كتب رامى سعيد
مازالت المادة "98" من قانون العقوبات المصرى تعمل على إثارة الجدل واللغط بشأن تقييدها حرية الفكر والتعبير من ناحية، والحفاظ على الثوابت واحترام الأديان من جهة أخرى، إلا أن عددًا من القضايا التى أثيرت مؤخرًا كشفت عن عوار بالمادة التى لّحقت عدد لا بأس به من المفكرين والكتاب وأصحاب الرأى بتهم أدت بحبس بعضهم.
مارجريت عازر تؤيد بقاء القانون مع تعديله
وبعد يوم من تأييد حبس فاطمة ناعوت فى اتهامها بازدراء الأديان، قالت النائبة مارجريت عازر، عضو مجلس النواب، فى هذا الصدد إن قانون ازدراء الأديان فى حاجة إلى تعديل أجزاء كبيرة منه، بعد أن تّبين مُلاحقته للكتاب والمفكرين والمجددين، موضحة فى الوقت نفسه أنها تفضل بقاء القانون حتى لا يتمكن البعض من التجريح فى نقده ضد الآخر.
وأشارت عازر لـ"برلمانى" إلى أن مجلس النواب لن يتمكن خلال الفصل التشريعى الأول من مناقشة أو تغيير قانون ازدراء الأديان، لافتة إلى أن البرلمان سيناقش خلال الفترة القادمة قانون العدالة الانتقالية والاجتماعية، وقانون بناء الكنائس، وقانون المحليات.
عبد الحميد كمال: المادة تمثل تفتيشًا فى الضمائر
فيما قال النائب عبد الحميد كمال، عضو مجلس النواب عن حزب التجمع، إن مادة ازدراء الأديان من أكثر الموضوعات الشائكة التى تعيد عصر قهر الحريات والتضييق على الإبداع الفنى والثقافى، موضحًا أنه امتنع عن التصويت وقت تمرير المادة.
وأوضح كمال لـ"برلمانى" أن المادة تعيد إلى الأذهان الأزمنة الغابرة والتفتيش فى الضمائر، مشيرًا إلى أنه سيأخذ على عاتقة مهمة طرح مادة ازدراء الأديان على مجلس النواب، على الرغم من تعذر مناقشتها خلال الفصل التشريعى الأول.
إيهاب الطماوى: المادة مطاطة
وفى سياق متصل أكد النائب إيهاب الطماوى، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، أن المادة 98 من قانون العقوبات المصرى بها إشكالية تتعلق بلفظ "ازدراء" موضحًا أنها كلمة مطاطة، ولا يوجد شكل واضح لبيان الركن المادى لجريمته أو بيان المعنى.
وأوضح الطماوى لـ"برلمانى"، أن المادة من شأنها التفتيش فى ضمائر أصحاب الرأى والكتاب والمفكرين، مشيرًا إلى أنه سيتقدم بمقترح بتعديل قانون العقوبات المصرى بحذف كلمة "ازدراء" من المادة 98 فور انتهاء مجلس النواب من لجانه النوعية.
وكانت محكمة جنح مستأنف السيدة زينب برئاسة المستشار أحمد سمير، والمنعقدة بمحكمة جنوب القاهرة أمس الخميس، قررت رفض الاستئناف المقدم من شريف أديب دفاع الكاتبة فاطمة ناعوت، على حكم حبسها 3 سنوات بتهمة ازدراء الأديان، لوقف التنفيذ وتأييد حكم أول درجة.
الأدباء والمفكرون بين "ازدراء الأديان" وخدش الحياء العام
على جانب آخر، تثير هذه التهمة التى حوكمت بها فاطمة ناعوت وإسلام بحيرى، تهمة أخرى يراها كثيرون من المثقفين والمبدعين والمهتمين بالأدب والفكر غريبة وتثير التساؤل، وهى تهمة خدش الحياء العام، التى حوكم بها الأديب الشاب أحمد ناجى، على خلفية نشر فصل من روايته "استخدام الحياة" فى صحيفة أخبار الأدب، ورفع أحد المحامين دعوى قضائية يتهمه فيها بخدش الحياء العام، ليقف المثقفون والمفكرون بين تهمة ازدراء الأديان وتهمة خدش الحياء العام، مهددين بالسجن وسلب الحرية، وعاجزين عن مغامرة التفكير والخيال والانطلاق خارج الصندوق.