انتبه من فضلك..صباحى يرجع إلى الخلف

كشفت مصادر مطلعة من داخل تحالف التيار الديمقراطى، أن حمدين صباحى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، فسر مبادرته التى طرحها قبل أيام تحت عنوان "لنصنع البديل"، خلال اجتماع التيار، أمس الأربعاء، باعتبار الهدف منها هو توحيد حزبى الكرامة والتيار الشعبى، اللذين شارك فى تأسيسهما خلال مراحل مختلفة، إضافة إلى مجموعة أخرى من الشخصيات المستقلة.



ووفقًا للمصادر التى حضرت الاجتماع الذى استمر حوالى 3 ساعات، وفضلت عدم الكشف عن أسمائها، فإن "صباحى" واجه تساؤلات عديدة حول طرح المبادرة دون عرضها على التيار الديمقراطى، باعتباره شريكًا فى صنع القرار، كما خضع لمناقشة حول تفاصيل المبادرة، وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع تطرق للأزمة الاقتصادية التى تشهدها مصر، وعلاقتها بالسياسة الداخلية والخارجية للبلاد على الصعيد الاقتصادى.

وأكدت المصادر أيضًا، أن المشاركين فى الاجتماع طالبوا بضرورة انعقاد مؤتمر اقتصادى يخص التيار الديمقراطى فى أقرب وقت، لطرح رؤيته للشأن الاقتصادى، كما شهد الاجتماع حالة من التقارب فى وجهات النظر بين القوى الممثلة لليمين الليبرالى واليسار الاشتراكى، حول فلسفة إيجاد حلول بغض النظر عن التمسك بالحسابات الأيديولوجية، وبالأخص تمسك اليسار بالحلول التقليدية وذلك لخطورة الوضع الاقتصادى المصرى، وهو ما يستدعى تدخلات قوية.

صباحى: مبادرة "لنصنع البديل" لا تهدف لتكوين جبهة جديدة

وعن تفاصيل ما طرحه حمدين صباحى من أسباب وتفسيرات لمبادرته، قال المرشح الرئاسى السابق خلال الاجتماع، إن مبادرته تهدف لتوحيد حزبى الكرامة والتيار الشعبى، وأيّة شخصيات مستقلة تريد الانضمام للكيان الجديد، وإن الكيان أو الجبهة التى ينتمى إليها وينتمى لها الكيان الجديد، هو تحالف التيار الديمقراطى، إذ لا تهدف المبادرة لتكوين جبهة جديدة.

الملفت أن اجتماع التيار الديمقراطى أمس، والذى استضافه مقر حزب العدل، شهد التزامًا واضحًا من ناحية حضور أعضاء المجلس الرئاسى للتيار، على عكس اجتماعات سابقة، إذ حضر حمدين صباحى، وجورج إسحاق، والدكتور عمرو حلمى وزير الصحة الأسبق والقيادى بالتيار الشعبى، وطارق نجيدة القيادى بالحزب نفسه، والمهندس محمد سامى رئيس حزب الكرامة، وعبد العزيز الحسينى القيادى بالحزب نفسه، وخالد داود المتحدث باسم التيار الديمقراطى، والمهندس حمدى السطوحى رئيس حزب العدل، وعبد المنعم إمام الأمين العام للحزب نفسه، ومدحت الزاهد القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبى، وتامر جمعة القائم بأعمال رئيس حزب الدستور، وتامر سحاب رئيس حزب مصر الحرية، فيما تغيب الدكتور أحمد البرعى وزير التضامن الاجتماعى الأسبق، لتواجده خارج القاهرة، وبعث رسالة إلى الاجتماع أكد فيها ضرورة ترابط الجبهة الداخلية لمصر فى ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

خالد داود: التعجيل بالمؤتمر الاقتصادى واستمرار اللجنة الشبابية أبرز أولوياتنا

من جانبه، قال خالد داود، المتحدث باسم تحالف التيار الديمقراطى، إن اجتماع التحالف درس المبادرة التى خرجت عن مجموعة شخصيات، من بينهم حمدين صباحى، وتم توفير معلومات أكثر حولها، لافتا إلى أن التيار يثمّن أيّة محاولات للاندماج والتوحد ببن حزبى الكرامة والتيار الشعبى فى إطار تحالف التيار الديمقراطى.

وتابع "داود" - خلال كلمته فى مؤتمر التيار الديمقراطى بمقر حزب العدل – مؤكّدًا أن جميع كيانات التيار الديمقراطى تشدّد على تمسكها باستمرار التحالف التيار كجبهة جامعة لهذه الكيانات، وأن أى كيان جديد سيظهر عن مبادرة البديل سيكون فى إطار تحالف التيار الديمقراطى، على أساس وثيقة الاتحاد الديمقراطى التى صدرت فى وقت سابق.

وأضاف "داود" فى كلمته، أن التيار أكد على مضيّه نحو تفعيل مبادراته القديمة، وعلى رأسها التعجيل بالمؤتمر الاقتصادى واستمرار اللجنة الشبابية التى تسعى لتوحيد شباب القوى المدنية، مشدّدًا على أن الصخب الذى ظهر إلى جانب ظهور مبادرة البديل صخب غير مبرر، وشرط تمسك أى نظام ديمقراطى بفكرة الديمقراطية هو السماح بوجود بدائل متعددة لأجل مصلحة الوطن.

متحدث التحالف: التيار لا يدعى تمثيله للبديل الوحيد

واستطرد المتحدث الرسمى باسم تحالف التيار الديمقراطى فى كلمته، مؤكّدًا أن التيار لا يدعى تمثيله للبديل الوحيد، وليس من المنطقى أن يهاجم كل محاولات الإعلان من قبل أى طرف فى المشهد السياسى عن امتلاكه لسياسات بديلة، لأن هذا يعدّ عودة لنظام السياسات الواحدة.



وأضاف "داود" أن باب الانضمام لتحالف التيار الديمقراطى مفتوح أمام كل من يؤمن بثورة 25 يناير وموجتها الثانية فى 30 يونيو، ولكنه مغلق أمام من يخلطون الدين بالسياسة، من تيارات الإسلام السياسى، مشيرًا إلى أن طرح البديل هو خطاب التيار المتواصل، خصوصًا وأننا نعانى من أزمة اقتصادية حادة، مؤكّدًا فى سياق متصل أن حمدين صباحى لم يتراجع عن مبادرته، ولكنه أوضح خلال الاجتماع أنها اندماج بين حزبى الكرامة والتيار الشعبى، ولم يشهد المؤتمر غضبًا ضد "صباحى"، ولكن كانت هناك مجموعة من الأسئلة والاستيضاحات حول المبادرة.

وأشار خالد داود فى كلمته، إلى أن التيار يدعو كل أصحاب الرؤى الاقتصادية المختلفة لوضع أجندة علاج للاقتصاد المصرى، متابعًا: "مهما كان طرح البديل، لم يكن الأمر يستحق كل هذا الصخب المضاد، ولا أعتقد أن يكون هناك اتجاه لتوحيد أحزاب من أيديولوجيات مختلفة فى حزب واحد، ومن هذا المنطلق فإن توحيد الاتحاد الديمقراطى فى حزب يضم كل أحزابه أمر معاكس لطرح التيار طوال الوقت فى دعم التعددية الحزبية".

جدير بالذكر، أن المرشح السابق فى انتخابات رئاسة الجمهورية، حمدين صباحى، كان قد أصدر بيانًا - عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" - أعلن خلاله عن تحضيرية القوى المدنية ومبادرة "لنصنع البديل"، وهو الأمر الذى قوبل بغضب بعض الشخصيات داخل التيار الديمقراطى، لعدم عرض "صباحى" الأمر عليهم قبل إعلانه، وهو ما تشاور بشأنه مؤسس التيار الشعبى مع أعضاء وقيادات التيار الديمقراطى خلال الاجتماع.