تجاوزات مستمرة، قتل، تعذيب، رشاوى، وغيرها من جرائم ارتكبها أمناء الشرطة بحق مواطنين، حرصت وزارة الداخلية على وصفها بشكل دائم بالحالات الفردية، كان آخرها حادثا قتل أحدهما مواطن بسبب خلاف على ثمن "توصيلة" والتى راح ضيحتها قتيل الدرب الأحمر، والأخرى بسبب خلاف على ثمن كوب شاى والتى راح ضحيتها مواطن فى الحادث الذى وقع أمس بمدينة الرحاب.
حادثا الدرب الأحمر، والرحاب، تحديدًا يختلفان عما سبقهم من أحداث فى أنهما وقعا بعد انتخاب مجلس النواب، وهو ما دفع عدد من النواب إلى تقديم بيانات عاجلة وتساؤلات لوزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار للاستماع لملابسات الحوادث المختلفة إلا أنه حتى الآن لم يحدث ذلك.
يشارك فى الجلسات الرسمية فقط
الجلسات التى حضر فيها وزير الداخلية للمجلس كانت محدودة، وأبرزها الجلسات الرسمية مثل جلسة إلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى خطابه فى المجلس، وجلسة إلقاء بيان الحكومة، والتى لم يسمح فيها بالتأكيد التواصل مع أى من الوزراء.
الوزير يغيب عن جلسات بيان الحكومة
فى حين أن جلسات مناقشة بيان الحكومة التى استمرت على مدار الأيام الماضية لم يشارك وزير الداخلية فى أى منها، وجلسة اليوم المقررة للتصويت على بيان الحكومة لم يشارك فيها الوزير حتى الآن.
أكثر من نائب تقدم ببيان عاجل فى حادثة الدرب الأحمر
على سبيل المثل فى حادثة الدرب الأحمر تقدم النائب هيثم الحريرى، والنائبة نادية هنرى، والنائب جمال الشويخ، ببيان طالبوا خلاله بحضور واستدعاء وزير الداخلية إلى المجلس للاستماع والمناقشة حول الحادثة.
وعلى خلفية هذه الحادثة أيضا تقدم النائب محمد فؤاد، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، بسؤال عاجل إلى وزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار، بشأن الانتهاكات المتكررة من أمناء الشرطة. وقال النائب الوفدى فى سؤاله: "إنه وفقا للمادة 101 و129 من الدستور وكذلك المواد من 180 حتى 191 برجاء الموافقة على توجيه سؤال لوزير الداخلية بشأن انتهاكات بعض أفراد الشرطة والمتمثلة فى تعذيب جسدى ونفسى تطورت إلى حد القتل كما حدث فى واقعة الدرب الأحمر".
هيثم الحريرى يطالب باستدعاء الوزير بعد حادث الرحاب
وفى حادثة الرحاب تقدم هيثم الحريرى، عضو مجلس النواب بمحافظة الإسكندرية، ببيان عاجل للواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، للتحقيق فى واقعة مقتل مواطن مصرى بمدينة الرحاب على يد أحد أمناء الشرطة.
وطالب الحريرى، فى البيان، بمثول وزير الداخلية أمام مجلس النواب ليوضح الإجراءات الرادعة والصارمة، التى تحول دون تكرار مثل هذه الحوادث.
واختتم عضو مجلس النواب بيانه، مخاطبا الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، بأن حياة المواطن المصرى وكرامته خط أحمر طبقا للدستور، الذى أقسم الجميع على احترامه.
الكومى يطالب باستدعاء الوزير فى قضية الشاب الإيطالى
واقعة مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى أيضا كانت سببا فى تقدم النائب محمد الكومى، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار فى دائرة عين شمس، ببيان عاجل لاستدعاء وزير الداخلية أمام البرلمان، لتوضيح ملابسات حادث مقتل الشاب الإيطالى "جوليو ريجينى".
وأكد الكومى، أن الرأى العام المصرى والدولى مهتم جدا بتوضيح بعض النقاط، التى يراها غامضة، وخصوصًا بعد موجة قوية من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعى، بسبب عدم استيفاء شرح ملابسات القضية من خلال وزارة الداخلية.
وأضاف الكومى أنه يجب على وزير الدخلية توضيح كل التفاصيل بنفسه أمام البرلمان، نظرا للاهتمام العالمى بهذه القضية، ولكى يخرس الألسنة المشككة فى مصر.
ورغم كثرة البيانات التى طالبت باستدعاء الوزير فى المجلس إلا أنه لم يرد أى رد من جانب وزارة الداخلية فى هذا الشأن، فضلا عن أن جلسات مناقشة بيان الحكومة والتى حضر فيها معظم الوزراء، لم يشارك وزير الداخلية فى أى منها، وهو ما يثير تساؤلا حول عدم الاستجابة لهذه البيانات أو الرد عليها.