السبت، 23 نوفمبر 2024 03:20 ص

توفيق النائب مطرود من البرلمان.. "العكش" الإعلامى بلا قناة.. الدكتور متهم بالتزوير.. "سوبر مان" نبروه أصبح منبوذا.. وحتى صديق إسرائيل ممنوع من الهروب لـ"تل أبيب".. فكيف يقضى عكاشة يومه؟

أول يوم لـ"عكاشة" خارج البرلمان

أول يوم لـ"عكاشة" خارج البرلمان أول يوم لـ"عكاشة" خارج البرلمان
الخميس، 03 مارس 2016 06:05 م
كتب تامر إسماعيل
52 يوما لم يعش توفيق عكاشة مثلها فى حياته، 52 يوما ملأ فيها الدنيا ظهورا وضجيجا ومعارك، تصدر صفحات الجرائد ومواقع الأخبار وبرامج وشاشات التليفزيون، ورغم أنه شخصيًّا قد يكون تنبأ لنفسه بأكثر من ذلك - فهو من رأى فى نفسه رئيسًا للبرلمان ومفجرًا للثورات وزعيمًا ملهَمًا وقائدًا ومحرّكًا للجماهير - إلا أن الشارع المصرى كان على قدر كافٍ من القدرة على الحكم والتقييم، ما جعل الجميع يشاهد "عكاشة" وهو يتفاخر ويتباهى بمناصبه ونجاحاته، متعجبين من منحة القدر عندما تعطى بلا حساب، وتكافئ بلا مجهود ولا كفاءة، وتكرّم بلا كرامة أو سبب.
تجمع المؤيدين للقضاه امام نادي القضاء تصوير محمود  حفناوي 1 3-6-201 (16)

مرت تلك الأيام السعيدة والمليئة بالحضور والهالات الملونة والمضيئة، ليأتى اليوم الـ53 وتنقلب الآية، ويدلل القدر على حكمته وعدله فى صنيعته، وغلظة عقوبته إذا غضب أو عاقب، ففى أقل من 24 ساعة يفقد توفيق عكاشة، أو نائب التطبيع، كل ما اكتسبه وتمتع به – حقًّا أو زورًا - طوال السنوات والشهور والأسابيع الماضية، ويقضى اليوم، أول أيامه خارج دائرة الوجاهة والأبهة، فاقدًا لمقعده فى البرلمان، محرومًا من شاشته وقناته وبرنامجه، منبوذا من أهالى دائته فى نبروه بالدقهلية، ومُتّهمًا بتزوير شهادة الدكتوراة التى تباهى بها لسنوات، إلى جانب أنه لا يستطيع قطع إجازته والعودة إلى وظيفته الأساسية فى التليفزيون المصرى، بسبب القضايا والبلاغات وتحقيقات النيابة التى يواجهها، فتُرى كيف يمر هذا اليوم على توفيق؟ وأين ومع من يقضيه؟ وفيما يفكر؟ وماذا ينوى أن يفعل؟
mahmoud hefnawy 0 (18)

عكاشة أكثر نائب ذهب للبرلمان.. أصبح محروما من دخوله


بموافقة 465 نائبًا من إجمالى 490 حضروا الجلسة العامة أمس الأربعاء، فقد توفيق عكاشة عضويته فى مجلس النواب، ليخسر لقبًا ظل متحصّنًا به فى معاركه الكبيرة التى خاضها منذ حصوله عليه قبل أسابيع عددية، ويبدو أن "عكاشة" لم يكن مدركًا أن هذا اللقب قابل للفقدان، ففعل كل ما أراد ووسوس له شيطانه بفعله، وكسب عداوة كثيرين داخل أجهزة الدولة ومؤسساتها التنفيذية، وتحت قبة البرلمان، حتى جاءت المعركة الكبرى التى خاضها ضد الشعب المصرى بأكلمه، بلقائه بالسفير الإسرائيلى بالقاهرة "حاييم كورين" وتناول العشاء معه فى منزله، وبعد أن كان توفيق عكاشة يذهب إلى البرلمان يوميًّا، ويلتقى الإعلاميين والنواب والمراسلين الصحفيين، ويجلس فى البهو الفرعونى ليعقد الجلسات ويدخن السجائر ويشرب الشاى والقهوى، فقد كل هذه الميزات فى ساعات قليلة خلال جلسة أمس، ليصبح محرومًا من دخول المجلس نهائيًّا.

"العكش" الإعلامى أصبح محروما من "فراعينه"


ظل الإعلامى توفيق عكاشة لأكثر من خمس سنوات يظهر على شاشة قناة الفراعين وقتما شاء وكيفما شاء، وللمدة التى أرادها، إن لم يكن مذيعًا فهو ضيف، وإن لم يكن داخل الاستوديو فهو فى مداخلة تليفونية، أو على الأقل فى بيان مكتوب يذاع باسمه على القناة المملوكة له والمسجلة باسم والدته، المهم أنه كان ضيفًا يوميًّا على مشاهديه ومتابعيه، لكنه فجأة وفى اليوم نفسه الذى فقد فيه عضويته، أصبح بلا قناة ولا برنامج، وخاصة بعد قرار هيئة الاستثمار والمناطق الحرة، اليوم الخميس، بإغلاق القناة لمدة عام كامل، ليفقد توفيق عكاشة نافذته الأخرى للظهور على الناس، وبعد أن كان يقضى ساعات طويلة على الهواء مخاطبًا جمهوره ومتابعيه، ممجدًّا فيمن يريد ومهاجمًا من يريد ومتطاولا على من يريد، يصفى الحسابات ويتهم الأبرياء ويزرع فى عقول متابعيه أفكاره وأهدافه، أصبح "عكاشة" اليوم بلا نافذة، وليس فقط ممنوعًا من الهجوم على غيره، بل ومحرومًا حتى من الدفاع عن نفسه.
gal.okasha.toufik.jpg_-1_-1

عكاشة يخسر الحديث عن الدكتوراة


أما أحد أهم الأمور التى كان توفيق عكاشة يتحدث فيها دائما، ويفاخر ويتباهى بها، وفقدها أيضًا اليوم، هى شهادة الدكتوراة التى حصل عليها من إحدى الجامعات بالخارج، والتى ظل لسنوات يتحدث عنها وعن خبراته التى اكتسبها من فترة الدراسة العليا، ولم يكن أحد من العاملين معه يجرؤ على مخاطبته بغير لقب "الدكتور"، واليوم يفقد توفيق عكاشة لقبه وشهادته التى تحدث عنها لسنوات، ولا يجد إلا لقب "نائب التطبيع" يطارده على ألسنة الناس وعبر وسائل الإعلام.
لقاء توفيق عكاشه ومرتضى منصور  اسلام اسامة  28-11-2015 (4)

عكاشة صاحب أعلى الأصوات فى مصر.. المنبوذ فى دائرته


لقب وامتياز آخر فقده توفيق عكاشة، ويقضى أول أيامه خارج مجلس النواب بدونه، وهو أنه صاحب أعلى الأصوات الانتخابية فى مصر، بعد أن حصل على أصوات 83 ألف مواطن من دائرة طلخا ونبروه بمحافظة الدقهلية، وقد ظل "نائب التطبيع" طوال الفترة الماضية يردد هذه الفكرة، ليحفظها الجميع ويكتسب منها شرعية معاركه، لكنه اليوم أيضًا يفقد هذه الصفة والجدارة الكبيرة التى كان يباهى بها الناس، إذ خرج من المجلس فاقدًا هذه الأصوات، وأصبح معزولاً ومطرودًا ومرفوضًا من جانب الجميع، حتى ممن منحوه أصواتهم فى دائرته، وأصبح مطاردًا بآلاف الاستمارات التى وقعها أهالى الدائرة، قبل إسقاط عضويته بالمجلس، مطالبين بعزله وساحبين الثقة منه، ليفقد توفيق عكاشة وجاهة جلوسه ليلاً فى مقره الانتخابى مستقبلا جمهوره ومحبيه.

صديق إسرائيل وعدو المصريين.. ممنوع من السفر


أما الملجأ الأخيرر الذى تحدث عنه كثيرون بعد أن خسر "نائب التطبيع" كل شىء، هو أن توفيق عكاشة قد يسافر إلى إسرائيل بعد كل ما حدث معه، ليستكمل مشواره فى البحث عن حماية من محاسبته فى مصر، ولينجو بأفعاله مسافرًا إلى أرض العدو ومحتميًا بمن يقتلون الفلسطينيين ويغتصبون أرض الهرب، وهو ماصرح به هو شخصيًّا قبل إسقاط عضويته، ورغم تعامل كثيرين مع الأمر باستهانة وسخرية يبدو أنه لم يعد أمام توفيق عكاشة إلا هذا الخيار، ولكن هذا الخيار نفسه أصبح يواجه صعوبة كبيرة فى اللجوء إليه وتحقيقه، خاصة بعد أصدر النائب العام، المستشار نبيل صادق، قرارًا بمنع توفيق عكاشة من السفر لاتهامه فى قضية إهانة القضاء، تمهيدًا لمحاكمته، إضافة إلى عشرات البلاغات والطلبات التى تم تقديمها لمنعه من السفر إلى إسرائيل، حتى تتم محاكمته فيما تم تقديمه من بلاغات تتهمه بالخيانة والعمالة لصالح العدو الصيهونى.

وسط كل هذه التفاصيل والتطورات الدرامية المتسارعة، يزيد الخناق على توفيق عكاشة، ويعيش أول أيامه اليوم، بلا برلمان، وبلا قناة، وبلا مؤيدين، وبلا دكتوراة، وبلا حتى فرصة للسفر ولو إلى العدو، فتُرى ماذا يفعل "عكاشة" اليوم وكيف يقضى وقته وساعات يومه الطويلة والمملة بعيدًا عن كل هذا؟!


print