الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 07:40 م

المشهد داخل القاعة.. نواب يهتفون للملك ويحملون الأعلام السعودية وغيرهم يلقون قصائد المديح فى خادم الحرمين.. وخارج المجلس يبرز مشهد جدل الرأى العام وغضبه من اتفاقية جزيرتى تيران وصنافير

النواب يقدمون وصلة مديح للملك سلمان

النواب يقدمون وصلة مديح للملك سلمان النواب يقدمون وصلة مديح للملك سلمان
الإثنين، 11 أبريل 2016 04:00 ص
كتبت هدى أبو بكر
جلسة مهمة شهدها مجلس النواب اليوم، حيث ألقى الملك سالمان بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين، خطابا أمام مجلس النواب، وهو الخطاب الذى لم يستغرق سوى دقائق قليلة من عمر الجلسة التى كانت مدتها 25 دقيقة.

أهمية الجلسة تأتى فى أنها أول زيارة لملك سعودى للبرلمان المصرى، كما ذكر الدكتور على عبد العال رئيس المجلس فى كلمته، وبالتبعية خطابه أمام البرلمان هو سابقة أولى أيضًا من نوعها، ولا خلاف على هذا الأمر، إلا أن ما شهدته الجلسة من جانب النواب ورد فعلهم على زيارة الملك سالمان للبرلمان يخرج عن نطاق الطبيعى.

لماذا لم يحمل النواب فى البرلمان الأثيوبى أو اليابانى العلم المصرى أثناء خطاب السيسى؟


كثير من المشاهد المبالغ فيها وغير المتوقعة صدرت من عدد من النواب خلال الجلسة وصلت إلى حد قيام نائبين بإلقاء قصائد مدح للملك سلمان، فضلا عن أخرين حملوا أعلام السعودية ووقفوا أثناء كلمة سلمان يلوحون بها، إلى جانب الهتافات التى رددها نواب قالوا فيها: "مصر والسعودية إيد واحدة.. .يا ملك أهلا بيك، نواب مصر بتحييك"، وغيرها من الهتافات الأخرى.

إذا ما قارنا بين مشهد قاعة مجلس النواب اليوم أثناء خطاب الملك سالمان وبين أى مشهد آخر لبرلمان من برلمانات العالم حين يقف أمامه رئيس دولة يلقى خطابا، سنتأكد أن المشهد اليوم كان مختلفا وغريبا وشاذا عما يحدث فى أى برلمان.

مجلس النواب (1)

ولن نذهب بعيدا، الرئيس عبد الفتاح السيسى ألقى خطابين أمام البرلمان الأثيوبى والبرلمان اليابانى، الأول كان فى أديس أبابا فى مارس 2015، والثانى فى العاصمة اليابانية طوكيو فى فبراير الماضى، وخلال زيارته أو أثناء كلمته أمام البرلمانيين لم نر النواب فى أثيوبيا أو اليابان فى أى من المشاهد التى ظهر عليها نواب البرلمان المصرى اليوم خلال جلسة الملك سلمان، فلم يحمل النواب الأعلام المصرية، ولم يهتف النواب ترحيبا بالرئيس السيسى، ولم يلق النواب أى قصائد مديح للرئيس السيسى، فقط الترحيب بالرئيس والالتزام بالبروتوكولات الرسمية، فشاهدنا العلم المصرى فقط فى خلفية البرلمان اليابانى مقابل لعلم اليابان، لكننا لم نشاهد على الإطلاق نواب فى البرلمان اليابانى يحملون الأعلام المصرية.

كلمة الرئيس السيسى أمام البرلمان الأثيوبى




كلمة الرئيس السيسى أمام البرلمان اليابانى




السيسى-فى-برلمان-اليابان

نواب يستقبلون الملك بهتافات وآخرون يحملون الأعلام السعودية وغيرهم يلقون قصائد المديح


أما البرلمان المصرى فالوضع حتما مختلف، نواب البرلمان المصرى دائما مختلفون ومبدعون وملكيون أكثر من الملك، فى بداية دخول سلمان القاعة كان بداية المشهد الاحتفائى بالتصفيق الحار والهتافات، حيث هتف عدد من النواب، "مصر والسعودية إيد واحدة"، "مرحب بيك.. مرحب بيك"، "يا ملك أهلا بيك، نواب مصر بتحييك"، فيما حمل نواب آخرون الأعلام السعودية وظلوا يلوحون بها أثناء إلقاء الملك كلمته أمام البرلمان، مرددين هتافات "مصر والسعودية إيد واحدة".

وكانت الطامة الكبرى فى تلاوة النائبين اللواء ممدوح مقلد – عضو ائتلاف دعم مصر-، وسلامة الرقيعى – نائب شمال سيناء – قصائد شعر مدحا فى الملك، عقب انتهائه من خطابه وسط تصفيق حار من النواب، فى مشهد غير مألوف من نواب البرلمان.

مجلس النواب (2)

وفى المقابل وخارج مبنى مجلس النواب، كان هناك مشهد آخر سيطر على الرأى العام المصرى، حالة من الجدل والغضب الكبير بعد إقرار توقيع مصر لاتفاقية جديدة لترسيم الحدود البحرية مع السعودية وإقرارها بأن جزيرتى "تيران وصنافير" الواقعتين فى البحر الأحمر أراض سعودية، وحديث عن مخالفة الدستور وضرورة عرض الأمر على استفتاء شعبى طبقا للمادة 151 من الدستور، وحديث ثالث عن دور البرلمان المصرى وضرورة أن يكون له رأى فى هذه الواقعة، لكن البرلمان المصرى لم يتطرق إلى الأمر من قريب أو بعيد، حتى فى الجلسة المسائية التى عقدها والتى بدأ فيها مناقشة برنامج الحكومة، ولا نتوقع أن يكون له موقف فى ظل ما شاهدناه خلال جلسة اليوم.

لا أحد ينكر أهمية زيارة الملك سلمان إلى مصر أو زيارته التاريخية إلى مجلس النواب وخطابه الذى يلقيه أول ملك سعودى أمام البرلمان المصرى، ولا أحد ينكر أهمية الخطاب نفسه وما تضمنه من رسائل، لكن ما ظهر عليه النواب اليوم هو المستنكر.

النواب يتركون الجلسة المسائية أولى جلسات مناقشة برنامج الحكومة


النقطة الأخيرة وهى إذا ما قارنا مشهد القاعة فى الجلسة الصباحية أثناء خطاب الملك سلمان، وهى جلسة قصيرة للغاية لم تستغرق سوى 25 دقيقة، والجلسة المسائية وهى أولى الجلسات لمناقشة برنامج الحكومة، سنعرف أين تذهب اهتمامات النواب وحرصهم على التواجد، ففى الوقت الذى شهدت فيه الجلسة الصباحية حضورا مكثفا وامتلاء القاعة بالنواب، انفض النواب من القاعة فى الجلسة المسائية، وهو ما عقب عليه الدكتور على عبد العال الذى أكد استمرار ظاهرة غياب الأعضاء بما يخل بنصاب الجلسة.

السيسى-فى-برلمان-أثيوبيا

مجلس النواب (3)


الأكثر قراءة



print