الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:01 م

أمين الجامعة العربية الأسبق من"روما": دول كبرى تريد تنظبم داعش وحش مرعب.. والتطرف بدأ مع الاستعمار والتعبئة لحرب أفغانستان.. ويؤكد: استغلوا الشباب المسلم للقضاء على السوفيت

عمرو موسى:داعش صناعة لنشر الفوضى

عمرو موسى:داعش صناعة لنشر الفوضى عمرو موسى: دول تريد "داعش" وحش مرعب
الجمعة، 29 يناير 2016 05:00 ص
كتب محمد رضا
قال عمرو موسى،

الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية

، ورئيس لجنة الخمسين: إن توسع "

داعش

" يدعمه مصالح قوى وأجهزة تريد أن تظل الفوضى قائمة فى المنطقة، مؤكدا أن من بدأ بزرع الصراع فى أفغانستان وأجج الفتن بين الشعوب المسلمة، هى أجهزة ووكالات عالمية أرادت أن يصبح الإسلام السياسى نواة ينطلق منها العنف الذى عم بعض الدول العربية والإسلامية، ولا يمكن أن ننكر أن التطرف الدينى خلق منذ عهد الاستعمار، ولا يمكن أيضا هزيمة العنف والتطرف بالاكتفاء بالدعوة للحوار بين الأديان وتبادل الاّراء فيما بيننا.
عمرو موسى دول تريد داعش وحش مرعب

وأكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، خلال كلمته أمس الخميس، بالاجتماع الدولى بروما الذى نظمه مركز" Nizami Ganjavi " بالتعاون مع الجمعية الإيطالية للتنظيم الدولى بمشاركة دولية رفيعة المستوى لرؤساء دول أوروبية ووزراء وممثلين من عدد من الدول الأوروبية والمتوسطية حول كيفية صناعة القرار السياسى الممنهج لاستيعاب حوار الأديان والحد من الصراعات والتطرف الدينى بين الثقافات والأمم المختلفة، أن بداية الحل هو الاعتراف والمصارحة بأن الجميع اخطأ، مشيراً إلى أن

العالم العربى والإسلامى

لديه أخطاء ساهمت فى توسع تلك الجماعات بسوء إدارة الحكم فى بعض الدول وعدم الاهتمام بالتعليم والثقافة وانتشار الفقر وعدم اللحاق بركب العصرنة والتمدن، كما أخطأ الغرب عندما اعتمد الدين الإسلامى عدوا له وساهم فى ذلك سياسته الدولية التى تعاملت بازدواجية فى المعايير مع القضايا التى تخص العالم العربى والإسلامى.
عمرو موسى فى روما (1)

وأشار رئيس لجنة الخمسين، إلى أن ازدواجية معايير الغرب فى التعامل القضايا الخاصة بالعالم العربى والإسلامى، اتضحت فى معالجته

للقضية الفلسطينية

وعدم الاعتراف بحقوق الفلسطينيين فى مقابل مزايا واسعة للاسرائيليين، اضافة لحالة التعبئة التى اقامها الغرب اثناء الحرب فى أفغانستان، مؤكداً أنه من هناك انطلق التطرّف الحقيقى الذى نعانى منه اليوم، فى ظل اتباع الغرب سياسات غير منصفة بالتدخل فى شؤون الشعوب والحكومات الاسلامية، مشدداً على أن هناك أخطاء كبرى ارتكبت فى حق الشعوب بالشرق الأوسط أهمها خَلط الدين بالسياسة ودعوة الشباب المسلم للتسيس، مضيفاً: "فمنذ الحرب الباردة وهى الحقبة التى شهدت الصدام الاول للحضارات كان الهدف هو هزيمة الشيوعية والاتحاد السوڤيتى لصالح الرأسمالية الغربية واستخدم الشباب المسلم الفقير من بلدان عديدة من إندونسيا إلى موريتانيا وغيرها لتحقيق أهداف بعيدة تماما عن ما تم حشدهم إليه باسم الدين، ثم جاءت الطفرة التكنولوجية وظهور وسائل التواصل الاجتماعى التى ساهمت فى انتشار الأفكار المتطرفة وغيرها بين الشباب بسرعة كبيرة لينتقل الصراع إلى الدول والمجتمعات العربية، ومع فشل الأنظمة الحاكمة فى حل مشاكل الشعوب زاد الشعور بالظلم والإحباط ولايمكن معالجة هذا التوتر دون إعادة النظر فى السياسيات الغربية بالشرق الأوسط".
عمرو موسى فى روما (2)

وأكد أن هناك تقييما خاطئا للوضع فى العراق ومنطقة الهلال الخصيب مع الترويج لقضية الصراع السنى الشيعى حتى يتقبل السكان بمناطق الصراع لفكرة التقسيم وهو امر كله شر، فالجماعات المتطرفة لا يعنيها تقسيما على أساس دينى أو عرقى بل هناك خططا معدة لانتشار العنف والفوضى وهو ما نراه فى تحركات داعش من سوريا والعراق بآسيا إلى ليبيا بمعداتها وأسلحتها الثقيلة وبأعداد تخطت ٣٠٠٠ متطرف حسب تقارير الأمم المتحدة، مرورا بتخطى تلك المجموعات المسلحة إلى مالى وتعاونها مع جماعات "بوكر حرام" فى نيجيريا بإفريقيا، متسائلاً: من سمح لهم بالمرور ومن سهل لهم التوسع؟، فالحقيقة أن هناك قوى كبرى تدعم انتشار العنف وتريد أن يظل داعش الوحش الذى يرعب هذا العالم.
عمرو موسى فى روما (3)

واختتم كلمته بأن: "على الشعوب والحكومات مسؤولية كبيرة لتوقيف العنف، فعلينا أن نستيقظ وننظر للواقع بتحدى التطرّف ومعالجة أسبابه الحقيقية من أجل السلام الذى نأمل أن يحل على العالم أجمع، فنحن بحاجة إلى أن نتقاسم القيم المشتركة بين الأديان السماوية الثلاثة وليس مشاركة الأفكار المتعارضة، هذه فرصتنا الوحيدة ولا يمكن أن تفوتنا".


print