسد، الرئيس السورى السابق، بعض القضاه الفاسدين، وأنه قال أنه يتمنى أن يكون كل قضاة العالم العربى، مثل القاضى مرتضى منصور، كما أنه تلقى تلغرافات من النائب العام الكويتى وتونس ومعظم الدول.
وأوضح العضو البرلمانى أن المخابرات العامة طلبته وعرضت عليه خطاب حافظ الأسد ومعمر القذافى، وأنه كان لديهم صور من كل البرقيات التى وصلته، وأنه أبلغهم أنه لم يذهب لليبيا أو سوريا غير مرة واحدة نزل بليبيا ترانزيت، فى أكتوبر عام 1973، وكانت لمدة ساعتين فقط.
فى نفس الحوار أوضح منصور أسباب استقالته من القضاء قائلا: "إننى استقلت عام 1984 فى رسالة إلى رئيس الجمهورية آنذاك حسنى مبارك، مؤكدًا أنه أثبت نص الاستقالة فى محضر جلسة وعلى منصة المحكمة، وأن مضمون الاستقالة جاء كالآتى: "القانون فى مصر لا يطبق إلا على الضعفاء، ويوجد مصريون يدوسون على القانون بأحذيتهم".
وأوضح منصور، أن مناسبة استقالته من القضاء هى إصداره حكمًا على الفنان عادل إمام، والذى يعد الفنان الأول فى مصر، والمخرج رأفت الميهى، بالحبس سنة، لأنهما أخرجا فيلم "الأفوكاتو" المهان فيه القضاء والمحاماة والفلاح والمعلم وكل فئات المجتمع المصرى ،وحدث لديهم خلط بين حرية الرأى والإبداع وبين إهانة كل فئات المجتمع المصرى، وأن من حقهم أن يمثلوا صورة سيئة لقاضٍ أو ضابط شرطة وليس من حقه أن يشوه المهنة كلها ويظهر الشعب المصرى بأنه مرتش ومزور ولا يهتم إلا بالجنس، وأن الفساد فى كل الفئات.
وتابع مرتضى منصور: إن وزير العدل وقت الحكم تدخل وأوقف هذا الحكم واستقبل المحكوم عليهم فى مكتبه على الرغم من وجود مواطنين آخرين ترتكب جرائم قليلة ويحكم عليها بالحبس وتنفذ، لأن الناس مش عندها شهرة ولا مال ولا وزير.
وأوضح عضو مجلس النواب المستقيل من القضاء، أن محامى عادل إمام فى القضية، التى تسببت فى تقديم استقالته من السلك القضائى، هو نفسه محامى وزير العدل آنذاك، وهو الأستاذ فريد الديب، وهو نفسه محامى مبارك حاليا.
مرتضى منصور أنا أصغر مؤلف قانونى على مستوى العالم
وفى سياق آخر قال مرتضى منصور، إنه قد حدثت له تجربة مريرة أيام شغله منصب وكيل النائب العام، موضحًا أنه كان الأول على دفعته، ومعه المستشار محمود الرشيدى، الذى منح مبارك وحبيب العادلى وجميع المتهمين براءة فى القضية التى ينظرها، وتابع: "التفوق العلمى فى السن المبكر ادانى غرور، وأنا بعرف كل حاجة، واشتغلت وكيل نيابة فى الإسماعيلية وبعدها الإسكندرية".
وأضاف "منصور"، أنه فى أثناء نظر إحدى قضايا القتل بالإسكندرية التى كان هو وكيل النيابة وقتها، وممثل الاتهام فيها الذى ينبغى أن يترافع ضد التهم ويطلب الإعدام للمتهمين، وأكد أنه "لما المحكمة طلبت منى أن أترافع ماعرفتش أقول حاجة، لا فى القانون ولا القضية، ورئيس المحكمة وقتها وجهنى أن ذلك أقرب طريق للفشل، وأن القانون لا بد من قراءته يوميًا، ودراسة القضية قبل الذهاب للمحكمة".
وأشار إلى أن "تلك الواقعه كانت درس خاص لى انطلقت منه وألفت أكبر موسوعة قانونية فى مصر موجودة فى مكتبة كل قاضٍ ومحامٍ وضابط شرطة، وكل من يعمل بالقانون"، مضيفًا أنه طبع من هذه الموسوعة 100 ألف طبعة "وبكدا أنا أول قاضى يستقيل من على المنصة، وأصغر مؤلف قانونى على مستوى العالم".
نظام مبارك اعتقلنى 3 مرات
وعن الاعتقال قال مرتضى منصور، أن موقفه من نظام مبارك معروف، مشيرا إلى أن مبارك اعتقله 3 مرات فى عهده.
وأضاف منصور، أنه تم اعتقاله فى عهد حسنى مبارك لمدة 18 يوما بسبب واقعة سبه للسفير الإسرائيلى وضربه بالحذاء فى المحكمة أثناء نظر قضية عزام عزام.
وتابع: "بعد هذه الواقعة كنت عضوا فى مجلس نقابة محامين ثم تم حله بعد الواقعة دى على طول بادعاء كاذب بأنى كسرت نقابة المحامين، وتم تقديمى لمحاكمة تأديبية بسبب سب السفير الإسرائيلى، ومحامى عزام عزام اللى هو الأستاذ فريد الديب".
وأضاف أنه اعتقل لمدة 18 يومًا فى سجن طرة حتى تأكد النائب العام أن من قام بتحطيم النقابة هم عملاء إسرائيل فى مصر، وأنه خلال الوقت الذى تم اتهامى فيه بتكسير النقابة كنت متواجدا فى مكان آخر وهو نيابة الأموال العامة فى مصر الجديدة، وعلى خلفية ذلك تم إطلاق سراحى والقبض على من قام بتكسير النقابة والحكم عليه بسنة سجن.
وأضاف أن المرة الثانية الذى اعتقله نظام مبارك فيها وفقًا لما قاله مرتضى منصور، كان لها علاقة بوزير الداخلية زكى بدر، حيث تم اعتقاله لمدة 3 أشهر بسبب تقديمه شكوى ضد زكى بدر، لأنه سعى إلى تهريب أحمد الريان، وهو ما دفعه إلى تقديم بلاغ فى المخابرات العامة المصرية ضد وزير الداخلية، وبعد خروجه من المخابرات أطلقوا الرصاص عليه، وتم اعتقاله لمدة 3 أشهر.
وأشار منصور إلى أن المرة الثالثة الذى اعتقله فيها نظام مبارك كانت بعد لقاء له بقناة العربية قال فيه: "إن زكريا عزمى هو من يحكم مصر، وهيخرب البلد، وإن رئيس الوزراء آنذاك أحمد نظيف وأحمد عز، واللذين يمثلان رقم "10" بسبب طول نظيف وقصر قامة عز، وسيكونان سببا فى خراب البلد".
وأضاف: "بعد اللقاء ده لفقولى قضية إنى أهنت رئيس مجلس الدولة، وكان القاضى المختص بنظر القضية قد تنحى، فجابوا قاضى تانى وقالهم برضو أنه هيحكم بالبراءة، والقاضى ده فصلوه، بعد كدة جابوا لى قاضى كان بيشتغل مستشار عند رئيس مجلس الشعب اسمه شريف إسماعيل، ولم يكن مختصًا بالقضية وتم الحكم ضدى".
نظام مبارك حاربنى فى الانتخابات
وأكد مرتضى منصور عضو مجلس النواب، أن نظام مبارك اسقطه فى الانتخابات ثلاث مرات، أولها سنة 90، ثم فى انتخابات 2005 و 2010.
وأضاف مرتضى منصور، فى حواره مع الصحيفة الأمريكية، أن نظام مبارك أسقطه فى انتخابات سنة 90، وكان وقتها مرشحا فى دائرة الدقى والعجوزة أمام "آمال عثمان" التى قال عنها أنها صديقة سوزان مبارك والسكرتيرة الخاصة بها فى ذلك الوقت .
وتابع: "أعلنوا نجاحها هى بالتزوير، محكمة النقض أكدت إن أنا المرشح الفائز، وفى انتخابات 2005 و 2010 زوّروا ضدى الانتخابات نفس نظام حسنى مبارك، عشان ينجحوا واحد فى لجنة السياسات اسمه عبد الرحمن بركة، ودخل أمن الدولة ضربو رصاص على بيتى فى البلد، رصاصة جت فى ايد أمى ماتت بعدها ."
"وفى 2010 بعد ما أعلنو نجاحى أول مرة باكتساح، أحمد عز تدخل ونجّح الفاسد عبد الرحمن بركة أمين الحزب الوطنى فى الدايرة، وفى محكمة بعد كدة قالت أنه هرّب أموالا برة مصر".
قبل ثورة يناير بشهر نظمت مؤتمرا وهتفنا فيه يسقط نظام مبارك
وأكد أنه ظهر فى التلفزيون فى يوم 17 ديسمبر 2010 ، فى قناة المحور، وروى ما حدث فى الانتخابات بمعرفة بلطجية الحزب الوطنى، وأنه وجه حديثه إلى صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وقتها، وأحمد عز، وحسنى مبارك، موضحا لهم أن نظام مبارك سيسقط قريبًا .
وتابع: "بعدها بأسبوع عملت مؤتمرا حضر 100 ألف فيه، كان يوم 24 ديسمبر 2010 قبل 25 يناير بشهر بالظبط، هتفنا كلنا يسقط النظام"، "دى حكايتى مع حسنى مبارك ونظامه، اللى حل مجلس إدارتى فى النادى 3 مرات، شطب عضويتى كعضو عامل فى النادى وحبسنى 3 مرات، وسقطنى فى الانتخابات 3 مرات، بس أنا بفرق بين نظام حسنى مبارك والدولة المصرية".