السبت، 23 نوفمبر 2024 04:15 ص

أعضاء يتهمون عبدالعال بالتربص بهم.. ويرفضون إخراج نائب من القاعة لحديثه بدون إذن.. ومؤيدون: رئيس المجلس يطبق اللائحة.. وهناك انسجام بينه وبين غالبية الأعضاء إلا قلة مصرة على الصدام معه

أزمة بين النواب بعد طرد سمير غطاس

أزمة بين النواب بعد طرد سمير غطاس أزمة بين النواب بعد طرد سمير غطاس
الثلاثاء، 19 أبريل 2016 10:00 ص
كتب محمود حسين
حالة من الجدل تسود بين نواب البرلمان على خلفية المعركة المشتعلة بين المجلس والإعلام مؤخرًا، وغضب رئيس المجلس الدكتور على عبد العال وبعض الأعضاء من النواب الذين يظهرون فى الفضائيات وينتقدون أداء المجلس، وهو ما ترتب عليه طرد النائب سمير غطاس من جلسة أمس الإثنين، عندما قال له "عبد العال": "أنت دأبت على إهانة المجلس داخل وخارج القاعة".

وكان "غطاس" كشف عن سبب إخراجه من الجلسة وهو رفضه طلب بعض النواب بغلق بعض القنوات التى تهاجم وتنتقد مجلس النواب، وقوله بأن هذه الخلافات محلها المحاكم باللجوء إلى القضاء، مشيرًا إلى أن رئيس المجلس يتربص به لأن سمح لأكثر من نائب خلال الجلسة الحديث بدون إذن، وعندما تحدث هو أخرجه من الجلسة رغم رفض غالبية الأعضاء للقرار، لكن "عبد العال" أصر على خروجه وإحالته للجنة خاصة للتحقيق معه.

طرد النائب سمير غطاس

وتسبب قرار إحالة "غطاس" للتحقيق فى انقسام بين النواب بين مؤيد ومعارض للقرار، وجدل حول طريقة إدارة "عبد العال" للجلسات، وحول حرية النائب فى الظهور فى الإعلام والتعبير عن وجهة نظره دون قيد، وعبر بعض النواب عن رفضهم لما أسموه "تربص رئيس المجلس بالمعارضين لوجهة نظره"، فيما أعلن آخرون تأييدهم للإجراءات التى يتخذها "عبد العال" للحفاظ على نظام الجلسة، مؤكدين أنه لا يوجد تربص وأن تطبيق اللائحة هو الحل.

وكان "عبد العال" قد حذر النائب كمال الدين حسين فى ذات الجلسة بأنه سيتخذ الإجراءات التأديبية ضده إذا تحدث بدون إذن، وحذر أى نائب يسىء للمجلس فى الإعلام بأنه سيحال للجنة القيم، وقال للنائب إلهامى عجينة: "الدور عليك".

وفى ظل حالة الغضب بين النواب إزاء ما يثار ضدهم فى الصحافة والإعلام من انتقادات، نشير إلى أن الدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، كان ينصح النواب دائمًا بأن ما ينشر فى الصحف يرد عليه فى الصحف، وذلك عندما كانوا يلجأون إليه للشكوى مما كان ينشر ضدهم فى الصحف أو يطلبون إلقاء بيانات عاجلة ضد بعض الصحفيين أو يطلبون مساعدته فى تقديم بلاغات للنائب العام.

مصطفى كمال الدين: "رئيس المجلس حاططنى فى دماغه علشان رفضت تقليص مدة الكلمة"


وقال مصطفى كمال الدين حسين، عضو مجلس النواب المستقل بمحافظة القليوبية، إنه يعترض على إخراج النائب الدكتور سمير غطاس، من الجلسة، وهو قرار خاطئ، متابعًا: "حكاية إحالته للجنة خاصة للتحقيق معه ولا هتعمله حاجة، فمن حق أى نائب أن يقول ما يحلو له دون التعرض لأمور شخصية والخوض فى الأعراض والسب والقذف والخروج عن إطار القانون".

مصطفى كمال الدين حسين عضو مجلس النواب

وأضاف "حسين" فى تصريح خاص لـ"برلمانى": "مفيش موافقة، عدد كبير من النواب رفض إخراج العضو سمير غطاس خارج القاعة، رئيس المجلس أعطى نفسه حق إخراج النواب".

وعن تحذير الدكتور على عبد العال، للنائب كمال الدين حسين باتخاذ إجراءات تأديبية ضده إذا تحدث بدون إذن، قال "حسين": "يأخذ الإجراء الذى يريده، الموضوع لا يؤخذ بهذا الشكل، والعملية مش خدوهم بالصوت، هناك دستور ولائحة، ومن حقى الاعتراض على أى حاجة مش عجبانى، وأنا كنت معترض على طريقة التصويت، ولو الأغلبية قالت يخرج ووافقت على ذلك.. ماشى.. نلتزم برأى الأغلبية".

واستطرد: "رئيس المجلس حاططنى فى دماغه علشان اعترضت على تقليص مدة الكلمة من 5 إلى 3 دقائق، هذا إنقاص من حقى وعدم مساواة بين النواب، فكيف يتحدث عدد من النواب فى برنامج الحكومة 5 دقائق، وباقى الأعضاء يتحدثون 3 دقائق، لابد أن تكون هناك عدالة فى توزيع الكلمات".

عادل بدوى: بعض النواب يستفزون مشاعر المواطن بظهورهم فى الإعلام


فيما أعرب عادل بدوى، عضو مجلس النواب عن حزب المؤتمر بالمنيا، عن استيائه من بعض النواب الذين يهاجمون المجلس ويسيئون إليه فى وسائل الإعلام، قائلا: "تحدثت مع رئيس المجلس صباح اليوم، الإثنين، قبل بدء الجلسة، لأنى رأيت بعض النواب أكن لهم الاحترام، على بعض القنوات الفضائية ويتحدثون بكلام يستفز مشاعر المواطنين دون قصد لكن كلماتهم تؤخذ عليهم ويعتبرهم البعض ممثلين للمجلس".

عادل بدوى

وأضاف "بدوى": "لازم الإعلام يدرك أن مجلس النواب أعضاؤه جاءوا من خلال انتخابات حرة ونزيهة دون تزوير، والمجلس لن يفرط فى شبر من أرض مصر، وطلبت من أى شخص لديه وثائق ومستندات تثبت ملكية جزيرتى تيران وصنافير فليقدمها، ولا يصح أن يظهر نائب فى الإعلام وينتقد المجلس وزملاءه نواب البرلمان ويصفه بأنه مجلس لا يمثل الشعب، وطالما يعتبره كذلك فالأولى به يتقدم باستقالته منه، بدلا من السعى للشو الإعلامى وتزييف الحقائق لتشويه صورة المجلس، فالمواطن عندما يسمع منه هذا الكلام سيقول، وشهد شاهد من أهلها".

وتابع: "النائب سمير غطاس وجه انتقادات شديدة للمجلس فى وسائل الإعلام، ومن يريد أن ينتقد فليكون انتقاده داخل المجلس، وأقول للإعلاميين.. رويدا رويدا على مصر وعلى الرئيس والبرلمان والمواطنين.. فمصر تمر بظروف صعبة ولا تتحمل أزمات جديدة، وهناك مؤامرات تحاك لها لإسقاطها.. وكلنا فى مركب واحد ويجب أن نعود إلى وحدتنا التى كانت فى ثورة 30 يونيو".

واستطرد "بدوى": "الدكتور على عبد العال يتعامل مع 595 نائبًا وهو عدد كبير بالمقارنة بالمجالس السابقة، من بينهم مجموعة قليلة تحاول شد المجلس لاتجاه معين وتسىء له، وإذا حدث تصرف ما من رئيس المجلس فقد يكون بسبب الضغوط النفسية عليه لصعوبة الإدارة، لكنه بدأ يطور نفسه ومع كل يوم يمر يزداد ثقة وخبرة فى إدارة المجلس، وأصبح هناك انسجام بينه وبين غالبية النواب إلا القلة التى تريد الصدام معه".

وحيد قرقر: "اللى يخاف من النقد يقعد فى بيتهم".. وأعذر "عبد العال" فى إدارته المجلس


من جانبه، قال النائب وحيد قرقر، إن النواب لم يهاجموا الإعلام بمعنى الهجوم، فالإعلام والبرلمان مكملان لبعضهما البعض، الأعضاء يقصدون من يتهكم على المجلس ويحاول إهانته، مستطردا: "اللى خايف من النقد يقعد فى بيتهم".

وحيد قرقر

وأضاف "قرقر" أن الإعلام له ميثاق شرف إعلامى يجب الالتزام به، لا يتم استخدام الشتيمة والألفاظ السيئة والمهينة والسب والقذف، قائلا: "النواب أنفسهم هم من يقدمون المادة للإعلام والصحافة، وأرى نواب زملاء فى كل القنوات، ورئيس المجلس حذر النواب أكثر من مرة بأن يلتزموا الهدوء فى القاعة وعدم الخروج عن نظام الجلسة وعدم إهانة المجلس".

ووصف "قرقر" دعوة رئيس المجلس الدكتور على عبد العال، للنواب الذين يخرجون على الفضائيات للتحدث فى قضايا معينة بأن يكون على علم بتفاصيلها وخلفياتها ويطلعوا على أحكام محكمتى النقض والدستورية العليا حتى لا يظهروا بمظهر "غير الفاهمين والمطلعين" بأنه "كلام محترم".

ودعا "قرقر" النائب الذى يهاجم الإعلام إلى مقاطعته طالما يهاجمه، وألا يهاجمه فى قاعة البرلمان ويخرج فى الإعلام بعد الجلسة، قائلا: "مشكلتنا فى مصر أننا لا نسمع لبعضنا البعض، لابد من سماع الرأى والرأى الآخر لنصل لحلول، لكن نجد أغلب المتحدثين يسفهون من آراء غيرهم".

وعن إدارة المجلس، قال النائب وحيد قرقر: "أعذر الدكتور على عبد العال فى إدارته لجلسات المجلس، فهو يدير مجلسًا به 595 عضوًا يتحدثون بحرية كاملة وكل نائب يقول رأيه بحرية، على عكس المجالس السابقة التى كانت مكبلة من الحزب الوطنى وكان العضو مقيدًا، وإذا كانت بعض الأمور عليها علامات استفهام فى إدارة الجلسة فإن رئيس المجلس يراجع نفسه بسرعة ويصحح أى خطأ، وأنا مقتنع بأنه فى إدارة الجلسة يجب تطبيق اللائحة على العضو الذى يخرج عن النظام ويخالف اللائحة، ولابد من تطبيق اللائحة على الجميع بعدالة وعدم الكيل بمكيالين، وذلك سيؤدى إلى الانضباط فى الجلسة"، مشيرًا إلى أنه لا يؤيد أن يقوم رئيس المجلس بإخراج النائب من الجلسة بسبب حديثه بدون إذن.

عبد المنعم العليمى: الخروج على الشرعية اللائحية دون عقاب يثير الفوضى


ويقول عبد المنعم العليمى، النائب عن دائرة طنطا بالغربية، والملقب بـ"شيخ المستقلين": "إن حرية الرأى والتعبير مكفولة لكل مواطن مصرى، ولكل نائب فى البرلمان، ونص دستور 2014 والدساتير السابقة اعتبارًا من دستور 1923 وحتى الآن، على أنه لا يجوز فى كافة الأحوال أن يكون هناك قيد على الرأى، ومن ناحية أخرى فإن الإعلام بكافة أنواعه له دور كبير ويشارك فى عملية التنمية الاقتصادية وتقديم الرأى والرأى الآخر، وهو الذى يبرز أعمال النواب، ولكن على الإعلام أن يدرك المرحلة والظروف الصعبة التى تمر بها البلاد".

عبد المنعم العليمى

وأضاف "العليمى"، أن اللائحة تشير إلى أن رئيس المجلس هو المسئول الأول عن إدارة الجلسات وحفظ النظام داخل القاعة، فإذا ما خرج أحد الأعضاء على الشرعية اللائحية فله الحق وفقا للائحة الجديدة التى أقرها المجلس أو حتى اللائحة القديمة، أن يتخذ من الإجراءات المنصوص عليها ومنها إحالة العضو للجنة القيم أو لجنة خاصة للتحقيق معه فى المخالفات التى ارتكبها أثناء انعقاد الجلسة، وللجنة أن تفحص وتمحص وتستمع للشهود وتستند إلى أدلة وبراهين ثم تنتهى إلى توصية بقرار معين فى تقرير يعرض على المجلس.

واستطرد: "نحن كنواب فى البرلمان نؤكد على ضرورة اتباع الخطوات التى رسمتها اللائحة عند طلب الكلمة للحديث عن موضوع أو قضية ما، ولكن إذا ما خرج العضو عن الإجراءات المنصوص عليها فى اللائحة ستعم الفوضى وعدم الاستقرار".

على عبد العال

مجلس النواب


print