كتب محمد مجدى السيسى
ساعة كاملة ورئيس المجلس يضع يده على جبهته، فى مشهد قال عنه هو شخصيًا: "أنا فى منتهى الحزن، مش معقول كده"، يبحث الرجل عن صوت لإتمام نصاب الثلثين، بواقع 398 صوتًا للموافقة على اللائحة الداخلية لمجلس النواب، وفقًا لما أقره الدستور، وقاعة أسفله تضم عددًا من النواب، لم تصل لذلك العدد، رغم فتح التصويت الإلكترونى لبيان النصاب ثلاث مرات، وسط غضب البعض وتهليل البعض الآخر.
نواب يغادرون قاعة المجلس لجمع النواب الحاضرين فى البهو لإدخالهم القاعة، ونواب يطالبون فى الداخل بضرورة نشر أسماء النواب الذين لم يحضروا تلك الجلسات المهمة إلى الرأى العام، ويد رئيس المجلس لا تزال تفرك جبهته، ينظر إلى شاشة التصويت، الرقم يصل إلى 397، النواب يهللون، يعود الرقم مرة أخرى إلى 395، يتحول التهليل لصمت، وهكذا.
لم يجد رئيس المجلس مفرا إلا أن يسجل كلمته على هذا المشهد،: "حزين على عدم اكتمال النصاب القانونى للتصويت على اللائحة، حيث إنها من القوانين المكملة للدستور ويتطلب الموافقة عليها الثلثين، وأعضاء المجلس ينتقدون تركيز الصحافة على السلبيات لكنهم هم أنفسهم من يقدمون المادة الخام للصحافة، وأنا سأضطر إلى تطبيق اللائحة على النواب المتغيبين بدون عذر، حتى لو وصل الأمر إلى إسقاط العضوية، حتى ينتخب الشعب نواب بدلاً عنهم".
هنا أثار كلام "عبد العال" شهية النواب للاعتراض، قامت النائبة منى منير معترضة، :"أرجوك يا ريس طبق اللائحة على كل الأعضاء الذين لا يشاركون فى حضور الجلسات وإعلان أسمائهم، فلا يصح إننا نكون موجودين هنا من الصبح وهم لا يحضرون"، ينظر إليها النائب محمد الحسينى واضعًا راحتى يديه فى وضع "تصفيق"، ثم يقوم معترضًا بأعلى صوته هو الآخر: "مش معقول نيجى هنا ونشتغل، وفى ناس بره بتشرب قهوة".
البحث عن أى عضو فى الخارج ما زال مستمر، رئيس المجلس يفتح التصويت على النصاب، فى اللحظة التى يخرج فيها نائب، لم يخطو أكثر من 3 خطوات، حتى أرجعه صوت "عبد العال"، : "ادخل يا سيادة النائب رايح فين"، يعود النائب، الشاشة الإلكترونية تسجل التصويت على اللائحة، النصاب 403 أعضاء، 396 موافق، 1 ممتنع، 6 رفض، الشفاه السفلى للنواب تغطى العلوى، خيبة الأمل تسود الموقف.
لحظات همهمة غير مفهومة، وسط الزحام تذكر رئيس المجلس أنه لم يصوت، أخرج كارت التصويت، ضغط على الزر مرة، الثانية، الثالثة، الشاشة محتفظة برقم 396 موافق، البحث لا يزال فى الخارج عن أى عضو، الغضب بالداخل منتشر فى كافة جوانب القاعة، الأيادى مرتفعة وصفحات وجوه النواب غاضبة فى بعض الوقت، ضاحكة على المشهد فى وقت آخر.
هنا هدد رئيس المجلس بعقد جلسة أخرى حال عدم اكتمال النصاب، مطالبات أسفل القاعة خارج الميكروفون بفتح التصويت للمرة الأخيرة، يستجيب "عبد العال"، تعود الشاشة للوضع "صفر"، وهنا يكتمل النصاب، 403 أعضاء موافق، وعضو ممتنع، ورفض 3 أعضاء، التصفيق الحاد يشعل القاعة، ويشاركهم "عبد العال" مباركًا الموافقة على اللائحة.
ثم قال الدكتور على عبد العال، إن المجلس سيعقد جلسة الأحد المقبل، تخصص للطلبات العاجلة للنواب، مشيرًا إلى أنه بعد نشر اللائحة الداخلية للمجلس فى الجريدة الرسمية، بـ48 ساعة، سيتم فتح الباب أمام الأعضاء للتقدم بطلبات لتعديل رغبات الانضمام للجان النوعية، مؤكدًا إرسال مشروع اللائحة إلى رئيس الجمهورية غدا، للتصديق عليها، وتصدر بقانون، ثم تنشر فى الجريدة الرسمية.