مع اقتراب ذكرى تحرير سيناء الموافق 25 إبريل المقبل، تزداد دعوات التظاهر بذلك اليوم لرفض إعلان تبعية جزيرتى تيران وصنافير الى المملكة العربية السعودية، وفى نفس الوقت دعت أحزاب وقوى سياسية للاحتفال بذكرى تحرير سيناء، وتنظيم احتفاليات فى الشوارع، وجاء من أبرزهم حزب مستقبل وطن الذى أعلن عن تشكيل أكبر احتفالية فى تاريخه، وهو الأمر الذى أثار قلق البعض حول وقوع اشتباكات بين المتظاهرين وبين المحتفلين، وتتحول ذكرى تحرير سيناء إلى ذكرى جديدة تفقد فيها مصر أرواحا جديدة، وطرح "برلمانى" الأمر على بعض القوى السياسية المشاركة فى التظاهرات والأخرى التى رفضت وقررت الاحتفال.
البداية
دعا عدد من الشباب والنشطاء للتظاهر يوم الجمعة الماضية تحت شعار جمعة الأرض، للإعلان عن رفضهم قرار تبعية جزيرتى تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، وبالفعل تظاهر الآلاف من المواطنين، وجددوا الدعوة للتظاهر يوم 25 إبريل فى ذكرى تحرير سيناء.
وبدأت بعض القوى السياسية والأحزاب والحركات فى حشد أعضائها وإعلان المشاركة فى تظاهرات 25 إبريل، وفى المقابل رفضت أحزاب أخرى فكرة التظاهر بذلك اليوم وقررت الاحتفال بذكرى تحرير سيناء.
مستقبل وطن ينظم احتفالية فى 25 إبريل
وأعلن حزب مستقبل وطن استعداده لإقامة أكبر حدث تنظيمى على المستوى الحزبى فى مصر وتنظيم احتفالية كبرى يوم الاثنين المقبل الموافق 25 من الشهر الجارى بميدان عابدين، وذلك احتفالًا بمناسبة مرور ذكرى عيد تحرير سيناء المجيدة.
وأكد الحزب أن الاحتفالية ستكون بحضور لفيف من الشخصيات العامة والسياسيين وكبار رجال الدولة وأعضاء مجلس النواب، وستضمن عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية عن بطولات القوات المسلحة على مدار التاريخ ومدى انحيازها الكامل والمطلق فى ثورتيه المجيدتين، يعقبها مجموعة متنوعة من العروض الفنية والفرق المسرحية، بمشاركة مجموعة متنوعة من الفنانييين الشباب.
وأوضح مسقبل وطن، أنه سيتم توجيه الدعوة لكل القوى والأحزاب السياسية للمشاركة فى ذلك المحفل الوطنى واعتباره يومًا لرأب الصدع وإعادة وحدة الصف مرة أخرى خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى، والذى يثق فيه "مستقبل وطن" تمام الثقة بأنه يسير بسفينة الوطن لبر الأمان.
وشدد على أن حرص الحزب على إحياء تلك المناسبات التاريخية يهدف للتأكيد على الدور العظيم والفعال، الذى لعبته القوات المسلحة على مدار تاريخها فى الحفاظ على الهوية الوطنية وبذل أعز ما تملك من أجل أن يعيش الوطن بعزة وكرامة، بالإضافة إلى إرسال مجموعة من الرسائل للشباب النشء لبث الثقة بداخلهم وخاصة مع حالات التشكيك المغرضة التى تريد العصف بكل المؤسسات الوطنية.
المصرى الديمقراطى: نختار أماكن التظاهر كى لا نصطدم بالمحتفلين
ومن جانبه، أكد محمد سالم عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى، أن الحزب قرر المشاركة فى تظاهرات 25 إبريل، وسيجتمع مع تحالف التيار الديمقراطى للاتفاق على سبل المشاركة وأماكن التظاهر بحيث لا يتم الاصطدام مع الذين قرروا الاحتفال فى الشارع.
وأضاف سالم فى تصريح لـ"برلمانى" أن دعوات التظاهر يوم 25 إبريل انطلقت منذ أكثر من 10 أيام، وأن الدولة والحكومة والشعب والجميع يعلم أن هناك تظاهرات بذكرى تحرير سيناء لإعلان رفضنا تبعية جزيرتى تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، قائلا بسخرية: "أخواتنا فى مستقبل وطن اتفاجئوا إن يوم 25 إبريل يوافق ذكرى تحرير سيناء عشان يعلنوا عن احتفالهم بنفس اليوم بعد دعوات التظاهر؟".
مستقبل وطن يرد: لسنا قلقين من أى اشتباك ولن نتراجع عن الاحتفالية
وفى نفس السياق، قال أحمد حسن المتحدث باسم حزب مستقبل وطن، إن الحزب لم يتراجع عن تنظيم الاحتفالية التى أعلن عنها بميدان عابدين فى ذكرى تحرير سيناء يوم الاثنين المقبل الموافق 25 إبريل، بالتزامن مع دعوات التظاهر من أجل جزيرتى تيران وصنافير.
وأكد حسن فى تصريح لـ"برلمانى" أن الحزب غير قلق تماما من وقوع أى اشتباكات بين المتظاهرين وبين كل من سيشارك فى الاحتفالية بميدان عابدين.
وأوضح أن الحزب اتخذ الإجراءات القانونية والرسمية الخاصة بتنظيم الاحتفالية فى ميدان عابدين وحصل على موافقة وزارة الداخلية، مؤكدا أن الحزب سيحتفل بذكرى مناسبة تاريخية عظيمة ولا علاقة له بأى دعوات للتظاهر فى نفس اليوم.
عمرو هاشم ربيع: التظاهر حق ولكن بشروط
وتعليقا على الأمر، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية، إن التظاهر حق يكفله الدستور للمواطنين، ولكن على كل من أعلن مشاركته فى مظاهرات 25 إبريل المقبل أن يلتزم بقواعد التظاهر.
وأضاف "ربيع" فى تصريح لـ"برلمانى" أن المتظاهرين يجب ألا يقطعوا الطرق العامة، ولا يستخدموا العنف، ولا يدعون لإثارة الفتن، خاصة الفتن الطائفية، وعدم التعرض للمنشآت.
وتوقع عدم وقوع اشتباكات بين المشاركين فى تظاهرات 25 إبريل، وبين كل من قرر الاحتفال بذكرى تحرير سيناء فى نفس اليوم عن طريق تنظيم الاحتفاليات فى الشوارع، قائلا: "ليسوا أعداء وكلنا فصيل واحد ولكن نختلف فى الرأى"، مقترحا أن يتم فصل المتظاهرين عن المحتفلين لضمان عدم وقوع اشتباكات تحت أى ظرف.
وأوضح أن كل من قرر أن يحتفل بالمناسبة فى الشارع، يجب أن يختار مكانا آخر بعيدا عن الأماكن التى سيتظاهر بها الآخرين حفاظا على الأمن وعلى أرواح المصريين، ومنعا لحدوث أى اشتباكات بين الطرفين.