هل يلقى السيسى خطابه خارج البرلمان؟

بعد ما يقرب من شهر على بدء انعقاد مجلس النواب، وانتهائه من الأمور الأساسية والضاغطة له على صعيد الوقت والأهمية بحكم الدستور، وعلى رأسها انتخاب رئيس المجلس والوكيلين وإقرار القرارات بقوانين الصادرة فى غيبته، يعود البرلمان إلى إيقاعه العادى ومراسمه وبروتوكولاته المعروفة، ومنها الخطاب الذى يلقيه رئيس الجمهورية أمام الجلسة العامة للمجلس، ومع اقتراب موعد هذا الخطاب - المنتظر أن يكون منتصف فبراير الجارى - تسيطر حالة من الارتباك على الأمانة العامة لمجلس النواب، وهيئة مكتب المجلس، وذلك بسبب ضيق قاعة مجلس النواب التى لا تتسع إلا لـ600 شخص فقط، بينما من المقرر توجيه الدعوة لـ200 شخصية عامة على الأقل لحضور الخطاب الأول للرئيس تحت قبة البرلمان، إضافة إلى 596 نائبًا بالمجلس، الأمر الذى يستحيل معه حضور كل أعضاء المجلس للجلسة ولخطاب الرئيس، وينذر بمشكلة دستورية أو سياسية تهدد هذه اللحظة المهمة للمجلس والرئيس والشعب.

الخروج من تحت القبة.. حالات انعقاد المجلس بعيدًا عن مقره

بالعودة إلى الدستور المصرى الذى أقرّه الشعب فى استفتائه العام خلال 2014، نجد أن المادة 114 منه تنص على أن: "مقر مجلس النواب مدينة القاهرة، ويجوز له فى الظروف الاستثنائية عقد جلساته فى مكان آخر، بناءً على طلب رئيس الجمهورية، أو ثلث عدد أعضاء المجلس، واجتماع المجلس على خلاف ذلك، وما يصدر عنه من قرارات، باطل".

رمضان بطيخ: نقل الجلسات بسبب ضيق المكان "غير دستورى"

خروجًا من الأزمة فى ظاهرها وسعيًا إلى فهمها فى الإطار القانونى والدستورى، توجهنا بالسؤال لعدد من الفقهاء الدستوريين، طالبين شرح الظروف الاستثنائية التى تمنح الرئيس الحق فى نقل جلسة البرلمان إلى مكان آخر.

الدكتور رمضان بطيخ

فى البداية، قال الدكتور رمضان بطيخ، أستاذ العلوم السياسية، إن نقل الجلسة لأسباب تتعلق بضيق المكان أمر غير دستورى، موضّحًا أن الظروف الاستثنائية التى يقصدها النص الدستورى هى حالة الحرب أو انتشار الأوبئة أو وجود ما يمنع وصول الرئيس إلى مقر البرلمان، وهو ما لا ينطبق على الأمر فى هذه الحالة القائمة.

الرئيس عبد الفتاح السيسى

شوقى السيد: خطاب الرئيس تحت قبة البرلمان ليس ظرفًا استثنائيًّا

الرأى السابق نفسه ذهب إليه الفقيه الدستورى الدكتور شوقى السيد، قائلاً: "معنى الظروف الاستثنائية هى الظروف غير العادية، التى تقترب من الضغوط والصعوبات الأمنية، وهذه الظروف ليست من بينها هذه الحالة".
وأوضح الدكتور شوقى السيد فى تصريح لـ"برلمانى"، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى تحت قبة البرلمان ليس ظرفًا استثنائيًّا تنطبق عليه المادة الدستورية فى هذا الشأن، وإنما تقليد عادى يحدث مع بداية دورة انعقاد مجلس النواب.

الدكتور شوقى السيد

صابر عمار: المهم خروج اليوم بشكل مشرف.. والاستثناء لا يقتصر على الحروب فقط

على الجانب الآخر، قال الخبير القانونى صابر عمار، إن المادة 114 من الدستور تسمح للرئيس بدعوة البرلمان للانعقاد فى مكان آخر، وذلك للتغلب على أزمة المقاعد التى قد تتسبب فى استبعاد عدد كبير من النواب من حضور الجلسة.

الخبير القانونى صابر عمار

وأضاف "عمار" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الظروف الاستثنائية التى نص عليها الدستور لعقد الجلسة خارج مقر مجلس النواب تعبير مفتوح وغير محدّد، وبذلك فقد تكون هناك صعوبات ومشكلات أمنية تمنع وصول رئيس الجمهورية إلى مقر المجلس، أو تقارير أمنية تحذر من ذلك، الأمر الذى يمكن اعتباره ظرفًا استثنائيًّا، مستطردًا: "الظروف الاستثنائية لا تقتصر فقط على الحروب".

واختتم الخبير القانونى صابر عمار تصريحه، بالتأكيد على صعوبة استبعاد عدد من النواب من الحضور فى القاعة الرئيسية للمجلس، باعتباره يومًا تاريخيًّا بالنسبة لهم وللمجلس، كونه أول خطاب لرئيس الجمهورية تحت قبة البرلمان، ومن المهم أن يخرج بصورة مشرفة وراقية.