منذ أن أطلق القائمون على اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى الوطنية البيان الأول فى 4 مارس وحمل عنوان "لنصنع البديل" ولم يتحرك ساكنًا داخل القوى السياسية والأحزاب التى لا تعمل ضمن تحالف التيار الديمقراطى أو تحديدًا من لهم تمثيل قوى ويمتلكون كتلة برلمانية فعالة داخل مجلس النواب.. فهل عرض القائمون على "لنصنع البديل" رؤيتهم على هذه القوى السياسية أم تم الاكتفاء بعرضها عبر وسائل الإعلام فقط؟ ولماذا لم تلق هذه المبادرة الترحيب من أغلب القوى السياسية والأحزاب؟.
حزب الوفد: المعارضة فى البرلمان بتشريعات مقابلة لتشريعات الحكومة
قال حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، إن التواصل مع القائمين على المبادرة لم ولن يحدث إذا استمر العمل على عرض الرؤى المختلفة خارج مجلس النواب، مؤكّدًا أن المعارضة السياسية يجب أن تكون بناءة وتمثل نفسها بتشريعات مقابلة للتشريعات التى تطرحها الحكومة وذلك لا يحدث خارج البرلمان.
وأضاف الخولى فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى"، أن حزبه لم يناقش الأمر لأن الطريق المشروع لعرض البدائل لما تقدمه الحكومة يكون عن طريق أعضاء البرلمان وهذا إن حدث عن طريق بعض النواب الذين لهم نفس الأيديولوجيا السياسيية التى يتبعه القائمون على المبادرة فى مقدمتهم حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى، سيكون الأمر محل دراسة.
وعن الحاجة لطرح البدائل السياسية خلال الفترة الحالية وهل هى ضرورة أم لا قال الخولى: "يمكن أن تقدم الحكومة الحالية مشروع لقانون لا يرضى طموح الأحزاب الممثلة فى نواب تحت القبة فيكون الأمر محل اعتراض لكنه ليس كلام، بل مثلما فعل حزب الوفد فى قانون الخدمة المدنية التى قدمته الحكومة وتم الاعتراض عليه، تم تقديم مشروع لقانون بديل، وحصلنا على توقيع عدد كبير من نواب الشعب عليه".
"مستقبل وطن": تيار صباحى لم يستطع تشكيل حزب فكيف سيشكل البديل؟
فيما قال أكمل نجاتى، عضو الهيئة العليا لحزب مستقبل وطن، إن ما يطرحه حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى من تيار يدعى "البديل" فكرة غير واضحة، متسائلًا:"إذا كان التيار الذى يقف بجانب حمدين صباحى لم يستطيع حتى الآن، أن يشكل حزبًا سياسيًا فكيف سيشكل بديل؟!.
وأضاف نجاتى فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن حزب مستقبل وطن هو حزب رسمى منخرط فى العمل البرلمانى والسياسى، ويرى أن أساليب التغيير تتم من خلال الدستور الذى نص على انتخاب برلمان ورئيس واختيار حكومة، لذلك فهو لم ينضم لتيار البديل الذى طرحه حمدين صباحى.
وأوضح عضو الهيئة العليا لحزب مستقبل وطن، أن تيار البديل لم يطرح حتى الآن، تصور مكتوب أو آليات لهذا البديل، قائلًا "إذا كان لدى حمدين صباحى تيار بديل فعليه طرح آليات البديل أم أن تكون مبادرته هو البديل فهذا أمر غير مقبول".
"المصريين الأحرار": صباحى يرى نفسه البديل الوحيد ورفضنا الانضمام لتياره
قال شهاب وجيه، المتحدث الرسمى باسم حزب المصريين الأحرار، إن عدم انضمام الحزب لتيار "نصنع البديل" الذى أعلن عنه حمدين صباحى، وأعلن موعد مؤتمره لوجود خلافين مع مؤسس التيار الشعبى، أولها أنه يصور نفسه على أنه البديل الوحيد، بينما العالم كله يسير بمبدأ التعددية، ووجود أحزاب سياسية تتنافس مع بعضها البعض، مشيرًا إلى أن مدرسة صباحى السياسية مختلفة مع سياسة المصريين الأحرار.
وأضاف المتحدث الرسمى حزب المصريين الأحرار، لـ"برلمانى" أن الورقة الاقتصادية التى طرحها حمدين صباحى تختلف مع المبادئ الاقتصادية للدولة، وكذلك المبادئ الاقتصادية لحزب المصريين الأحرار مما جعل الحزب يرفض الانضمام لتياره، نافيًا أن يكون حدث تواصل بين حزبه والقائمين على المبادرة منذ أن تم طرحها فى وسائل الإعلام.
حزب المحافظين مهاجمًا "لنصنع البديل": يؤدون رقصة الوداع.. ويبحثون عن الظهور
أكد الدكتور بشرى شلش، الأمين العام لحزب المحافظين، أن حزبه لم يتلق أية اتصالات من القائمين على عمل اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى المدنية "لنصنع البديل"، مضيفًا أن حزبه ليس مستعدًا لاستقبال أى رسائل منهم، حيث قال: "هذه مبادرة إعلامية لمجرد الظهور أو ما يمكن تسميته برقصة الوداع لأن هذه التوجهات أسدل الستار عليها".
وأضاف الأمين العام لحزب المحافظين فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن ما يفعله القائمون على ما يسمى بـ"لنصنع البديل" ليس عمل سياسى، وفى أفضل حالاته يمكن تسميته بمقال للرأى، مضيفًا: "الرئيس منتخب بأغلبية كاسحة وتم تنفيذ خارطة الطريق، وكان أمامهم المشاركة فى الانتخابات البرلمانية ولكنهم لم يشاركوا".
وتابع "شلش" قائلًا: "هذه مجموعة تحاول أن تطرح فكرة وتتواجد بها إعلاميًا، وتتواجد فى ميدان افتراضى بحثًا عن الظهور الإعلامى، ولا يمثلون الشعب المصرى.. ومن قال إنهم يعبرون عن الثورة؟".
"لنصنع البديل": نرحب بأى حوار مع الأحزاب
ورد طارق سعيد، المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى المدنية "لنصنع البديل"، قائلًا: "الغرض من هذه المبادرة أن نُطْلِع الرأى العام والقوى السياسية على المبادرة، ونرحب بأى من الأحزاب والقوى السياسية المتوافقة معنا أو الراغبة فى أى حوار".
وأضاف سعيد فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى": "المبادرة ترحب بأى من القوى المؤمنة بالثورة وتستبعد فلول الحزب الوطنى أو عناصر الإخوان.. لم نعرض المبادرة بشكل خاص على أحد سوى أحزاب التيار الديمقراطى وأى أحد يريد الحوار نرحب به.. أهلًا وسهلًا بأى بدائل، ونحن لا نطرح أنفسنا بديلًا وحيدًا لكن لدينا سياسات بديلة نطلع الرأى العام عليها".
وتابع: "السياسة فى دول العالم المتقدم ليست محصورة فى البرلمان فقط، فهناك دور تلعبه الأحزاب والقوى المجتمعية المختلفة.. ومن يقول إن السياسة فى البرلمان فقط ما بيفهمش فى العمل السياسى لأن المجلس النيابى أداة من أدوات العمل السياسى وهؤلاء دعاة الصوت الواحد.. مصر بها تنوع ثقافى وسياسى يجب الاستفادة منه".