هاجم الدكتور
عمار على حسن، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتورة لميس جابر، عضو مجلس النواب المعيّنة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، لوصفها ثورة 25 يناير بـ"المؤامرة"، وبأنها ليست ثورة.
جدلية فُتِحَتْ أبوابها مع إطلاق الشرارة الأولى للثورة فى يناير 2011، وحتى الذكرى الخامسة لها، لم يتوقف مردود تلك العبارة عنها، ولو على سبيل التغيير، بل زادات لتُشعل الساحة السياسية والإعلامية فى اليومين الماضيين، رغم حسم الدستور لها وقول الرئيس السيسى فى خطابه " لولا 25 يناير ما كانت 30 يونيه".
كان من فريق المرددين تلك الجدلية، البرلمانية لميس جابر، والتى جاءت كأنما أشهر سلاحه، وأطلق الباحث والمحلل السياسى عمار على حسن رصاصه على كثيرين منهم رئيس البرلمان المصرى ونوابه وائتلاف "دعم مصر" وسامح سيف اليزل ومصطفى بكرى ومرتضى منصور وتوفيق عكاشة، خلال حوار أجراه معه "برلمانى".
لماذا هذا الهجوم على لميس رغم قناعة كثيرين بأفكارها؟
- لميس بوق صدئ تهين وتتنكر لكل تاريخ كفاح الشعب المصرى، ترفض ثورة يوليو وترفض حرب 56، وتعتبر ما جرى فيها ليس انتصارا وترفض ثورة يناير، وتسمى انتفاضة 77 ضد السادات انتفاضة لصوص، تتبنى دائما وجهة نظر معارضة ضد الشعب المصرى وهى وجهة نظر لا يتبناها مثقف حقيقى، كلامها دائما ينطوى على تصورات غير علمية، رأت أكثر من 18 مليون مصرى فى ثورة رافضين للنظام وتسمى ذلك مؤامرة، ترفض شرعية يوليو وتناصر السيسى والجيش، تقبل التعيين فى برلمان ينص على أن 25 يناير ثورة موقفها عجيب وغريب تناصر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ثم تناقض نفسها حينما أيد المجلس العسكرى ثورة يناير فى 2011.
هذا موقفها منذ اشتعال الثورة وهو موقف كثيرين فلماذا الهجوم عليها تحديدا؟
- موقفها من يناير موقف نفسى عشوائى لا ينبنى على رؤية علمية ولا موقف وطنى ولا تصور لمثقف، ولا اتجاه للتقدم ولا احترام لإرادة المصريين، كثير من الناس اختلفوا مع يناير وقدموا أطروحاتهم بأصالة مثل هؤلاء نناقشهم بالحسنى ونجادلهم بهدوء، لو قالت إننا لدينا اختلاف عن مفهوم البعض للثورة أو مع بعض الانتهازيين من الثوار، أو مع فكرة أن الثورة لا يجب أن تستمر باحتجاجات مستمرة فى الشارع، كل ذلك مفهوم ولا بأس به، أما الطريقة التى يصل بها الأمر على أن شهداء يناير قتلوا أنفسهم من أجل توريط السلطة، فأى منطق هذا تتحدث به.
كيف ترى منع البث المباشر لجلسات البرلمان؟
استعلاء على الشعب، ومنع لحقه فى متابعة البرلمان الذى يشرع له، وكل المبررات التى ساقوها حول ما يجرى غير مقبولة، ولا يمكن التعتيم بهذه الطريقة يجب أن يتحكم رئيس البرلمان فى نوابه بشكل أفضل؟
أترى أنه لا يتحكم بهم ولا يستطيع إدارتهم؟
- رئيس البرلمان غير قادر على ضبط الإيقاع أو فرض الهيبة أو إدارة البرلمان على اختلافه، على عبد العال، رئيس البرلمان، رجل قانون، إلا أنه حديث عهد بالسياسة والإدارة، وليست لديه خبرة، وهذا واضح فى أدائه.
قلت نصا للميس جابر "العيب عاللى عَينِّنك بالبرلمان" لماذا؟
- بهذه الطريقة تضع لميس جابر السلطة، التى أتت بها نائبة للبرلمان فى حرج بالغ، مثل هذه الأطروحات تنطوى على قدر من الاستفزاز للشباب المصرى وتغضبه، ومن ثم لا تراعى مصلحة الذين عينوها، والرئيس السيسى خرج فى 24 الحالى من أجل امتصاص غضب الشباب متحدثا عن ثورة الشعب، ثم تأتى هى وتحرجه بهذه الطريقة، لم أتحمل كلام لميس عن الثورة، وانتظرت طويلا أن تنطق بكلمة بها قدر من الإنصاف أو الترضية لخواطر الشعب أو المسئولية حيال السلطة، التى عينتها إلا أنها لم تفعل.
ما تقييمك لأداء البرلمان؟
- إن البرلمان مجرد حامل أختام على قرارات وإجراءات وسياسات السلطة، مثل هذا البرلمان، وبهذه الطريقة، لا يمكن التحدث عنه باعتباره أمينًا وصادقًا فى أداء دوره فى الرقابة والتشريع، بل إنه طرف موالٍ للسلطة ويساعدها فى تجهيز أغلبية ميكانيكية تحت قبة البرلمان، بما يعيد سياسات الحزب الوطنى مرة أخرى.
وما تقييمك لرئيس البرلمان على عبد العال وائتلاف دعم مصر؟
- على عبد العال هو من وضع قانون الانتخاب وتفصيل الدواير، ومن ثم كان من الإنصاف والكياسة ألا يرشح نفسه على قائمة " فى حب مصر"، لأنه مستفيد من القانون الذى وضعه.
والائتلاف، أغلبية ميكانيكية تكونت حول قائمة "فى حب مصر"، والتى هندستها أجهزة الأمن، ومن ثم يكون امتدادا لثقافة الشمولية، التى عانينا منها أيام الاتحاد الاشتراكى العربى وحزب الوطن وحكم جماعة الإخوان.
هل سامح سيف اليزل قيادى سياسى ناجح ولماذا؟
- أنا مشفق عليه وربنا يعينه، لأنه وُضِعَ فى موقع جديد عليه، وهو رجل مخابراتى يتحدث دائما باعتباره على صلة بالسلطة، ولديه معلومات وثيقة وموثقة وكان هذا دوره وأسند إليه أمر جديد ليس لديه فيه خبرة ولا مُكنة ولا قدرة، لا سيما فى ظروفه الصحية الحالية -شفاه الله وعافاه، حُمِّلَ فوق طاقته، بدليل أنهم الآن يحاصرونه وينتقدونه ويحملونه فوق ما يطيق، فهو لا عمره كان عضو برلمانى ولا له تاريخ سياسى ولا خبرة فى التعامل مع القوى السياسية المتنوعة، ومن ثم قيادته لقائمة فى مهمة انتخابية، ربما كانت تحتاج لكفاءته الإدارية، ولكن أن يلعب دور زعيم الأغلبية، ويوفق بين كل هذه الأشتات هذا فوق طاقته.
أيمكن إرجاع ذلك إلى تردى حالة الائتلاف فى الفترة الماضية؟
- بعض الناجحين فى دعم مصر لديهم تاريخ برلمانى وسياسى، ولن يقبل مثل هؤلاء ان ياتى شخص من خارج الكيانات التلقيدية ويديرهم وينسق بينهم، وهذه مشكلة سامح سيف .
لمن تتوقع رئاسة اللجنة الدينية وإلى أى مدى يمكنها المساهمة فى تطوير الخطاب الدينى؟
- رئاسة اللجنة الدينية ربما يتم إسنادها للدكتور أسامة الأزهرى، مستشار الرئيس عبد الفتح السيسى وعضو المجلس المعين، سننتظر جهده فى تجديد وإصلاح الخطاب الدينى، لنرى إذا ما كان رجلًا تجديديًّا أم توفيقيًّا أم تلفيقيًّا، وحتى إذا لم تُسند له رئاسة اللجنة، فبحكم قربه من الرئيس وشيخ الأزهر ستكون له الكلمة العليا فيها، وسنحكم عليه على قدر بصيرته وتنويره"
إن اللجنة الدينية مطلوب منها عدم الاكتفاء بإصدار البيانات، مع ضرورة ترجمتها لرغبة الشعب المصرى، ورغبة الرئيس والمثقفين فى إنجاز الإصلاح الدينى لقطع خط الرجعة على التطرف والإرهاب لافتا إلى عدم إغلاق الباب على نفسها، وفتحه لمن هو خارج البرلمان، لمن يسند إليه تجديد الخطاب الدينى بنظرك؟
اولا يجب الإيمان بأن قضية الإصلاح الدينى أكبر وأعمق وأخطر من أن تُترك لعلماء الدين وحدهم، لابد من إشراك المثقفين والباحثين والمؤسسات الاجتماعية المعنية بالإصلاح الدينى فى مناقشة الأمر ودراسته ووضع الحلول والأفكار العملية بشأنه
ما رأيك ببعض النواب كمرتضى منصور وتوفيق عكاشة ومصطفى بكرى؟
- نجاح توفيق عكاشة ومرتضى منصور فى الانتخابات البرلمانية جاء بتصويت شعبى، ولهذا يُسأل عنهما من صوّتوا لهما، أن النائب مصطفى بكرى دخل قائمة "فى حب مصر" سعيًا وراء مكاسب شخصية، وعندما ترشح على وكالة المجلس ولم يأخذها، خرج وتحدث فى الإعلام عن تدخل الأجهزة الأمنية فى قائمة "حب مصر"، "طالما أن مجىء هؤلاء النواب تم بإرادة وانتخاب شعبيين لهم، فلا خوف، فالأمة التى لديها حرية الاختيار يمكنها تصويب مسارها إن أخطأت، ما دامت حرة وتملك رأيها، ويُلام فى هذا من رفضوهم وتقاعسوا عن الذهاب لصناديق الانتخابات" .
أيعتبر رفض البرلمان لقانون الخدمة المدنية دليلا على استقلاليته؟
- رفض قانون الخدمة لا يمكن اعتباره معيارا على استقلالية النواب، كان من الأجدى للسلطة التنفيذية والأجهزة الأمنية ألا يمر القانون قبل ذكرى يناير، وتأجيله نوع من اخذ الحيطة والحذر وتجنب إغضاب ملايين المصريين من رافضى القانون، مؤكدا: عما قريب سيعاد الى البرلمان مع تعديلات ليست جوهرية ولا تمس عصبه وسيتوافق عليه، ومن ثم رفض للتوقيت وليس رفض للقانون
كيف ترى تمثيل الشباب داخل مجلس النواب؟
- تمثيل شكلى، ولا ناظم ولا رابط بينهم ولا يمكن تشكيل كتلة صلبة داخل البرلمان اولا لنرى كيف عبروا اليه، بعضهم عبروا عن الدستور لضرورة تمثيلهم بنسبة معينة بالقوائم، وبعضهم عبره بجهده وهم قلة، وغيرهم انتخبوا بديلا لآبائهم، الذين حاذوا عضوية البرلمان لاكثر من دورة، إذا الشاب من الناحية العمرية صغير لكنه عجوز بتفكير الأب، وبالتالى هو تمثيل شكلى .
كيف ترى استجابة الأزهر لدعوة الرئيس بتجديد الخطاب الدينى؟
الأزهر لا يجب أن تتم مناشدته لتجديد الخطاب الدينى، لأن داخل الأزهر قوى محافظة تشد العربة إلى الوراء، بل يجب التداخل معه ومشاركته، من الناحية الإدارية والإجرائية والفنية للإصلاح الدينى، وهذه المساندة يجب أن تتم بعد نقاش معه يتطلب بعدها قرارات وقوانين يزيد من تمكين الإصلاحيين، وتهميش التيارات المتسلفة والمتشددة داخل هذه المؤسسة، واعداة النظر فيما بعد فى التعليم الازهرى بحيث يعود الأزهر مختصا بعلوم الدين وتنتهى فكرة أنه جامعة تدرس كل العلوم، ويؤخذ بيد الإصلاحيين فى الأزهر ليكونوا الواجهة فى مجمع البحوث.
هل منهم سيد القمنى؟
- لا
لماذا؟
- لان ما يقدمه لا ينطوى على البحث العلمى، هو نوع من الانتحال وسرقة جهد الآخرين وتلفيق تام ورغبة فى صناعة الضجيج، لكن مثلا فيه زى حسن حنفى أحمد كمال أبو المجد، ولو على قيد الحياة نصر حامد ابو زيد جابر عصفور اسماعيل سراج الدين، نبيل عبد الفتاح عبد المنعم سعيد، القضية يجب ان تفتح على نطاق اوسع من ان تترك لرجال الدين .
ألا تثق بهم؟
- الدين لا يخص علماء الدين فقط وهو ليس مسألة عقدية فقط، الكل معنى بحكم التدين، كل مسلم فى هذه البلد متضرر، وكلنا معنيون بدرجات الى قضية الإصلاح الدينى وتجديده، هناك مقولة "الحرب اخطر من ان تترك للعسكرين وحدهم" لانها بها شق اقتصادى ونفسى وسياسى.. الخ وعلى غرار ذلك اصلاح الخطاب الدينى أخطر من أن يترك لعلماء الدين وحدهم .