شارك اللواء حاتم باشات، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، ومرشح الحزب لرئاسة لجنة الشؤون الإفريقية فى مؤتمر، الحوار العربى - الأوروبى، تحت عنوان" المواطنة الفاعلة ودورها فى إحداث التغيير داخل المجتمعات"، بمشاركة عدد من المؤسسات العربية والأوروبية، والذى بدأ جلساته الخميس الماضى وانتهى اليوم.
وألقى باشات كلمة خلال الجلسة الختامية، علق فيها على موقف دول الاتحاد الأوروبى والسياسات الخارجية تجاه مصر، خاصة فى إطار التحرك الحالى من البرلمان الأوروبى، والبيان الصادر منه تجاه مصر.
وقال النائب حاتم باشات عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، خلال كلمته فى المؤتمر إنه يتحدث نيابة عن الدول العربية كلها، لافتا إلى أن العالم العربى عانى لفترات طويلة، لكن معاناته الأكبر كانت خلال السنوات القليلة الأخيرة، بسب الأحداث الإرهابية، التى واجهتها معظم دول الربيع العربى.
العالم العربى يبحث عن طوق نجاة
وأشار باشات إلى أن مصر والوطن العربى يبحثون الآن عن طوق نجاة، لمساعدة أنفسهم فى الخروج من أزماتهم، متابعًا "لكننا نواجه أزمة فقط فى اختيار هذا الطوق هل يكون روسيا أو أوروبيا أو صينيا".
مصر تعلمت من تجاربها السابقة
وأضاف باشات: "مصر تعلمت من تجاربها السابقة، وهو ما دفعها إلى اتخاذ قرار بأن تستخدم طوق نجاة صناعة مصرية، لأننا على ثقة بأن أطواق النجاة من الدول الأخرى لن تساعدنا.
أزمة ثقة بين الوطن العربى وأوروبا
وأشار باشات خلال كلمته أمام الحوار العربى – الأوروبى، إلى أن هناك أزمة ثقة بين الوطن العربى ودول أوروبا، لافتا إلى أن هذا المؤتمر ركز بشكل أساسى على مشكلات حقوق الإنسان وهو ما لا ننكره أهميته، ولكن فى الوقت نفسه أود أن أسأل هل فى حالة حل قضايا حقوق الإنسان ستنتهى أزمة الثقة بين أوروبا والوطن العربى؟
وتابع "أما فيما يخص قضيه التطرف الإسلامى والخطاب الدينى المتشدد فى المنطقة العربية، فلابد من الأخذ فى الاعتبار عددا من النقاط الهامة، أولها الخلط الأوروبى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بين مفهوم الديمقراطية والحرية السياسية من ناحية، والتطرف الدينى والإرهاب من ناحية أخرى، بحيث أصبحت المصطلحات الإعلامية والسياسية الأوروبية لا تفرق بين المتطرفين الدينيين والمطالبين بالحرية السياسية المدنية من خلال الحوار، وهو ما وضح خلال ما يسمى بثورات الربيع العربي، وبما أعطى المتطرفين فرصة ذهبية باعتبارهم الثوار الجدد لحمل السلاح والإرهاب ضد الدول المنطقة.
بعض الأطراف الأوروبية احتضنت عناصر وتنظيمات إرهابية
وأضاف باشات قيام بعض الأطراف الأوروبية باحتضان عناصر وتنظيمات متطرفة دينيا وفكريا ومنحهم حق اللجوء السياسى بدعوى دعم حقوق الإنسان، وبما جعلها بؤر حقيقية لدعم الإرهاب فى دول العالم ضد مواطنيها المدنيين، وتناسى الدول ومنظمات حقوق الإنسان أن المدنيين العاديين والعاملين فى أجهزة الأمن المستهدفة من الإرهاب لهم أيضًا حقوق إنسان باعتبارهم بشرا.
وتجاهلت بعض الدول الأوروبية أدوار بعض الدول الإسلامية فى دعم الإرهاب والتطرف، بدعوى أنها تدعم حقوق الإنسان والديمقراطية وعدم محاسبتها سياسيا أو كشف دورها الحقيقى فى دعم الإرهاب.
الدول الأوروبية لم تدعم 30 يونيه بشكل كاف
وأكد باشات أن بعض الدول الأوروبية مارست ضغوطا على الأنظمة المدنية العربية التى تحاول مواجهة الإرهاب والتطرف الدينى فى المنطقة، وفى مقدمتها مصر، ونذكر هنا بموقف بعض دول الاتحاد الأوروبى من ثورة 30 يونيه المصرية، وتبنى هذه الدول لوجهة نظر الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
من خلال عدم دعم التحرك السياسى للشعب المصرى لإقصاء هذه الجماعات عن الحكم فى مصر. وعدم إدانة أوروبا للعمليات الإرهابية لهذه التنظيمات فى مصر، خاصة ضد المسيحيين واعتبارها نوعا من المعارضة السياسية.
لم تستجيبوا لمبادرات السيسى بشأن مواجهة التطرف
بالإضافة عدم استجابة أو تفاعل أو دعم الاتحاد الأوروبى لمبادرات وتوجهات رئيس مصر ومطالباته المتكررة بضرورة تغيير الخطاب الدينى المتطرف خلال الفترة الحالية والذى أصبح يمس المصالح والأمن الأوروبى المباشر، ونذكر هنا بتصاعد مشكلات اللاجئين إلى أوروبا والعمليات الإرهابية، التى واجهت بعض دول أوروبا نتيجة تجاهلها لهذه الدعوات الصادقة لمواجهة جذور الإرهاب الحقيقية.
إمكانيات الاتحاد الأوروبى تراجعت لصالح الولايات المتحدة الأمريكية
وفى سياق متصل قال باشات: إن امكانيات الدول الأوروبية وثقلها قد تراجعت لصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى ظل نظام الأحادية القطبية مقارنة بدورها خلال فترة الثنائية القطبية والحرب الباردة، حيث أصبح دورها أكثر ارتباطا بالدور الأمريكى.
واعتبر أن اتجاهات توسيع الاتحاد الأوروبى وضم دولا جديدة إليه، قد استنفدت طاقاته التى يمكن توجيهها للمنطقة العربية،كما أن الخلافات العربية المتراكمة أثرت فى درجة حرص أوروبا على التوازن فى علاقتها بدول المنطقة العربية.
وأضاف أن الدور الأوروبى تحول من دور للتعاون الشامل مع المنطقة العربية إلى دور تقسيمى يتعامل مع منظمات فرعية كل على حدة "الحوار الأوروبى الخليجى_ الحوار الأوروبى المتوسطى_ الحوار الأوروبى الشمال أفريقى".