منذ اللحظات الأولى لدخوله إلى البرلمان، أثار النائب توفيق عكاشة، عضو مجلس النواب عن دائرة طلخا ونبروة، أكثر المواقف الجدلية تحت قبة البرلمان.
البداية كانت رفض "عكاشة" تعيين المستشار أحمد سعد بديلاً للواء خالد الصدر، الأمين العام السابق، معلنا عدم استخراج كارنيه العضوية إلا بعودة "الصدر".
إلا أنه عاد بعد فترة وجيزة وقام باستخراج كارنيه العضوية موقعا باسم "سعد".
وفاجأ نائب التطبيع الجميع بوضع لاصق على فمه أثناء انعقاد إحدى الجلسات تعبيرا عن عدم حصوله حق الكلمه تحت القبة.
واستمرارا للمواقف الغريبة، حمل النائب لافتة داخل مجلس النواب أثناء مناقشة قانون الخدمة المدنية، كتب عليها أرفض قانون الخدمة المدنية.
ولم يكتف النائب بحمل اللافتة مرة واحدة، بل أحضرها معه إلى المجلس لمرتان متتاليتان، وفى كل مرة كانت اللافتة تتغير.
واشتبك توفيق عكاشة مع الدكتور على عبد العال، وقال له إنت أساسا جيت المجلس غلط، وفى نفس اليوم اعتدى بالسب على محررى "اليوم السابع" و "برلمانى" لنشرهم خبر طرده، لكنه عاد للظهور فى اليوم التالى فى مجلس النواب معتذرا للدكتور على عبد العال ومقبلا رأسه، لكن وجوده فى المجلس كان محل استنكار للكثير من النواب الذين لم يرحبوا به، كما يبدو فى الصورة، وحيدا وبائسًا.
لكن الصورة الأكثر إثارة للجدل، والتى بدأت معها نهاية تاريخ عكاشة البرلمانى، كانت الصورة التى بثها موقع "برلمانى" والتى زاره فيها السفير الإسرائيلى حاييم كورين بمنزله.
وتبدى السخط واضحا بين النواب، وبلغ ذروته بقيام النائب كمال أحمد بضربه بالحذاء على راسه أثناء الجلسة العامة.
بعدها وحين أدرك عكاشة حجم السخط المفروض عليه، قرر أن يزيد الطين بلة، وأن يصطحب معه "بودى جارد" إلى قاعة مجلس النواب، فى مشهد لم تشهده المجالس النيابية المصرية من قبل.
قرر المجلس حرمان توفيق عكاشة من حضور 10 جلسة على خلفية هجومه على رئيس المجلس على عبد العال، وأحاله إلى لجنة أخرى للتحقيق فى إهانته لرموز الدولة، والتى أوصت بحرمانه من العضوية لدور انعقاد كامل، إلا أن مجلس النواب رفض التوصية، وطلب النواب إسقاط العضوية عن توفيق عكاشة، وبدأ التصويت على قرار إسقاط العضوية، حاول عكاشة دخول قاعة المجلس، لكن على عبد العال أمر بإغلاق الباب فى وجهه، وعدم السماح له بالدخول، فى الصورة أعلاه، عكاشة يحاول الدخول، ويتحين فرصة دخول أو خروج عضو، للتلصص على ما يدور داخل الجلسة العامة.
جن جنون عكاشة، واصيب بحالة من الهيستيريا والجنون، وأخذ يتذلل للنواب كى يتوسطوا له عند على عبد العال رئيس البرلمان كى يسمح له بدخول الجلسة، كى يعتذر عما فعله، لكن أحدا من النواب لم يعره اهتمام كبير، وأخذ النواب يحاولون تهدئة نوبة الغضب التى تنتابه.
فى البهو الفرعونى، وعبر الشاشة المخصصة للأعضاء جلس عكاشة يتابع لحظات إسقاط العضوية عنه، وبدأت اللحظة تقترب مع زيادة عدد الأعضاء، وفى اللحظة التى اسقطت فيها عضوية توفيق عكاشة بدا مصدوما، وكأنه كان يتوقع أمرا غير ما حدث.
صامتا ومخذولا خرج عكاشة من مجلس النواب، خلفه صحفيين يحاولون أخذ تصريحات منه، لكنه يمتنع عن الحديث تماما، قائلا: "لا تعليق"، يمضى عكاشه فى الصورة أعلاه، يحمل خيبة الأمل، خطواته الأخيرة داخل الباحة الخارجية لمجلس النواب، ربما هى المرة الأخيرة فى حياته التى تطأ قدماه هذا الموضع، لن يمر هنا مرة أخرى.
يركب توفيق عكاشة، يلقى نظرة أخيرة، الظلام كان قد بدأ يرخى سدائله، هى أطول ليلة فى حياة "نائب التطبيع" بكل تأكيد، ومن داخل سيارته وقبل أن يغلق الباب يلقى نظرة أخيرة، نظرة حزينة وصامتة، فى رأسه ساعتها ربما دار فى رأسه السؤال: " إيه اللى أنا عملته فى نفسى ده؟!".