لعنة الدولار تصيب مصانع الطوب

مازالت أصداء ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصرى تلقى بظلالها سلبيًا على الكثير من القطاعات فى مصر، هذه المرة أصابت صناعة تعانى بالأساس من مشاكل عديدة، ولم تتعافى بعد من أزماتها، لتلقى لها بالضربة القاضية، حتى أصبحت مهددة بغلق المئات من المصانع، وتشريد أكثر من مليون مواطن يمثلون عمالة مباشرة وغير مباشرة بتلك المصانع، إنها أزمة عمال مصانع "الطوب الطفلى" بمنطقة عرب أبو ساعد الصناعية بمحافظة الجيزة.

بكر أبو غريب: الأزمة متراكمة منذ سنوات وتمثل قنبلة موقوتة

أكد النائب بكر أبو غريب، عضو مجلس النواب عن دائرة البدرشين بمحافظة الجيزة، أنه تقدم بمذكرة إلى المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، يطالبه فيها بالتدخل لإنقاذ مصانع الطوب الطفلى فى مصر، بعد تعرض هذه المصانع لخسائر فادحة، وأصبح أصحابها مهددين بالحبس وتشريد أكثر من مليون أسرة مرتبطة بهذه المصانع بشكل مباشر أو غير مباشر.



وأكد أبو غريب، فى نص المذكرة التى حصل "برلمانى" على نسخة منها، أن الأزمة تعود إلى عام 1985 حينما تم مطالبة أصحاب مصانع الطوب بمحافظة الجيزة بنقل تلك المصانع إلى منطقة "عرب أبو ساعد" الصناعية بمركز الصف جنوب محافظة الجيزة، للحفاظ على السكان من التلوث، وبالفعل استجاب الجميع وتم إنشاء منطقة صناعية فى "أبو ساعد" بمرافقها وشق الطرق وغيره بمجهودات ذاتية من أصحاب هذه المصانع.



واستكمل أبو غريب، فى مذكرته قائلًا: طالبت الحكومة بتحويل المصانع من استخدام المازوت إلى الغاز الطبيعى للحفاظ على البيئة، ووافق أغلب المصانع وقاموا بهذا التحويل الذى كلف كل مصنع ما يقرب من مليون جنيه، وتم البدء فى التحويل والضخ للغاز منذ عام 2003 واكتمل عام 2013 بدخوله لأكثر من 281 مصنعًا من إجمالى 350، إلا أننا فوجئنا بمضاعفة أسعار الغاز لنا بداية من عام 2012 فى عهد جماعة " الإخوان"، حيث قفز سعر من 2 دولار ليصل إلى 5 دولار لكل مليون وحدة حرارية، وهو ما أدى لخسائر كبيرة لأصحاب هذه المصانع، واضطر أغلبهم للغلق وتشريد العمالة.



وأضاف نائب البدرشين خلال عرضه للمذكرة: فوجئ أصحاب المصانع بانخفاض ضخ الغاز بما سجعل بعض المصانع تعمل بنسبة 10% فقط من كامل طاقتها، بالإضافة لارتفاع سعر الدولار بشكل كبير، وهو ما أدى لخسائر كبيرة لهم نتيجة لمحاسبته أصحاب تلك المصانع من جانب شركات الغاز بالدولار بعد تحويله للعملة المصرية، بالإضافة لذلك هناك ديون متراكمة نتيجة لاحتساب شركات الغاز نسبة فوائد تقدر بـ12.5% على مستحقات تلك المصانع، وهو ما أدى لتراكم الديون والأعباء التى تهدد بترشيد أكثر من مليون شخص وسجن أصحاب المصانع.

نافع هيكل: قضية أمن قومى لعدم إجادة العمال مهنة أخرى

من جانبه قال نافع هيكل، عضو مجلس النواب عن دائرة الصف بمحافظة الجيزة، والتى تقع بها منطقة "عرب أبو ساعد" الصناعية، إن قضية عمال المصانع هناك هى قضية أمن قومى، لأنها تمس حياة مئات الآلاف من المواطنين وأسرهم، لا يجيدون فى هذه الحياة سوى مهنتهم وصناعتهم هذه، وإبان ثورة 25 يناير وما تبعها من توقف مصانع الطوب، ولم يستطيع أغلب هؤلاء العمال العمل بمهنة أخرى، واضطر بعضهم للبحث عن طرق غير مشروعة، وهو ما يمثل كارثة كبيرة على هؤلاء العمال حال غلق مصانعهم وعدم الاستجابة لمشكلاتهم.



وأضاف عضو مجلس النواب بدائرة الصف، أن الدولة مطالبة بجدولة المبالغ المتأخرة على أصحاب مصانع الطوب، بالإضافة لإلغاء الفوائد التى تم تحميلها عليهم، وإعادة النظر فى ربط أسعار الغاز بالدولار ومحاسبتهم بأسعار عادلة مثلما يتم الحال مع مستخدمى المازوت.

صبحى الدالى: هناك ظلم يتطلب تدخل سريع للحفاظ على العمالة

قال صبحى الدالى، عضو مجلس النواب عن دائرة البدرشين بمحافظة الجيزة، إن أزمة عمال مصانع الطوب بمنطقة "عرب أبو ساعد" بالصف جنوب الجيزة، بحاجة لتدخل سريع من جانب الدولة لمعالجة هذا الأمر، لوقوع ظلم كبير على العمال ويهدد بغلق مصادر رزقهم، خاصة أن أغلبهم لا يستطيع توفير أى وظيفة بديلة حال غلق تلك المصانع، بعد تعرض أصحابها للعديد من الخسائر خلال الفترة الأخيرة.



وأضاف الدالى، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن هناك ضرورة لمساواة تلك المصانع التى تعمل بالغاز الطبيعى، مع نظيرتها التى تستخدم المازوت، خاصة أن الدولة تقوم بحساب مستخدمى الغاز الطبيعى بالدولار، وهو ما يمثل عبئًا شديدًا عليهم خاصة فى ظل ارتفاع أسعار الدولار بشكل كبير بالفترة الأخيرة، ويجب محاسبتهم كما يتم محاسبة مستخدمى المازوت، لأن هذا الأمر جعلهم يحققون خسائر كبيرة، رغم التزامهم بقرارات الدولة بالسابق وتحويلهم مصانعهم للعمل بالغاز الطبيعى حفاظًا على البيئة.