السبت، 23 نوفمبر 2024 01:07 ص

يوسف القعيد يروى تفاصيل لقاء الرئيس بالمثقفين.. ويؤكد: أفكر فى عدم الحضور ثانية ولقائى بالفلاحين أفضل.. الحاضرون "نرجسيون" ولا يفكرون فى الآخر.. وحضورهم لقاءات الرئيس هدفه الاستعراض

أخطرشهادة عن لقاء السيسى بالمثقفين

أخطرشهادة عن لقاء السيسى بالمثقفين أخطرشهادة عن لقاء السيسى بالمثقفين
الإثنين، 28 مارس 2016 05:02 م
كتب تامر إسماعيل
فى مقال أشبه بالمصارحة والمكاشفة، التى جاءت بعد ضيق، روى الكاتب والنائب يوسف القعيد فى مقال نشرته "الأهرام" اليوم، شهادته عن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخير بعدد من المثقفين والكتاب، ظهر الثلاثاء الماضى، والذى كان القعيد أحد حضوره.

الحديث استمر 3 ساعات والرئيس تحدث 20 دقيقة فقط

بدأ القعيد مقاله بأن اللقاء استمر ثلاث ساعات قضيناها فى حوار مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، تحدث الرئيس فى بدايته لدقائق لم تزد عن السبع، واختتمه بتعليق لم يتجاوز العشرين دقيقة، وباقى الوقت تحدث أقل من نصف المثقفين الذين ذهبوا للقاء الرئيس.

يوسف القعيد (2) copy

وذكر القعيد أن الرئيس قال فى الكلام الافتتاحى إنه جاء ليستمع، وأنه لم يأت لكى يتكلم، وطلب أن يكون كلامه بعد أن يستمع إلينا فيما نود أن نقوله، متابعًا: "لا تدرى من الذى طلب الكلمة؟ ولا من الذى حصل عليها؟ ولا ترتيب للكلام؟ ولا الوقت الزمنى المتاح لكل من يتحدث لكى لا يتجاوزه؟ ولا مراعاة من يتكلم لأهمية ألا يعيد كلامًا سبق أن قيل من زميل سابق له؟ لأن الإعادة ربما كانت مضيعة للوقت وليست فيها إفادة كما قال أهل زمان، وفى مثل هذه اللقاءات فإن الوقت يبدو مهما جدا".

خرجت من اللقاء بأن حجم المؤامرة أكبر وأخطر


وتابع القعيد مقاله متحدثا عن خروجه من اللقاء بأن حجم المؤامرة على مصر أكبر وأخطر مما كان يتصور: "من نجلس معه مسئول عن حياة أكثر من 90 مليون مصرى، وعن مواجهة تحديات لم يسبق للبلاد أن واجهتها من قبل تزاد كل يوم فى الوقت الذى ينتظر المصريون فيه انفراجة، فإذا بحجم المؤامرة يتضح أكثر وتبدو أبعاده أكثر خطورة مما قد يتصور الإنسان".

ووجه القعيد حديثه للقراء قائلا: "وأرجو ممن يقرأ هذا الكلام ألا يمر على كلمة المؤامرة بنفس الطريقة التى سبق أن مررنا بها عليها، لدرجة أنه أصبحت لدينا نظرية نسميها نظرية المؤامرة، ولها من يؤمنون بها ويعتبرونها ركنا فى قراءة حركة التاريخ، ويريحون أنفسهم بكلمة المؤامرة، لدرجة أنه ما إن تقال الكلمة حتى يتصور من يقرأها أو يستمع إليها أنها محاولة للهروب من مواجهة الواقع".

اجتماع الرئيس مع المفكرين والمثقفين (3)

ليس كل ما يعرف يقال


وعما دار من حديث عن المؤامرة فى اللقاء قال القعيد: "لكن لا بد من أنه توجد مؤامرة، ومؤامرة حقيقية نعرف أطرافها ونرى ممارساتهم كل يوم، ذهبت إلى هذا اللقاء وما كنت أتصور حجم المؤامرة ولا الهدف منها، لكن المشكلة أننى استمعت جيدا لما قيل، بل ودونت الكثير من الملاحظات من هول ما سمعت، لكن فى فمى ماء لا أستطيع النطق بكل ما سمعته، وليس كل ما يعرفه الإنسان يمكن أن يعلنه على الملأ، فليس كل ما يقال فى جلسة خاصة ربما كان صالحا نشره على الناس كلها، رغم إيمانى القاطع بحق الناس فى أن تعرف خصوصا عندما يتصل الأمر بمصير مصر التى هى أهم منا جميعًا وهى الباقية قبلنا، الأبقى بعدنا".

بعض النخب التى تذهب لمثل هذه اللقاءات بهدف وحيد هو الاستعراض


وعن النخبة التى تحضر مثل هذه اللقاءات قال القعيد: "لكن الذى لا يعد اكتشافا جديدا بالنسبة لى خرجت منه بتأكيد جديد لإحساس قديم ألا وهو ما يخص بعض النخب التى تذهب لمثل هذه اللقاءات بهدف وحيد هو الاستعراض، وإلقاء محاضرات يدور بعضها بين صفحات التاريخ والحاضر، وكأن من يتكلم لا يريد إلا أن يقول: ها أنذا، بصرف النظر عن مراعاته للآخرين الذين معه، ولحقوقهم التى يعتدى عليها عندما يصول ويجول ويقول كل ما سمعناه منه فى لقاءات سابقة مع الرئيس السيسى أو السابقين عليه من رؤساء مصر".

اجتماع الرئيس مع المفكرين والمثقفين (4)

أفكر ألا أحضر هذه اللقاءات ثانية


وعن حضوره تلك اللقاءات ثانية قال القعيد: "أتفق مع ما ذهب إليه الدكتور محمد المخزنجى فى مقاله بجريدة المصرى اليوم الذى خصصه لذكر ما لم يتمكن من قوله فى لقاء الرئيس، بل وإحساسه الذى أعلنه فى آخر المقال أنه ربما يفكر فى عدم الذهاب لمثل هذه اللقاءات مستقبلاً، وأنه لو طرح عليه الاختيار بين النخبة والفلاحين، لاختار الفلاحين دون تردد".

اجتماع الرئيس مع المفكرين والمثقفين (1)

المثقف الحقيقى يشعر بذاته أكثر مما يشعر بالآخرين


وعن رأيه فى المثقفين قال الكاتب يوسف القعيد فى مقاله: "لست فى حاجة للقول إن المثقف الحقيقى يشعر بذاته أكثر مما يشعر بالآخرين، وربما وصل إحساسه بنفسه لدرجة النرجسية أو ما بعدها، وعندما أواجه بمثل هذه الحالات أقول إن من حق صاحب الموهبة أن يزهو بها، وأن يطلب حريته المطلقة التى لا تقيد بأى قيود مهما تكن، ولكننا عرفنا من وقائع التاريخ أن الإنسان حر ما لم يضر، وأن حرية الإنسان تنتهى عندما تبدأ حريات الآخرين، ولا بد من الموازنة الدقيقة بين الحرية الفردية وحريات الآخرين، وكم من الجرائم ترتكب باسم الحرية".

حوار الرئيس مع المثقفين

ما هى مشكلة لقاءات الرئيس والنخبة؟


وتحدث القعيد عن أزمة هذه اللقاءات قائلا: "هل هى مشكلة إدارة اللقاء؟ أم نرجسية البعض؟ وإحساسهم بذواتهم ولو تم هذا على حساب الآخرين، ربما كان الأمر خليطا بين هذا وذاك، ولكن دعونا نحاول رؤية الجانب الذى يخص الوطن من الصورة، فمجرد اللقاء الذى تأخر عن موعده عامين أمر جيد وإيجابى. وكونه بداية لقاءات مع أطياف المجتمع المصرى أمرٌ مطلوب كمحاولات للخروج من المأزق المصرى الآن. بدلا من البقاء فيه طويلا. لأن استمرار حالة المأزوم يفرخ أوضاعا ربما لم تكن مطلوبة للعمل الوطنى العام".

اجتماع الرئيس مع المفكرين والمثقفين (2)

المخرج المتاح هو الحوار المجتمعى الذى يمكن أن يوصلنا لخريطة طريق جديدة


وعن توصياته لهذه الأزمة قال: "ففضلا عن المؤامرة، فالوطن يمر بأزمة حقيقية داخليا أشعر بالوجه الاقتصادى للأزمة التى أفرخت حالة من التململ الشعبى رغم الإنجاز اليومى الذى يتم، وهو إنجاز ضخم وحقيقى يستحق أن نلتف حوله، ولنحاول أن نكون جزءا منه بدلا من أن نستسلم لمن يلعنون الظلام كل لحظة تمر، ومن يحصلون على المنجز وهم يتحدثون عما لم يحصلوا عليه، إن كانت الأزمة داخليا اقتصادية وخارجيا مؤامرة محبكة الأطراف، مخططة، فإن المخرج المتاح هو الحوار المجتمعى الذى يمكن أن يوصلنا لخريطة طريق جديدة بعد أن استوفينا الأولى، وهى الفكرة التى طرحها ضياء رشوان، فكيف نتوصل لخريطة الطريق الجديدة؟ ذلك السؤال وتلك القضية التى يجب أن نحاول الوصول لصيغتها، فالوطن وطن المصريين، وعندما يتصل الأمر براهنه ومستقبله فتلك مسئوليتنا جميعا".


print