تشهد منطقة الشرق الأوسط العديد من الصراعات والحروب فى بلدانها خاصة تلك التى سميت بـ"دول الربيع العربى"، بعد ما شهدته من ثورات سواء أدت تلك الثورات إلى تغيير فى أنظمة الحكم أم لا، ولكن استمرت فيها العمليات العسكرية، ولعل أبرز تلك الدول هى سوريا، وليبيا، واليمن، التى تلتهب فيها الصراعات والمواجهات بين قواتها الشرعية، والقوات المعارضة لأنظمة الحكم المتحكمة فى الأمور.
وفى هذا الإطار، رصد "برلمانى"، رؤية عدد من أعضاء مجلس النواب المصرى ذوى الخلفية العسكرية، حول تداعيات قرار
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بتوجيه تعليماته لوزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو، بسحب القوات الرئيسية الروسية من سوريا، وتأكيده أن القوات الروسية هيأت الظروف لعملية السلام فى سوريا، بعد أن انتهت المهام الموكلة لوزارة الدفاع الروسية، معربًا عن أمله فى أن تكون هذه هى بداية التفاوض والعملية السياسية فى البلاد.
سلامة الجوهرى: سحب القوات الروسية ربما يكون لتعرض بوتين لضغوط
وقال اللواء
سلامة الجوهرى، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، ورئيس وحدة مكافحة الإرهاب فى المخابرات الحربية سابقًا، إن قرار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بسحب القوات الروسية، من سوريا، يأتى فى إطار 3 محاور محتملة لقراءة المشهد الأول أنه يكون قد حقق النجاحات المطلوبة والهدف الذى تواجد من أجله، وذلك فى حدود أن الهدف الأساسى لتدخل القوات الروسية هو تدمير مناطق معينة لصالح الرئيس السورى بشار الأسد.
وأضاف نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن المحور الثانى أن تكون روسيا خضعت لضغوط ومواءمات دولية اضطرت الرئيس الروسى لسحب قواته من سوريا، مشيرًا إلى أن المحور الثالث يتمثل فى إمكانية أن يكون انتهى التدخل العسكرى الروسى إلى إجبار الأطراف الأخرى على إبداء رغبتها فى الجلوس على طاولة المفاوضات واللجوء للحل السياسى.
وأشار رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بالمخابرات الحربية سابقًا، إلى أنه فى كل الأحوال سيكون الانسحاب الروسى من الأراضى السورية على مراحل وتدريجى طبقًا لخططه العسكرية، الأمر الذى يؤكد لنا أن روسيا متمكنة من موقفها على الأرض، مؤكدًا أن توقيت الانسحاب يعكس لنا وجود مؤشرات للتفاوض والاتفاق على حلول سياسية لإدارة المرحلة القادمة، سواء بإجراء انتخابات حرة، وإن كان سيسمح للرئيس الروسى بشار الأسد، بخوض الانتخابات من عدمه.
وأكد عدم توقعه أن يكون للانسحاب الروسى المتدرج من الأراضى السورية، أى آثار سلبية على المنطقة، مضيفًا: "الوضع الحالى بمثابة إنذار للتنظيمات الإرهابية فى الدول المحيطة فى ليبيا واليمن، أنه من الممكن وجود تدخلات للذراع العسكرية لدول العالم، بضربات فى الداخل لضرب التجمعات الإرهابية والخروج مرة أخرى من هذه الدول".
أحمد العوضى: روسيا ساهمت فى إضعاف المعارضة السورية وسحب قواتها يصب فى صالح الحل السلمى
من جانبه، قال اللواء أركان حرب أحمد العوضى، عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن بدائرة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، إن قرار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بسحب القوات الروسية من الأراضى السورية يصب من الدرجة الأولى فى مصلحة الحل السلمى والسياسى للحرب السورية، وذلك طبقًا للدور الذى كانت تركز عليه مصر وتنادى به منذ بداية الصراع السورى.
وأضاف عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن مصر طالما أكدت أن الحل للحرب السورية لن يكون عن طريق العمليات العسكرية، وأن الحلول السياسية هى السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، كما اتضح هذا الأمر فى رفض مصر لرغبة المملكة العربية السعودية، فى التدخل بقوات برية فى الأراضى السورية.
وأشار عضو مجلس النواب عن دائرة السنبلاوين، إلى أن القوات الروسية ساهمت فى تحدٍ كبير بالقضاء على بعض المواقع والعدائيات المهمة على الأراضى السورية، وأدت إلى إضعاف القوات المعارضة للنظام السورى، موضحًا أنه فيما يخص الأوضاع فى ليبيا، فإنه لا يمكن التدخل العسكرى إلا بعد موافقة مجلس الأمن، مشددًا على ضرورة ألا يسبق التدخل العسكرى الحلول السلمية.
أسامة أبو المجد: سحب القوات الروسية من سوريا لتهدئه الأوضاع واستمرارها ينذر بحرب عالمية
بدوره، قال اللواء أسامة أبو المجد، الأمين العام لحزب حماة الوطن، ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب، إن قرار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بسحب القوات الروسية الرئيسية من سوريا يصب فى الدرجة الأولى لصالح الحل السلمى، مؤكدًا أن تواجد القوات الروسية فى الأراضى السورية كان يلهب المنطقة وينذر بنشوب حرب عالمية ثالثة، خاصة أن الأراضى السورية تحولت لمنطقة صراع قوى بين روسيا وأمريكا.
وأضاف الأمين العام لحزب حماة الوطن، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن قرار روسيا بسحب قواتها من الأراضى السورية، قد يكون واقعًا فى إطار المهادنة ومحاولات تهدئة الأمور فى المنطقة ووقف العمليات العسكرية ولو مؤقتًا واللجوء للحلول السياسية، خاصة فى إطار التدخلات الأمريكية الرافضة للتواجد الروسى، وذلك فى إطار صراع القوى كما ذكرنا سالفًا.
وأشار رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، إلى ضرورة التأكيد أن العمليات العسكرية الروسية فى الأراضى السورية كان لها تأثير كبير فى إضعاف القوات المعارضة على الأرض، بعد أن تمكنت القوات الروسية من ضرب عدة مواقع وتمركزات للقوات المعارضة.