ثورة النواب على "تفعيل الدستور"

رفض عدد من النواب الدعوات التى ظهرت مؤخرا لإطلاق حملة لحماية الدستور، معتبرين أن توقيتها غير مناسب، وأنها تخلق مخاوف لا داعى لها فى الوقت الحالى، خاصة وأن البرلمان لم يمارس مهامه التشريعية بعد، وما زال منشغلاً فى الانتهاء من اللائحة.




يأتى ذلك فى الوقت الذى يستعد فيه عدد من الشخصيات العامة لتنظيم مؤتمر صحفى، الثلاثاء المقبل، لإطلاق مشروع وثيقة تفعيل الدستور بحضور شخصيات سياسية بارزة على رأسهم الدكتور أحمد البرعى، وعدد من قيادات التيار الديمقراطى، علاوة على الدكتور على السلمى، إضافة إلى جورج إسحاق وكمال عباس وعصام الإسلامبولى وحسن نافعة ووحيد عبد المجيد، ثم تقديمها للبرلمان والرئاسة وعدد من النقابات.




تتضمن الوثيقة مقدمة تؤكد على أن المصريين لم يجنوا ثمار الدستور الذى كان ثمنه من دماءهم، مؤكدين أن هذه الوثيقة تعبر عن مبادرة مجتمعية تنطلق من إيمان بأن المصلحة الوطنية تفرض تفعيل الدستور بشكل فورى، ووضع أيّة تحفظات على أى من مواده جانبًا.


وتؤكد الوثيقة على أن تفعيل الدستور سينقل مصر إلى ما نتمناه، وهو أن تكون دولة مدنية ديمقراطية حديثة، تحقق أهداف الشعب المصرى فى العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية، مؤكدين أن من الطبيعى أن تكون هناك تحفظات على أى دستور، وأن من كتبوا هذه الوثيقة لديهم بعض التحفظات، لكنهم يؤمنون بأنها لا ينبغى أن تعوق تفعيل الدستور، حتى لا يفقد الشعب الثقة فى جدوى أى عمل يشارك فيه.

نشوى الديب: بأمارة إيه؟.. الشعب المصرى هو الحامى

فى البداية، قالت الدكتورة نشوى الديب، عضو مجلس النواب عن دائرة إمبابة بمحافظة الجيزة، إن البرلمان بالطبع يحترم وجود تكوينات شعبية للدفاع عن قضية ما، ولكن الحديث عن تعديل الدستور أمر فى صميم عمل البرلمان، معتبرة أن إطلاق حملة لحماية الدستور ليس له أهداف واضحة، ولا أدوات وآليات لحمايته، لأنه لا يوجد مكان آخر غير البرلمان لصناعة القوانين.


وأضافت نشوى الديب فى تصريحات لـ"برلمانى": "بإمارة إيه؟ الشعب المصرى هو حامى للدستور، كما أن البرلمان لم يعمل بعد لتحديد موقفنا من تعديل الدستور من عدمه، والحقيقة أنه هو الجهة الوحيدة التى تمتلك أدوات حماية حقيقية، متسائلة عن سبب ظهور تلك الحملة فى هذا التوقيت.

آمنة نصير: دعوات "حماية الدستور " تسرع غير عاقل

فيما استنكرت الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دعم مصر وأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، ظهور دعوات لتشكيل جمعية لحماية الدستور، قائلة: "هناك تسرع غير عاقل فى ملفات لم تفتح بعد، اهدأوا حتى تأخذ كل خطوة مسارها ووقتها الطبيعى، فقد أصبحنا شعبًا عجولا وإعلامًا متسرّعًا".


وأشارت آمنة نصير فى تصريحات لـ"برلمانى"، إلى أن البرلمان لم يطبق الدستور فى ترجمته لقوانين وتشريعات حتى الآن، ولم يمارس أعماله البرلمانية بشكل طبيعى بعد، مؤكّدًا أن الدستور ليس قرآنا ولا قولاً منزّلاً من رب العالمين، فهو عمل بشرى، تفانى الكل فى صياغته، ولكن وقت تطبيقه سيكون منه ما يصلح ومنه ما يستوجب التغيير.

وأضافت عضو مجلس النواب عن ائتلاف دعم مصر، أنه لا داعى لإثارة المشاكل والبلبلة حول قضية تعديل الدستور، والتى لم تُفتح بعد، لافتة إلى أن عمل البرلمان ينحصر حتى الآن فى مناقشة القرارات الرئاسية السابقة ثم اللائحة الداخلية ثم بيان الحكومة، وأنه حتى الآن لم يمارس عمله البرلمانى الحقيقى.

مارجريت عازر: الدستور ليس ملكًا لأعضاء لجنة الخمسين.. ودورهم انتهى

فى السياق ذاته، أكدت النائبة مارجريت عازر، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دعم مصر، أن الشعب هو من يحمى الدستور، ومن قاموا بصياغته انتهى دورهم ولم يصبح ملكهم يوم الاستفتاء عليه، بل أصبح حقًّا أصيلاً للشعب وإرادته المتمثلة فى البرلمان.


وأضافت مارجريت عازر، أن المصريين هم أصحاب القرار فى تعديل الدستور من عدمه، معتبرًا أن الدستور لا بدّ من أن يأخذ وضعه ويتم اختباره بشكل مميز، ثم يتم دراسة تعديله من عدمه، مؤكّدًا أن أعضاء لجنة الخمسين لم تعد لديهم سلطة فى حمايته أو تعديله.