إقبال ضعيف على اللجان، ومرشحون يدفعون الرشاوى لاستقطاب الناخبين، وعزوف وعدم اهتمام من جانب الشباب فى الوقت الذى ملأوا فيه "استاد مختار التتش"، ومشاركة لم ترتق لأهمية حدث استكمال الخطوة الأخيرة من خارطة الطريق التى أقرها المصريون والقوى السياسية عقب ثورة 30 يونيو، هكذا كان حال اليوم الأول للتصويت فى الانتخابات البرلمانية فى مرحلتها الأولى، أمس الأحد، ولكن رغم الإقبال الضعيف الذى شهده اليوم الأول للتصويت فى الانتخابات البرلمانية، ما زال لدى جميع أمل وتفاؤل كبيران فى إثبات العكس وتغيير الصورة فى اليوم الثانى.
الأمر اللافت فى الساعات الأولى من صباح اليوم الثانى للتصويت، أن الإقبال على لجان الانتخابات ما زال ضعيفًا من المصريين بمختلف فئاتهم، وسط استمرار لحالة العزوف عن المشاركة فى الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق، إذ لم يتجاوز عدد الأصوات الحاضرة فى بعض اللجان حتى الآن حدّ الـ 10 أصوات، فى كثير من اللجان والدوائر، وهو الأمر الذى يثير التساؤل الأهم والاستفسارات الواسعة حول العملية الانتخابية والمشهد السياسى.
السؤال المتصدر للمشهد الآن بقوة، هو: هل يفعلها المصريون اليوم ويشاركون بقوة وكثافة فى الانتخابات البرلمانية؟ وهل سيتم تغيير الصورة التى ترسّخت أمس الأحد فى أذهان كثيرين من عزوف المصريين عن المشاركة؟ وهل سيستجيب الناخبون لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالنزول وعدم إهدار أصواتهم فى هذه المرحلة المهمة التى تمر بها البلاد؟
الأسئلة السابقة قد تتزايد وتتوسّع ولا نجد لها إجابة حتى الآن، فاللجان تشهد إقبالاً ضعيفًا، والظهور الوحيد المكثف هو تواجد أفراد الشرطة والجيش داخل اللجان وأمامها للتأمين، حتى أصبح عددهم أكبر كثيرًا من أعداد الناخبين المتواجدين للتصويت.
تلك الحالة غير المتوقعة أصابت كثيرين من السياسيين والأحزاب بالإحباط، وخاصة الذين روجوا طوال الشهريين الماضيين لفكرة الحشد والتواصل مع الناس، وحرصوا على الظهور فى الفضائيات ليلاً ونهارًا، بشكل أكبر من حرصهم على التواجد فى الشارع ومعرفة احتياجات الناخبين، وكثيرون منهم عبروا عن أملهم فى أن تزيد نسبة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية فى يومها الثانى من الجولة الأولى، مؤكّدين أن المرشحين يتحملون السبب الرئيسى فى عزوف المواطنين، وعدم مشاركتهم فى الانتخابات، لأنهم لم يحاولوا الوصول إلى الناخبين والتواصل معهم بالشكل الذى يضمن نزول الناس من أجلهم، إضافة إلى عدم وجود وجوه محفّزة تشجّع الناخبين على النزول للتصويت، وهو ما تم فهمه وإدراكه مؤخّرًا ليظهر اليوم الأول من التصويت بدون ناخبين.
المتابع جيدا لتصريحات اللجنة العليا للانتخابات، أمس الأحد، وما أعلنته عن أن عدد من صوتوا فى الانتخابات البرلمانية - وفقًا للرصد العشوائى - وصلت لحوالى 5%، يعرف حجم الأزمة التى نمر بها، والتى يجب أن نتجاوزها اليوم حتى يخرج المشهد الانتخابى بشكل مشرف للجميع، ففى النهاية نحن فى سفينة واحدة وعلينا أن نعمل بضمير ونؤدّى دورنا على أكمل وجه، وأن نلوم أنفسنا تجاه أى تقصير قبل أن نلوم الآخرين.