رغم ضعف الإقبال وغياب الطوابير..لازالت لحظة وجود الاسم فى كشوف الناخبين مصدر سعادة.. المصريون يحبون التوقيع فى خانة.. وطبيب نفسى: سنوات التهميش جعلت ذكرهم بالجداول مصدرا للفخر
اكتبنى فى كشوف الوطن "حاضر"
اكتبنى فى كشوف الوطن حاضر
الأربعاء، 28 أكتوبر 2015 02:01 ص
كتب تامر إسماعيل
من أكثر اللحظات التى يحرص الناخب على التوقف عندها ومراقبتها بشغف، هى اللحظة التى يبدأ فيها موظف اللجنة البحث عن الاسم فى كشوف الناخبين، يظل المواطن يتابع صفحة بصفحة ويراقب اسما باسم، يقلق مع الصفحة التى تنتهى، ويعود إليه الأمل مع بداية كل صفحة جديدة، وفجأة ترتسم على وجهه ابتسامة، ويشعر قلبه بالراحة، لمجرد أن رأى اسمه بين مئات الآلاف من الأسماء فى كشوف الانتخابات، ليشعر للحظات أن وطنه يعرفه شخصيا، وانتظر مجيئه، وترك له خانة ليوقّع فيها أنه "حاضر".
مشاعر الانتخابات لا يختلف عند المتعلم أو الأمى
وفى هذه المشاعر لايختلف المتعلم عن الأمى، ولا الرجل عن المرأة، فالكل سواء أمام شعور أن كشوف الانتخابات تضمنت اسمه الرباعى كاملا، وأمام أن كل من داخل اللجنة فى خدمته حتى يدلى بصوته، ضباط ووجنود وقاض وموظفين.
ويوضح الدكتور هاشم بحرى، أستاذ علم النفس، أن هذا الشعور نتيجة طبيعية لسنوات من التهميش وإحساس المواطن أن حضوره من عدمه لن تفرق فى النتيجة ولا فى الأعداد، لدرجة أن هناك مواطنين كانوا يكتشفون فى انتخابات الماضى أنهم صوتوا وهم لم يحضروا من الأصل، وآخرين يحضرون ولايجدون أسماءهم فى أى لجنة ويظلون يبحثون فى عشرات اللجان ولايجدون أسماءهم.
رجال الجيش والشرطة فى انتظار الناخبين
وأضاف الآن فبمجرد دخوله اللجنة ويجد رجال الجيش والشرطة فى انتظاره، والموظفون مستعدون لخدمته، والقاضى يراقب ويحمى إرادته، ثم يسعده أكثر وأكثر أن يجد اسمه فى الكشوف، وهو نفسيا شعور مرتبط بإحساسه أن ذاته مقدرة ولها اعتبار وحيثية، فما يشعره بالفرح والفخر.
ومايؤكد تلك المشاعر هو المشهد المعاكس، والإحساس الذى يسشعر به أى مواطن يذهب إلى لجنة الانتخابات ولايجد اسمه فى كشوف الانتخابات، وهى عكس المشاعر السابقة تمامًا، لدرجة أن بعض الناخبين يظل يدور على لجان أخرى بحثا عن اسمه لأنه يرفض أن يعود لمنزله بهذه المشاعر السلبية، وآخرون يقررون الانصراف فورا كارهين إهمال الكشوف لهم، وكأن الوطن هو الذى أهملهم.
ورصدت كاميرا "برلمانى" تلك المشاهد فى مجموعة من الصور التى تجسد هذه اللحظات يقف فيها الناخب أمام الموظف ليبحث عن اسمه ويوقع أو يبصم أمامه بحضوره ومشاركته فى الانتخابات.