منتجة "الفراعين": عكاشة كداب وبتاع شو

لا يتوقف توفيق عكاشة عن إثارة الجدل وغبار المعارك أينما حل، ليس شرطًا أن تكون معارك حقيقة أو عميقة أو ذات جدوى، ولكنها تحمل من اللغط والارتباك والتناقض ما يكفى لاقتناص حصة من الانتابه والجدل والأخذ والرد، ما بين مواقف متناقضة وتصريحات غريبة ومهتزّة وانحيازات تضرب فى كل اتجاه، وآخرها دعوته للسفير الإسرائيلى بالقاهرة "حاييم كورين" لتناول العشاء فى منزله، وهو الموقف الذى أثار عاصفة من الرفض والجدل فى الأوساط السياسية والبرلمانية، وكان قد سبق هذا الموقف تصريحات له فى برنامج تليفزيونى يحمل اسم "الحكم بعد المزاولة"، أكد فيها أنه زار إسرائيل 3 مرات وقابل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأن له أصدقاء فى تل أبيب، كما أنه يرفض وقف تصدير الغاز المصرى لإسرائيل، وهى التصريحات التى عاد وأكّدها فى لقائه مع الإعلامى وائل الإبراشى فى بنامج "العاشرة مساء" على شاشة قناة دريم، قبل ثلاث سنوات من الآن، ولكن المفاجأة أن نجد من بين الدوائر المقربة من توفيق عكاشة، ومن عملوا معه فى قناته أو فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، من يكذّبون كل هذه التفاصيل ويردّونها إلى رغبة توفيق عكاشة فى تحقيق الشهرة والجرى وراء "الشو الزائف"، ومن هؤلاء الإعلامية جيهان توفيق، المنتجة المنفذة لقناة الفراعين سابقًا، والتى عملت مع "عكاشة" لسنوات طويلة فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، قبل أن تنتقل معه إلى قناته الجديدة "الفراعين" منذ تأسيسها فى 2008، وحتى قرارها بالرحيل عن القناة بعد ثورة 25 يناير 2011، وعقب تحول مواقف توفيق عكاشة إلى اتجاه عكس المعهود عنه.

منتجة "الفراعين" تروى تفاصيل الزيارة.. وتكذّب "عكاشة"

فى البداية قالت جيهان توفيق، المنتج المنفذ بقناة الفراعين "سابقًا"، وإحد أفراد فريق عمل القناة والمقربين من "عكاشة" وواحدة ممن سافروا معه إلى إسرائيل والأراضى المحتلة لإعداد فيلم تسجلى عن القدس، إن ما صرح به توفيق عكاشة بشأن سفره لإسرائيل ثلاث مرات، وحديثه عن مقابلته لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأن له أصدقاء إسرائيليين وأنه اعتصم أمام المسجد الأقصى، عارٍ تمامًا عن الصحة.


وكشفت جيهان توفيق - فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" - عن تقديم توفيق عكاشة لطلب للجهات الأمنية، من أجل السفر إلى القدس لتصوير فيلم تسجيلى عن الحفريات التى تقوم بها قوات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى، وتم الحصول على الموافقات اللازمة بالفعل، وسافر فريق العمل فى 19 فبراير 2010، وضم فريق عمل القناة 5 أشخاص إضافة إلى توفيق عكاشة.

رحلة تبدأ بـ"نبيل شعث".. وكذبة عضوية البرلمان

وأوضحت المنتج المنفذ السابق لقناة "الفراعين"، أن فريق العمل بدأ رحلته وعمله على الشريط الوثائقى الذى يعدّه بالتصوير مع نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومحافظ الخليل، واهتم بتصوير كل الانتهاكات التى تقوم بها القوات الإسرائيلية، وتشريد الفلسطنيين من منازلهم، وتصادف فى أثناء تصوير الحرم الإبراهيمى أن كان الفلسطينيون يحتفلون بمناسبة المولد النبوى الشريف، بينما كانت القوات الإسرائيلية تتعمد تشغيل ترانيم وأغنيات بأصوات عالية جدًّا، ما تسبب فى استياء فريق العمل لعدم إعطاء فرصة للمصلين فى الحرم الإبراهيمى لأداء صلواتهم.

وفندت جيهان توفيق أكاذيب توفيق عكاشة خلال هذه الرحلة، إذ قال "عكاشة" إنه كان عضوًا فى مجلس الشعب وقت الزيارة، قائلة: "حديثه عن العضوية فى مجلس الشعب خلال الزيارة كذب، فالرحلة بدأت فى 19 فبراير 2010، بينما جرت الانتخابات البرلمانية فى نوفمبر 2010، أى بعد الزيارة بحوالى 9 شهور".

نتنياهو يرفض مقابلة توفيق عكاشة.. وحديثه عن اللقاء غير صحيح

وتابعت جيهان توفيق تصريحاتها لـ"برلمانى" بالقول، إن توفيق عكاشة قال أيضًا إنه التقى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو خلال هذه الزيارة، وهو أيضًا حديث كاذب، إذ فوجئ فريق العمل خلال تواجده فى المركز الصحفى بفلسطين، لاستخراج التصاريح اللازمة للتصوير، بطلب توفيق عكاشة من المنسقة الإعلامية ترتيب مقابلة مع نتنياهو أو وزير الخارجية الإسرائيلى أو أى مسؤول بالحكومة الإسرائيلية، وهو ما رفضه فريق العمل، إلا أن المنسقة أكدت له أنها سترتب له المقابلة، ولكنها عادت واتصلت به بعد ذلك لتبلغه رفض المسؤولين الإسرائيليين مقابلته.


وتابعت المنتج المنفذ السابق لقناة "الفراعين" تصريحاتها: "بعد انتهاء التصوير فى القدس، توجهنا إلى العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، إذ التقينا القنصل المصرى وصورنا معه، متحدثين معه عن انتهاكات اليهود فى الأراضى المقدسة، ولم نصور مع أى شخص آخر فى العاصمة الإسرائيلية سوى القنصل".

جيهان: اعتصام توفيق عكاشة أمام "الأقصى" كذبة

وقالت جيهان توفيق أيضًا، إن من بين الأكاذيب التى نشرها توفيق عكاشة، ما قاله عن اعتصامه أمام المسجد الأقصى بحجة عدم السماح بدخوله لساحة المسجد، ولكن ما حدث بالفعل هو أن محافظ القدس طلب من فريق العمل الانتظار لحين إنهاء تصاريح التصوير، وبالفعل تم الانتهاء منها بسرعة، إلا أن توفيق عكاشة اختلق هذه الكذبة، وقال إنه اعتصم لمنعه من دخول الأقصى، وصوّر نفسه فى أثناء وقوفه مع أحد الضباط الإسرائيليين ليؤكد هذا الانطباع، رغم أن من كانوا يتعاملون مع الفريق من الفلسطينيين ولم يكن بينهم إسرائيليون.

وفسرت جيهان توفيق مواقف توفيق عكاشة فى هذه الرحلة بأنها لم تكن أكثر من رغبة محمومة فى اكتساب شهرة زائفة، فكل مواقفه تثبت أنه "كداب وبتاع شو"، إذ اختلق عددًا من المواقف التى لم تحدث معه، مثل زيارته لإسرائيل ثلاث مرات، وأنه لديه أصدقاء إسرائيليين، وغير ذلك من الأكاذيب التى لا تمت للحقيقة بصلة، على حدّ قولها.

جيهان توفيق تترك قناة "عكاشة" بسبب مبارك

وأوضحت جيهان توفيق فى تصريحاتها، بأنها تركت العمل فى قناة الفراعين بعد ثورة 25 يناير، وذلك عقب ارتباك توفيق عكاشة وتحوّل مواقفه السياسية، فبينما كان من المنتمين إلى دوائر النظام السابق وداعمى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وممن يؤيدون سياساته ويسبحون بحمده، تحوّل موقفه تمامًا بعد سقوط مبارك، فأصبح ضده ومهاجمًا له ولنظامه ومدّعيًا المعارضة والثورية، وهو ما كانت "جيهان" ضده، بسبب رفضها للتحول ومهاجمة "مبارك"، فتركت القناة إثر هذا الموقف، مشيرة إلى أنها ليست مسؤولة عن انحرافات توفيق عكاشة ومواقفه المثيرة والغريبة، وأنها تتبرأ منه ومن جميع أفعاله.

مالك الفراعين يطلب مقابلة المعزول.. والجماعة الإرهابية ترفض

وفى السياق ذاته، كشفت جيهان توفيق فى تصريحاتها لـ"برلمانى" وحديثها عن توفيق عكاشة وكواليس تحركاته السياسية خلال السنوات الأخيرة، وعلاقته بالتيارات والقوى السياسية المتصارعة فى الساحة المصرية، عن أنها خلال عملها مراسلة للتليفزيون المصرى فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية، سمعت وزير الإعلام الإخوانى صلاح عبد المقصود، يتحدث لشخصية مشهورة مؤكّدًا أن توفيق عكاشة طلب مقابلة الرئيس المعزول محمد مرسى، للتفاوض معه فى عدد من الأمور وعرض خدماته الإعلامية ودعمه للجماعة، إلا أن الرئاسة وقيادات الجماعة ومكتب الإرشاد رفضوا طلبه، ما دفعه للانقلاب عليهم وشن حملات إعلامية ضدهم.