كتب محمد المندراوى
ظهرت نتيجة المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب - التى جرت يومى الأحد والاثنين 18 و19 أكتوبر الجارى - والتى من المفترض أنها كانت متوقعة، إلا أنها حملت مفاجآت كبيرة وصادمة لعديدين فى الشارع السياسى المصرى، وخلقت هذه النتائج والمؤشرات العريضة وبعض الأسماء التى عبرت إلى ساحة البرلمان من الجولة الأولى، سؤالاً لاح فى أذهان الجميع: هل يشهد البرلمان المقبل معارضة كسابقيه؟ إذ إنه فى ظل عدم وجود حزب للرئيس عبد الفتاح السيسى، فمن الطبيعى أن تكون هناك مساحة واسعة للأحزاب السياسية تحت القبة، ولكن ما يحدث على أرض الواقع عكس ذلك.
نواب من زمن فات
رغم فساد الحياة السياسية فى العقود الأخيرة التى سبقت ثورة 30 يونيو، إلا أن المعارضة كان لها صوت قوى تحت قبة البرلمان، مثل الراحل أبو العز الحريرى الذي دخل مجلس الشعب عام 1976 ممثلاً عن دائرة كرموز، وكان آنذاك الشاب الأصغر فى البرلمان، ثم اعتقل عام 1981 مع المئات من الرموز الوطنية، وعاد للبرلمان مرة أخرى مع بداية الألفية الجديدة، ويُعدّ النائب البورسعيدى البدرى فرغلى، رئيس النقابة العامة لأصحاب المعاشات وعضو المكتب السياسى لحزب التجمع، من أشهر النواب البرلمانيين فى الفترة من 1990 حتى 2005، والذى رفض الترشح فى انتخابات 2015 واصفًا البرلمان المقبل بـ "الطبقى"، وبأن تشريعاته ستعبر عن رجال الأعمال.
كمال أحمد.. النائب المطرود
ضمن تاريخ المعارضة الواسع فى البرلمان، هناك أسماء مهمة ولامعة، منهم النائب السكندرى كمال أحمد، الذى يخوض جولة الإعادة فى إحدى دوائر الإسكندرية، والذى قال للدكتور عاطف عبيد، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، "أنت فاشل"، فى تعليق له حينما كان يعرض "عبيد" إنجازات الحكومة داخل البرلمان، وهو ما دفع الدكتور أحمد فتحى سرور إلى طرده من المجلس.
الهروب الكبير لرموز المعارضة
فى ظل الهروب الكبير لرموز المعارضة من الترشّح فى انتخابات مجلس النواب الجارية، إذ تحجج حمدين صباحى بأنه يفضّل البقاء فى موقع الزعيم والأب الروحى لحزب الكرامة، ورفض الدكتور عمرو حمزاوى دخول برلمان يسيطر عليه رجال الأعمال والمال السياسى - على حد وصفه - بينما قال الدكتور مصطفى النجار إن البرلمان المقبل جزء من المشكلة السياسية وليس من أجل الحل، وتعلّل القيادى العمالى كمال أبو عيطة، وزير القوى العاملة الأسبق، بأنه لن يترشح بسبب تفتت تحالف 30 يونيو وفى ظل قانون انتخابات معيب، على حدّ تصريحه فى هذا الشأن.
3 فقط فى "الإعادة" من المحسوبين على الثورة
السؤال الذى يدور فى رؤوس الجميع هو هل ستكون هناك معارضة حقيقية فى برلمان 2015، بعد فوز 60 نائبًا لقائمة "فى حب مصر" بقطاعى الصعيد وغرب الدلتا، واعتبار البعض أنها القائمة الرسمية لرئاسة الجمهورية، وبعد السقوط المدوّى لحزب "النور" السلفى وللأحزاب المدنية، ولكن الأمل فى وجود المعارضة داخل المجلس ما زال قائمًا، إذ يخوض جولة الإعادة الوجه المحسوب على ثورة 25 يناير، الدكتور عمرو الشوبكى، على المقعد الباقى فى دائرة الدقى والعجوزة، والمرشّح الشاب أحمد عيد الملقب بـ "مرشح الثورة" بدائرة إمبابة، بينما ينافس هيثم أبو العز الحريرى جولة الإعادة فى دائرة "محرم بك" بالإسكندرية.
أحزاب المعارضة.. لن تعارض
6 أحزاب سياسية فى جولة الإعادة بالمرحلة الأولى، فحزب "المصريين الأحرار" الذى خاض الانتخابات بـ 112 يدخل الإعادة بـ 65 مرشّحًا، بينما ينافس حزب "مستقبل وطن" بـ 46 مرشّحًا، والوفد بـ 35 مرشّحًا، و24 لـ "النور" السلفى، و5 مرشحين لكل من: المصرى الديمقراطى الاجتماعى، والحركة الوطنية، ولكن فى ظل إعلان معظم الأحزاب سالفة الذكر أنها مع الدولة المصرية، وتساند الحكومة والرئيس السيسى، فتُرى - بهذه الأرقام والمؤشرات - هل ستكون هناك معارضة حقيقية تحت قبة البرلمان؟!