تنظر الدولة لملف الهِوية الوطنية باعتباره ملفًا حيويًا، لا يمكن أن ينفصل عن قضية الحفاظ على الأمن الوطني بالكامل، وعلى هذا الأساس، بذلت الدولة عددًا من الجهود التشريعية في هذا السياق، من ضمنها ما تم تنفيذه في غضون العشر سنوات الماضية، ومن ضمنها أيضًا ما أقرته الدولة فيما قبل ذلك لكنها تظل متمسكة بالعمل على ضمان فاعلية الدور المصري في تحقيقه، مثل المعاهدات والمواثيق الدولية.
وذكرت دارسة للمركز المصري للفكر والدراسات، أنه تم إطلاق جلسات الحوار الوطني في مايو 2023، والذي وضع ملف الثقافة والهوية الوطنية على قائمة أولوياته وذلك لما تمثله هذه الملفات من أهمية قصوى في مجال بناء وتشكيل الوعي، حيث أدرك مجلس أمناء الحوار أن هذه ستكون فرصة عظيمة للاستماع إلى كل الآراء ووجهات النظر، بخصوص المنظومة الثقافية والهوية الوطنية، ولم تغفل استراتيجية مصر 2030 عن وضع رؤية خاصة بحالة الثقافة والهوية الوطنية في هذه الفترة.
وأكدت أن جهود الدولة المصرية نحجت في المسار الثقافي خلال السنوات الماضية، أبزرها:
-تم إدراج الثقافة لأول مرة في جدول الأعمال الدولي للتنمية المستدامة، وذلك ضمن أهداف التنمية التي اعتمدتها الأمم المتحدة في ديسمبر 2015.
-بدأت الدراما المصرية، من حيث المحتوى، تتخذ منحى تصاعدي بدءً من العام 2019. ونجحت بالفعل في تحقيق بعض الأهداف المرجوة منها.
- استحداث جائزة جديدة تحت مسمى “جائزة الدولة للمبدع الصغير”، تمنح على أساس سنوي لمن يقدم منتجًا فكريًا ولم يتجاوز عمره 18 عامًا، في مجالات الثقافة والفنون.
وفي عام 2020، تم اختيار القاهرة باعتبارها عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي، من قبل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيكو”.
-نجحت مصر في 2021، في ضم مجموعة من الفنون التراثية إلى قائمة التراث العالمي الغير مادي لدى منظمة اليونسكو: وهي؛ “السيرة الهلالية، والتحطيب، والأراجوز، والنخلة، والنسيج اليدوي، والخط العربي”.
أعدت وزارة الثقافة أجندة فاعليات إبداعية، بالاشتراك مع الجهات المعنية، بغرض إبراز معالم الهوية المصرية بمشتملاتها الثقافية والتراثية المتعددة، وتم تنفيذها ابتداء من شهر رمضان الكريم 2022.
-تعكف الدولة على تنظيم مهرجانات مسرحية ناجحة، مثل “المهرجان القومي للمسرح، المهرجان التجريبي والعربي”.