وصلت حدة الاتهامات المتبادلة بين قيادات جماعة الإخوان خلال الأيام الماضية إلى ذروتها، وذلك بعد أن كشف عدد من شباب الجماعة، وعلى رأسهم "عمرو فراج"، مؤسس شبكة "رصد" عن أن الفساد المالى فى الجماعة أصبح منتشرا بصورة كبيرة، مشيرا إلى أن هناك فساد مالى واختلاسات داخل الجماعة خاصة فى الملف الإعلامى فاق الـ 10 ملايين جنيه مصرى خلال الآونة الأخيرة.
وقال عمرو فراج: "هناك فساد مالى كبير تجاوز المليون دولار أمريكى بكثير.. يعنى فوق الـ10 ملايين جنية مصرى تم تبديدها، وسوء استخدام لها وبعض الاختلاسات هنا وهناك .. كان الأولى والأجدر بها أهالى المسجونين من الجماعة وأهالى شهدائها الذين يسقطون فى شوارع القاهرة، بينما يعربد آخرون فى شوارع اسطنبول غير عابئين بتضحيات الكثيرين فى مصر لأجل حفنة من الخونة أمثال "محمود حسين والإبيارى ومنير" ومن عاونهم ووافقهم.
ولم يكن تعليق القيادى الإخوانى "عمرو فراج" هو الوحيد على هذه الاختلاسات التى طفحت إلى سطح الجماعة، وتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث قام موقع " نون بوست"، بنشر وثائق تؤكد الصراع الدائر على اشده داخل الجماعة من حيث الفساد المالى والادارى، حيث نشر الموقع رسالة داخلية لمكتب الإخوان فى الخارج أكد فيه أنهم رصدوا اكثر من مرة خلال العام الماضى قيام عدد من قيادات الجماعة بالاستيلاء على اموال الجماعة وتبديدها والاستيلاء على مؤسسات خاصة بالجماعة.
وقالت مصادر مطلعة، أن سبب ظهور الأزمة بقوة خلال الفترة الأخيرة، هو إغلاق قناة مصر الآن وقرب انطلاق قناة "وطن"، وذلك بعد أن قامت اللجنة الإعلامية لمكتب الأزمة بتكليف القيادى الشاب إسلام عقل، بإدارة القناة الجديدة، وبحسب مصادر قريبة من مكتب الأزمة، فإنه كان من المفترض أن تنطلق القناة "وطن" بداية يناير الماضي،ولكن حتى الان لم تنطلق القناة بسبب كشف الفساد داخل تنظيم الإخوان.
موقع "نون بوست" نشر وثيقة على موقعه كشف فيها أنه بناء على تكليفٍ من الأمين العام للجماعة "محمود حسين" قام "إسلام عقل" القائم بأعمال مدير القناة الجديدة، بتغيير عقد إيجار القناة، دون الرجوع إلى مكتب الأزمة الذى عينه، وتأسيس شركة وهمية جديدة، حملت اسمه هو والمهندس "مدحت الحداد"، مسؤول مكتب الإخوان فى تركيا، والمهندس "على عبدالفتاح"، المحسوبَيْن على جبهة - محمود حسين- .
وكشفت رسالة داخلية من مكتب الأزمة بالخارج والذى يدير الجماعة عن الفساد الذى يضرب الجماعة وضرورة محاسبة المشاركين فيه، ونص الرسالة: "فى الوقت الذى بذلت فيه الجهود خلال الأشهر الماضية لإعادة بث القناة بشكل مباشر ومؤسسى مستقل يرضى الطموحات ويحقق ما أسموه "أهداف الثورة"، لاحظنا تباطؤا فى الأسابيع الأخيرة من "إسلام عقل" وعدم تمكينه من الإطلاع على الصرف".
وتابعت الرسالة المسربة: "فوجئنا والقناة على وشك الإطلاق قبل ذكرى ثورة 25 يناير بالقائم بأعمال المدير "إسلام عقل" و"مدحت الحداد"، والمهندس "على عبد الفتاح"، بتكليف من "محمود حسين" الأمين العام للإخوان بالقيام بعمل غير أخلاقى حيث قاموا بتغيير عقد الإيجار دون علم المكتب وتأسيس شركة وهمية فى محاولة لجر الجماعة لصراع جديد بعيد عن الصراع الحقيقى فى هذا الوقت المريب قبل ذكرى 25 يناير وبشكل يسئ إلى الجماعة أمام الدول المضيفة، فى إشارة إلى تركيا.
وجاء بالرسالة: "أما وأن مثل هذه الممارسات غير الأخلاقية والتى من شأنها أن تهدم قيم ومبادئ ربت عليها الجماعة أبناءها طوال عقود طويلة قد تكررت خلال العام الماضى أكثر من مرة سواء استيلاء على أموال وممتلكات أو مؤسسات خاصة بالجماعة، فإننا نؤكد أن أحدا من هؤلاء لن يفلت من المحاسبة والعقاب أيا كان موقعه، كما نؤكد أن المكتب غير مسؤول من هذا التاريخ عن أى من الأعمال الإدارية أو المالية إلى الانتهاء من الإجراءات القانونية ووضع الأمور فى نصابها ومحاسبة المخطئ".
وكشفت المصادر، أنه تم تشكيل لجنة تحقيق بالفعل برئاسة القيادى الإخوانى "حمزة زوبع"، والتى حققت بأكثر من واقعة فساد مالى وإدارى بالقناة، مشيرة إلى أنه لن تنطلق القناة إلا حين انتهاء التحقيقات بشكل كامل، مشددة إلى أن قيمة الفساد المالى داخل القناة كبير جدا.
وقال "خالد الزعفرانى"، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن هناك صراعا ضخما بين الجناحين المتصارعين داخل جماعة الإخوان، حول الملف الإعلامى، خاصة أن هذا الملف يتم تمويله من دول خارجية بشكل مكثف ويريد كل جناح أن يستفيد من هذه الأموال.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن جبهة "محمود عزت" استطاعت خلال الفترة الأخيرة الاستحواذ على معظم الوسائل الإعلامية التابعة للجماعة، سواء فى الداخل والخارج، وأغلقت المواقع والقنوات التى كانت تتبع جبهة "محمد كمال"، وأبرزها "إخوان أون لاين" أو "مصر الآن".
وعلق اللواء حاتم باشات عضو الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار على تلك الوثائق، مؤكدا أن ما يحدث نهاية طبيعية لتنظيم فاسد وقيادات فاسدة، وأكد باشات أن الأمر حقيقى، وبدأ منذ أن كان تنظيم الإخوان فى الحكم، مشيرا إلى أن هذا يؤكد أحقية حكم المحكمة بمصادرة أموال التنظيم وأعضائه، لأن أغلبها أموال مسروقة ومتلاعب بها.
وأضاف باشات أن أغلب قيادات الجماعة فاسدة وشريكة فى هذا التلاعب، معلقا بسخرية: "شفناهم وهما بيسرقوا وشفناهم وهم بيتحاسبوا".