بالتزامن مع ظهور بوادر لتعديل وزارى وشيك، صارعت أحزاب وقوى سياسية للحديث حول أهمية وضرورة إجراء تغيير فى بعض الحقائب الوزارية، إلا أنهم لم يطرحوا بدائل أو أسماء بعينها لتولى تلك الحقائب، ولم يكشفوا عن نموذجًا جديدًا لهم يتبنى رؤية حقيقية حول تعديل الحكومة الحالية أو حتى تغييرها بصورة كلية، واكتفوا فقط بتناول القضية عبر وسائل الإعلام، فإجراء هذا التعديل المرتقب قبل أيام قليلة من بيان الحكومة أمام مجلس النواب، يثير تساؤلا حول دور القوى السياسية والبرلمانية وأطروحاتهم لهذا التعديل.
الأحزاب صاحب الكتل البرلمانية الأكبر والأقوى تحت قبة البرلمان، تبنت خطابًا شديد اللهجة تجاه بعض الوزارات الخدمية وطالبوا تغييرها ومن بين تلك الأحزاب "المصريين الأحرار ومستقبل وطن والوفد والمحافظين وحماة الوطن والشعب الجمهورى"، إلا أنه مع تزايد المعلومات حول إجراء التعديل الوزارى قبل 27 مارس، ارتفعت نبرة الأحزاب للمطالبة بأن يشمل التغيير وزراء المجموعة الاقتصادية وتبنى هذا الطرح حزبا "المصريين الأحرار والوفد".
مستقبل وطن لا يطمح فى تشكيل الحكومة وينتقد أداء الوزارات الخدمية
حزب مستقبل وطن ثانى أكبر الأحزاب ذات التكتل البرلمانى بـ 53 نائبًا، صاحب موقف مضطرب ومتذبذب من وضع الحكومة الحالية، فتارة تجد تصريحات من أعضاء الكتلة البرلمانية للحزب بضرورة إجراء تعديلات على الوزارات الخدمية بل ويؤكدون على ذلك، وتارة أخرى تجد أعضاء المكتب التنفيذى للحزب يرى ضرورة الانتظار لبيان الحكومة يوم 27 مارس.
ويرى سيد نور أمين الشئون البرلمانية فى حزب مستقبل وطن، أن الموقف النهائى من الحكومة الحالية لحزبه سيتم حسمه عقب بيانها، قائلا: إن حزبه جزء من تحالف دعم مصر والتحفظ على أداء بعض الوزارات الخدمية لا يمكن من خلاله تقييم الحكومة ككل، لافتًا إلى أن مستقبل وطن يشارك فى صياغة قوانين يمكن على إثرها تطوير أداء المؤسسات.
وحول مشاركة الحزب برؤيته وتقديمها للوزارات المختلفة أكد أمين الشئون البرلمانية فى حزب مستقبل وطن، أن الأجندة التشريعية لحزبه تشمل قوانين مختلفة حول الوزارات ولكن لا نشارك بتقديم تصورات للوزراء، لافتًا إلى أن مستقبل وطن لا يطمح فى تشكيل الحكومة خلال انعقاد البرلمان الحالى، وأن مستقبل وطن يشكل الحكومة بعد 5 سنوات وهى مدة انعقاد البرلمان الحالى ولدينا كوادر حالية تصلح للدفع بها كوزراء.
المصريين الأحرار: الحكومة لم تأخذ فرصة لتثبت وجودها
فى سياق متصل، كان حزب المصريين الأحرار أكثر الأحزاب انتقادا لأداء الحكومة الحالية خاصة المجموعة الاقتصادية، وفى أكثر من مناسبة طالب الحزب بتعديل وزارى يشمل تلك الحقائب، وأكد الحزب على لسان علاء عابد رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، أن الحكومة الحالية لم تأخذ فرصتها لتثبت وجودها ولو أن هناك تحفظ على أداء وزراء بعينهم لا يمكن المطالبة برحيل الحكومة ككل.
وقال علاء عابد: إن الهيئة البرلمانية للمصريين الأحرار ترى أنه إذا كان هناك تردى فى أداء بعض فنطالب بتعديل فى تلك الحقائب أو توفير وسائل وسبل النجاح فى تأدية مهامهم، لافتًا إلى أن المصريين الأحرار لم يطرح أى اسم على رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل ليكون بديلا عن أحد الوزراء ولم نتطرق للفكرة نفسها خلال المقابلة مع رئيس مجلس النواب.
وحول إمكانية الحزب فى تشكيل حكومة، أشار علاء عابد، إلى أن المصريين الأحرار ليس بحاجة إلى تشكيل حكومة وكل تركيزه منصب على القوانين ذات الطبيعة الاقتصادية وكذلك قوانين العدالة الاجتماعية، ولا نقدم تصورات للوزراء حول ملفات بعينها ونضع تصوراتنا فى القوانين.
المتحدث باسم "الوفد: البديل الغير موجود
حزب الوفد أكد على لسان متحدثه الرسمى محمد فؤاد، أهمية إجراء تعديلات وزارية عاجلة لوزراء المجموعة الاقتصادية، وكذلك بعض الوزارات الخدمية فى الوقت الذى قدم فيه الحزب مشروع قانون الخدمة المدنية، إلا أن حكومة ظل الوفد غير مفعلة حتى الآن، ولم يكن لها أى تواجد خلال الفترة الماضية إلا من خلال تصور لقانون تقدم به المستشار عادل صدقى وزير الاستثمار، فى حكومة الظل بحزب الوفد والمتعلق بملف الاستثمار، وأعلنت الهيئة البرلمانية للوفد تبنى مشروع القانون وتقديمه للبرلمان ومن المقرر أن يتم تشكيل حكومة ظل الوفد عقب بيان الحكومة.
خبير: الأحزاب ليس لديها كوادر والأهم من التعديل الوزارى تغيير السياسيات
أكد الدكتور يسرى العزباوى، رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن الأحزاب وكتلها البرلمانية لا تتعامل مع المواقف بنظام المؤسسية وليس لديها كوادر من الأساس لتقديمها حال طلب منها ذلك، لافتًا إلى أنه لا توجد بدائل فى الرؤى والأطروحات التى يمكن الاعتماد عليها فى تشكيل حكومة أو إجراء تعديل وزارى.
وقال رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن الأحزاب تفتقد للكفاءات لأنها فى داخلها لا تمتلك كوادر ونبرة حديثها عن تعديل وزارى أو تغيير الحكومة ككل لا يتعدى كونه محاولة لإرضاء الشارع أو نبره إعلامية متداولة بين جمع الأحزاب، لافتًا إلى أنه لا توجد سياسات بديله لديهم والأهم من تغيير الحقائب الوزارية هى تبديل السياسات نفسها.