أعرب البرلمانى كمال أحمد، عضو مجلس النواب المستقل، الرئيس المؤقت للجنة الخاصة الثانية "الخطة والموازنة"، عن سعادته بقراره السابق بالتقدم باستقالته من المجلس، معتبرا أنها جرس إنذار بأننا فى مرحلة خطر، ومؤكدا أنه لم يتمسك بها لأنها حققت غرضها.
وتوقع "كمال، فى حواره مع "برلمانى"، تفكك ائتلاف "دعم مصر" حيث أكد أنه ليس ائتلافا بالمعنى الحقيقى الموجود فى الفقه السياسى، قائلا: "لأن الائتلافات فى بلدان مثل إيطاليا وإسرائيل تقوم بين أحزاب وبعضها، أو بين أحزاب ومستقلين، لكن "دعم مصر" يقوم بين حزب وبعض أعضاء حزب آخر، وهنا الأمر يختلف".
وإلى نص الحوار:
فى البداية، ما تقييمك لأداء البرلمان وإدارة رئيس المجلس للجلسات خلال الفترة الماضية؟
لا شك أن البدايات كانت مقلقة للغاية بين السادة الزملاء الأفاضل النواب المحترمين حيث إن 65% من الزملاء هم نواب جدد، وأيضا الإدارة كانت جديدة من أستاذ جامعى عظيم، لكنه يتعامل مع الجالسين أمامه باعتبارهم متلقين بطبيعة عمله، وفى الحقيقة الأمر مختلف فالجالسون أمامه فى القاعة صانعو قرار وليس متلقين، وهذا ما أحدث الفجوة بين التعاملين، ولا شك أن الأداء فى تحسن نسبى بمرور الوقت.
وما موقفك من وقف البث المباشر للجلسات العامة للبرلمان؟
أنا شخصيا مع البث لأنه كما أنه مقلق ويعطى صورة محبطة للناخبين والشعب المصرى فإنه مقوم لممارسى الأخطاء داخل القاعة.
ما تقييمك لقرارك السابق بالاستقالة من مجلس النواب.. ألا تعتبره خطوة متسرعة؟
بالعكس.. كنت سعيد جدا بها لأنها كانت جرس إنذار بأننا فى مرحلة خطر، وأننا نسير فى طريق خطأ.. واحد شاف حريقة فصرخ، والاستقالة كانت هى الصراخ للانتباه للحريق.
وما النتيجة التى ترتبت على استقالتك؟
النتيجة أن الزملاء شعروا أن هناك خطرا ما، والمنصة شعرت أن أسلوب الحدة لا يصلح فجميعنا نواب، وبالتالى الأمر أصبح مختلفا.
المجلس رفض الاستقالة فلماذا لم تتمسك أنت بها؟
وأنا أشكر المجلس على هذا الرفض، ولم أتمسك بها لأنها حققت الغرض، وعلىّ أن أخضع لقرار الجماعة.
البعض وصف استقالتك بأنها مجرد "شو إعلامى".. فهل هذا صحيح؟
لست فى حاجة إلى "شو إعلامى"، أنا رجليا الاتنين والقبر، وتجاوزت السبعين، هطمح فى إيه، ولكن أستطيع أن أقول أن هناك إنجازات حققتها على مدار 40 عاما، فكانوا يطلقون علىّ فى المجلس "ملك الاستجوابات"؛ استجواب البورصة كان أعظم استجواب فى هذا المبنى بعد استجواب "الأسلحة الفاسدة"، وكانت تلك مقولة الدكتور أحمد فتحى سرور.
كيف ترى أداء ائتلاف "دعم مصر" بعد انعقاد البرلمان؟
هما كل مرة يجتمعوا فى مكان شكل، ويتبعون سلوك "المغارة" كأنهم يرتبون لأمر ما فى السر، وأحدهم يريد أن يخلق أغلبية، ويتصور أنه عندما يشكل أغلبية وهمية سيكون هناك أقلية، مفيش واحد فى البرلمان لا يشعر بخطورة المرحلة، سواء من ضغوط داخلية أو ضغوط عنيفة بالخارج، ولا يوجد روح تربص، والجميع يدخل بصيغة تعاونية.
هل تتوقع دور فعال لائتلاف "دعم مصر" خلال الفترة المقبلة تحت القبة؟
إسألنى عن هذا الائتلاف بعد انتخابات اللجان، فلن يكون موجودا لأنه ليس ائتلافا بالمعنى الحقيقى الموجود فى الفقه السياسى لأن الائتلافات فى بلدان مثل إيطاليا وإسرائيل تقوم بين أحزاب وبعضها، أو بين أحزاب ومستقلين، لكن "دعم مصر" يقوم بين حزب وبعض أعضاء حزب آخر، وهنا الأمر يختلف.
وما الحزب الذى اعتبرته طرف أول فى الائتلاف؟
حتى الحزب غير موجود، لكن هو يحاول إنشاء حزب على غير القانون، عندما نعلم أن جماعة ما تجتمع اجتماعات دورية تريد أن يكون لها هياكل تنظيمية فى المحافظات، وتتلقى اشتراكات ومعونات وهبات، ويكون لها لائحة دون إذن من لجنة شئون الأحزاب، أليس هذا تشكيل غير قانونى لممارسة العمل السياسى؟
لكنهم تراجعوا عن ذلك.
تراجعوا عن ذلك لكنهم يمارسون ذلك فهناك مسئول لكل محافظة وسوف ترى ذلك فى التصويت على قانون "الخدمة المدنية"، والارتباط بين أعضاء الائتلاف هو ارتباط لفترة قصيرة، المرحلة الأولى منه كان العبور بالانتخابات البرلمانية بقائمة "فى حب مصر"، ثم العبور إلى تورتة اللجان عبر الائتلاف، وبالتالى ليس هناك رابطة عقائدية، وليس هناك رابطة مصلحية طويلة، وكلها مصالح قصيرة ستنتهى، على الرغم من أننى مع التكتل لأنه يقلل من حدة الشرذمة الموجودة داخل وخارج البرلمان.
هل تتوقع أن يتم تشكيل ائتلاف آخر بعد سقوط "دعم مصر"؟
الكيانات الحزبية فى تاريح الحركة البرلمانية المصرية بدأت بأفراد ثم تبلورت داخل البرلمان مجموعة من البرلمانيين جمعتهم أسس مصلحية أو شخصية أو تاريخية وتكونت كيانات تننظيمية حزبية فى مصر، وأعتقد أن التاريخ سوف يعيد نفسه مرة أخرى داخل البرلمان؛ سوف تتجمع مجموعات من الممارسات التى تلتقى على أفكارها وتسعى لمصلحتها وارتباطها الوطنى، وسيكون هناك 3 اتجاهات تحت القبة؛ اتجاه ليبرالى ويسارى ووسطى، وسيكون الاتجاه الليبرالى الأكبر عددا، وطبيعة اليسار أنه يطرح مبادئ الأفكار لمصالح الأكثرية وعادة دعاة الإصلاح والتغيير يكونون قلة، والوسط سيكون الفيصل بين الاثنين.
دعنا نتحدث عن اليسار ودوره فى تحقيق العدالة الاجتماعية رغم ضعف تمثيله داخل البرلمان.
اليسار دعاة، ودعاة التغيير والعدالة الاجتماعية دائما قلة فى تاريخ الإنسانية، وبالتأكيد سيكون لهم دور فعال لأن الـ3 ثورات قامت للعدالة الاجتماعية التى تأتى بالإنتاج، وليس بالرسوم والضرائب والإنتاج يقضى على البطالة، واليسار يدعو للتنمية الاقتصادية وليس النمو الاقتصادى، فمعدل النمو وصل خلال الأعوام الماضية إلى 7.6% وهو رقم كبير فى تاريخ حركة الاقتصاد المصرى، وفى نفس التوقيت كان معدل الفقر يزيد إلى 50%، وهذا معناه أن زيادة النمو كان يذهب لجيوب قلة من المجتمع مسيطرة على منابع الاقتصاد، ولذلك هناك فارق كبير بين النمو الاقتصادى والتنمية الاقتصادية، فالنمو يكون فى مجال محدد لكن التنمية هى نمو فى كافة المجالات الاجتماعية.
رغم اهتمام اليسار بالمطالب الشعبوية إلا أن حلقة الوصل مع الشارع مفقودة بدليل نتيجة الانتخابات.. فما تفسيرك لذلك؟
البنية التنظيمية للأحزاب اليسارية كثيرة ومتعددة وأصابتها حالة من الشرذمة وأصابها مرض الزعامات، فاليسارى يخلع يسارى على عكس الليبرالى يزرع ليبرالى، وهذا واضح فى تاريخ الحركات اليسارية عندما كانت تعمل تحت الأرض تعددت وعندما كان لها مشروعية العمل تعددت وتفتت أكثر، والذات الشخصية أعلى فى اليسار والمصلحة الشخصية أعلى فى التيار الليبرالى.
وما رسالتك لنشطاء وقيادات التيار اليسارى فى مصر؟
مصر فى حاجة إلى راية يسارية قوية، فالشعب المصرى لا يعنيه يسار ولا يمين، وكل ما يعنيه حد أدنى للعدالة الاجتماعية تسمح له بالحياة ككائن حى من مسكن ومأكل ومشرب وتعليم وسكن، والليبرالية تفهم ذلك لذلك تلوح بها كشعارات لكن لا تنفذ، واليسار للأسف يعتقد بها ويعلنها لكنه لا يجيد فن التعامل مع الناس على الأرض.
هل كنت تتوقع النجاح فى انتخابات رئاسة مجلس النواب؟
لا، لكنى كنت أريد أن أرسخ قيمة الديمقراطية، وأن أكثر مفهوم مضى وعفا عليه الزمن التعيينات المشوبة بنكهة انتخابية، وليلة الانتخاب كانت الأمور غير واضحة لدى الكثير عن اسم رئيس المجلس القادم، فهذه هى الديمقراطية ومضمونها.
كيف ستتعامل لجنة الخطة والموازنة مع تقرير اللجنة الفنية حول تصريحات المستشار جنينة؟
موضوع الجهاز المركزى للمحاسبات عرضى ووقتى ولا يدخل ضمن آليات عمل اللجنة، وكتبنا فى التوصيات بضرورة الحصول على تقارير الجهاز بشكل دورى وسنوى، ولازم ييجى التقرير علشان نقراه ونطلع على تقرير اللجنة الفنية ونستمع إليه ونكتب تقريرنا ونعرضه على الرأى العام.
بعد مرور 5 أعوام على ثورة يناير.. هل تحققت أهدافها؟
بالتأكيد لا، حققت تغير كيفى إيجابى فى إضافة حالة من الوعى ودخول المواطن المصرى إلى دائرة الاهتمام بالعمل العام، بعد أن كان فقد الثقة فى التغيير، وأكدت له الثورة أنه قادر على التغيير.
فى رأيك.. هل يسير النظام الحالى على المسار الصحيح أم أن هناك اعوجاجا؟
عندما تكون سائرا تحكمك مبادئ عامة، وعندما تكون حاكما تحكمك المواءمات ومصالح الوطن والظروف المتغيرة الداخلية والإقليمية والعالمية، ليصبح هناك فرق كبير بين الموقف الثورى وموقف الحاكم الذى يحكمه مصير وطن.
ما هى توقعاتك للذكرى الخامسة لثورة 25 يناير؟
لا جديد مع هذه المتغيرات، وأنا واثق فى الشباب المصرى الناضج الذى يدرك مدى الخطورة التى تحيط بهذا الوطن من خارجه، لكنه يضغط لتحسين الأمور وتحقيق أهدافه وتطلعاته وآماله المتمثلة فى ثورة 25 يناير، ودائما يذكرنا أن هناك ثورة قامت ويقول لنا أين أنتم من هذه الثورة؟