كتب محمد عبد العظيم
تعرض حزب النور السلفى لهزيمة كبيرة فى الجولة الأولى من انتخابات مجلس النواب 2015، ففى قطاع "غرب الدلتا" – الذى يضم محافظات الإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح - استطاعت قائمة "فى حب مصر" تصدّر نتيجة الانتخابات، إذ حصلت القائمة على أعلى الأصوات فى المحافظات الثلاثة، وتجاوزت الأغلبية المطلقة من الناخبين الذين صوّتوا فى لجان هذه المحافظات، لتحصل على أكثر من نصف إجمالى الأصوات الصحيحة وتحسم المنافسة فى القطاع، بينما لم ينافس حزب النور بقائمة فى قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، ما يعنى أن حزب النور عاد بـ "خُفّى حُنين" فى قوائم المرحلة الأولى، ولم يختلف الحال كثيرًا فى النظام الفردى، إذ لم يحصد أيّة مقاعد من الجولة الأولى، وخرج مرشّحوه من جولة الإعادة فى محافظات سوهاج وأسوان والأقصر والمنيا والجيزة، وينافس الحزب - طبقًا للمؤشرات الأولية للتصويت - على 22 مقعدًا فقط فى جولة الإعادة من أصل 226 مقعدًا مخصصة لـ 103 دوائر بالمرحلة الأولى، وفيما يلى يرصد "برلمانى" الموقف السياسى لحزب "النور" خلال الفترة المقبلة، وهل انتهى دوره فى الحياة السياسية؟ وهل ينسحب الحزب من المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية؟ وهل كتبت المرحلة الأولى شهادة الوفاة للحزب الذى أثار جدلاً كبيرًا منذ ثورة 30 يونيو.
"النور" يعترف بالهزيمة ويواسى شبابه وقواعده
اعترف صلاح عبد المعبود، المتحدث باسم حزب "النور" السلفى، بخسائر الحزب خلال المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، قائلاً - فى رسالة نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" – عن هذا الأمر: "لا تنزعجوا، فالله عنده الخير، لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا، حزب النور وضوح وطموح".
فيما دعا الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب، الهيئة العليا للحزب إلى اجتماع عاجل، غدًا الخميس، لبحث موقف الحزب من عملية الانتخابات البرلمانية، مؤكّدًا أنه من المقرر أن يتم خلال الاجتماع تقييم سير العملية الانتخابية، وما تمّت فيها من أخطاء وتجاوزات، والنظر فى اتخاذ موقف من الحزب حيال العملية الانتخابية.
"النور": مستمرون فى الحياة السياسية.. وشراء الأصوات سبب الخسارة
من جانبه، أكد الدكتور أشرف ثابت، نائب رئيس حزب النور، أن الأسباب الرئيسية لخسارة الحزب فى الانتخابات البرلمانية تتمثل فى الحملة الكبيرة التى تعرض لها الحزب فى كل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، إضافة إلى انتشار ظاهرة "المال السياسى" وشراء الأصوات، فضلاً عن عزوف الناخبين عن المشاركة فى العملية الانتخابية بالجولة الأولى.
وأضاف ثابت - فى تصريحات خاصة لـ "برلمانى" - أن الحزب لن ينسحب من المشهد السياسى، وأنهم مستمرون فى الحياة السياسية، مشيرًا إلى أن فكرة الانسحاب من الانتخابات البرلمانية فى المرحلة الثانية ستكون من خلال قرار الهيئة العليا للحزب فى اجتماع غد الخميس، وهو ما اتفق معه الدكتور شعبان عبد العليم، الأمين العام للحزب، والذى أكد أن الخسارة فى المرحلة الأولى مجرد "جولة"، لن تجعل الحزب يحيد عن دوره أو يتنازل عن وجوده فى الحياة السياسية.
هاشم ربيع: "النور" سيستمر مثل الوفد والتجمع
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجة - فى تصريحات خاصة لـ "برلمانى" - إن نتائج الانتخابات البرلمانية ليست لها علاقة بمستقبل حزب النور، مشيرًا إلى أن ما ينطبق على الأحزاب العريقة، مثل الوفد والتجمع، سينطبق على حزب النور، وانه سيستمر بالطريقة ذاتها.
طارق فهمى: حزب النور لن يختفى من المشهد السياسى
الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يؤكّد أن حزب النور لم يعد قادرًا على تصدر الحياة السياسية، بسبب نتائج الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، مشيرًا إلى أنه سيؤدّى أداء جيّدًا فى معركة الإعادة، ومشدّدًا على أن التيار السلفى لن يختفى من الساحة السياسية، حتى لو لم يفز فى الانتخابات البرلمانية.
عاصم عبد الماجد: حزب النور انهار عقب خسارة الانتخابات
أما على صعيد وجهة النظر داخل التيار الإسلامى وبين حلفاء حزب "النور" وأصدقائه، فقد كتب عاصم عبد الماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية والهارب خارج مصر - تعليقا على خسائر حزب "النور" فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، فى تدوينة على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" - "شكرا للشباب السلفى، حزب النور انهار انهيارًا كاملا، مدرسة الخيانة قد احترقت، خيانة وربّى يولع فيها".