كتب أيمن عيسى
لا قديم يعاد، ولكن عندنا جديدًا يذكر، انتظر معنا سنخبرك بكل ما هو جديد فى عالم أمراء التخوين، ملوك المزايدة على خلق الله، زورونا تجدوا كل ما يبهركم ويستفزكم ويجعلكم فى حالات الذهول مستقرين استقرار توفيق عكاشة على مقعد الناصح الأمين للشعب، والممثل العجيب للناس، ولكن دوره معنا اليوم ليس بشأن ما يتعلق بتمثيله لقطاع من الشعب فقط، بل هو اليوم "يمثل لنا ويمثل علينا ويمثل بنا".
توفيق عكاشة صاحب أكبر استخدام لمصطلح "خاين" خان المبادئ المتفق عليها، وباع القضية التى لم يختلف أحد عليها، واستقبل فى منزله سفير الكيان الصهيونى، فى زيارة عشاء واحتفاء من أمير المزايدة على الجميع، ليضيف عكاشة لنفسه لقبًا جديدًا نسميه "مفجر ثورة التطبيع"، بعدما احتكر كل الألقاب، بداية من مفجر ثورة 25 يناير، التى سماها فيما بعد "25 خساير"، انتهاء بمفجر 30 يونيو، وكان قد مر قبلها بلقب مفجر ثورة الإعلام، فاجأنا اليوم بثورة جديدة من ثوراته المتفردة بالخزى.
أعلم يقينًا أن توفيق عكاشة ليس أكثر من شخص مزايد يحمل من فقر العقل ما يكفى لهدم أوطان، ومن فراغ الذات ما يدفع الشخص لفعل الموبقات، لكنى لا أستوعب أبدًا أن يكون بكل هذه البجاحة والجرأة فى العار، وأستطيع القسم على أن أمثال "عكاشة" علاقتهم بالأوطان لا تتعدى عمق علاقة معلن فى القنوات، كان يعلن عند عكاشة وتوقف، ومن ثم يسرى على الأوطان ما يحدث مع المعلن المتوقف عن دعم الإعلامى، الذى يطلب التمويل من الخليج على الهواء مباشرة.
قضايا الأمم ليس بها مجال لفتح أكثر من احتمال، ولا تخضع لشعار اختلاف وجهات النظر، بل نزيد ونقول إن ما يحدث من الكيان الصهيونى تجاه الأمة العربية كلها، ومصر على وجه الخصوص، يجعلنا نعتبر أن كل من يذكر جملة "حرية الرأى" فى هذا المقام خائن أصلًا يسعى لزعزعة قناعات الشعوب فى قضاياهم التاريخية، التى لم يكن الخلاف بها سياسيًا، بل كانت الدماء ثمنًا لها، والرصاص لغة للحوار بها.
أمير المزايدة على خلق الله وتخوين نصف الشعب، يعلم يقينًا ويعى أن إسرائيل لا تكل فى السعى لتدمير مصر، وليس أدل على ذلك من كم قضايا الجاسوسية، التى استطاعت أجهزة الأمن المصرية فى كشفها، وإسقاط جواسيس جندتهم الدولة الصهيونية وصل العدد إلى أكثر من 10 جواسيس خلال السنوات الأخيرة، ومع ذلك تجبر وتبجح واستقبل سفير الكيان بمنزله!
فى قضية التطبيع لا يمكن لمزايد أن يحدثنا عن وجود سفير للكيان الصهيونى بمصر، ويحاول أن يسحب الموقف الشعبى على هذا الإجراء، وله نقول، إن ما أجبرتنا عليه المعاهدات، وكثير من الأوضاع الدولية، لا يغير من عدائنا التاريخى للكيان الصهيونى شيئا، ولا يقلل من حجم جرائم إسرائيل ضد فلسطين، بل وضد مصر من خلال تجنيد الجاسوس تلو الآخر، ولا يخفى حقيقة أن دولة الاحتلال تريد دفن الأمة العربية كلها فى التراب، ولن يزعزع عقيدتنا تجاه القضية، أو يجعل الحديث فيها رخوًا يحتمل الآراء.
توفيق عكاشة استقبل سفير الكيان الصهيونى بمنزله، والتقط معه الصور التذكارية، بعد مأدبة العشاء.. حسنًا، ولكن هل لمن جاء نائبًا عن الشعب فى غفلة من الزمن أن يجيب عن تساؤلنا حول صفته عند حفل العشاء؟!، هل قابل عكاشة السفير بصفته نائبا عن أبناء الدقهلية كمطلب شعبى لمن انتخبوه؟! أم بصفته عضوا بالبرلمان المصرى، ومن ثم كان يمثل نواب الجمهورية، أم التقى سفير الصهاينة بصفته الإعلامية، أم هناك عمل ما يجمع توفيق وسفير إسرائيل وضع المقابلة تحت اسم "اللقاء الشخصى"؟!
وختامًا نوجه حديثنا لمن يفترض أنهم أكثر الناس صدمة فى توفيق عكاشة، أتحدث للبسطاء الذين انتخبوه، لمن أقنعهم عكاشة بالشىء وعكسه، ونقول لهم إن ما أقدم عليه ممثلكم فى البرلمان جريمة شعبية عليكم التبرؤ منها، ولا يقلل من حجمها عدم وجود نص بالقانون يعاقبه عليها، ومن ثم يجب محاكمته شعبيًا، يجب لومه وتعنيفه بل وجلده على فعلته المخزية، وإن كانت فعلته تكفيه عارًا كثيرًا، فان تطهركم منها وتبرؤكم منه يزيدكم شرفا أكثر.