منذ أن أعلن حزب مستقبل وطن عن دعوته للاحتفال غدا الإثنين، فى ميدان عابدين إحياء لذكرى 25 أبريل وعيد تحرير سيناء، وأسهم الاتهامات توجه إلى الحزب وقياداته من كثير من الجهات والشخصيات، مابين تنظيم تلك الاحتفالية بإيعاز من أجهزة أمنية، وأخرى تتهمه بالسعى لإحداث فتنة والاشتباك مع المتظاهرين الرافضين لاتفاقية تيران وصنافير، واتهامات أخرى بالتأييد المطلق وعودة أسلوب الحزب الوطنى فى التأييد.
وكان آخر تلك المطبات التى واجهت الحزب، استقالة أحد أعضاء الحزب بأمانة الغربية وهو محمد العريبى مرشح الحزب السابق فى الانتخابات البرلمانية، متهما الحزب بمحاولة زرع الفتنة والتشبه بنظام الإخوان.
استقالة قيادى من مستقبل وطن اعتراضا على "احتفالية عابدين" المؤيدة للسيسى
وكان محمد عريبى قد استقال معترضا على تنظيم الحزب لمظاهرات تأييد غدا الإثنين بميدان عابدين، وقال العريبى فى نص استقالته التى نشرها على صفحته على "فيس بوك": "إن هذه المظاهرة تعيد إلى الأذهان الفتنة التى أغرقنا فيها نظام الإخوان".
وقال العريبى فى نص استقالته: "السادة المحترمون وكل من يهمه الأمر، لقد هالنى ما رأيته من تبنى حزب مستقبل وطن الذى أنتمى إليه تنظيم مظاهرة دعم وتأييد للرئيس بنفس الموعد والتاريخ الذى قد تم الإعلان عنه مسبقا لتظاهرات 25 أبريل الخاصة بقضية جزيرتى تيران وصنافير، وبغض النظر عن رأينا غير المتخصص فى القضية برمتها، إلا أن مغامرة مواجهتها من خلال مظاهرات مضادة لتأييد الرئيس تعيد للأذهان عهد الفتنة التى أغرقنا بها نظام الإخوان، حيث جعل من المواطن المصرى وأخيه أعداء لبعضهما داخل تراب الوطن الواحد".
وأضاف العضو المستقيل فى نص استقالته: "وبافتراض حسن النية فى الطرفين فلا يصح أن يكون الاحتواء والتعامل السياسى بصم الأذان والدخول فى مواجهات غير محسوبة قد يترتب عليها خسائر أو سقوط ضحايا، حيث أربأ بنفسى وبكم من التورط فى الإنجرار إلى هذه الفتنة".
وأعلن العريبى فى نهاية نص استقالته عدة قرارات: "1- توجيه الشكر والتقدير لحزب مستقبل وطن وأعضائه وقياداته خلال فترة عضويتى الماضية بالحزب والتى اعتز بها كثيرا، توجيه النصح بإلغاء فكرة التظاهر المضاد تماما وللجميع حق وحرية التعبير طبقا للقانون والدستور، إن الرد على الفكر بالفكر وعلى الأدلة بالأدلة، ولكن اختزال القضية أو الوطن فى أفراد أو أشخاص زائلون هو أمر غير رشيد يعكس ضعف الحجة، أغسل يدى تماما من أى دماء مصرية محتملة جراء هذا الاندفاع وأن أتقدم باستقالتى من حزب مستقبل وطن متمنيا له دوام النجاح والتوفيق".
وكان الحزب قد دعا إلى تنظيم احتفالية بميدان عابدين غدا، الإثنين، للاحتفال بذكرى تحرير سيناء، وبالتزامن مع دعوات التظاهر التى أطلقها البعض فى نفس اليوم، رفضا لاتفاقية تيران وصنافير.
"مستقبل وطن" يقبل استقالة "عريبى" ويؤكد: ندعم جيشنا ولا ندعو لأى فتنة
ومن جانبه أعلن حزب مستقبل وطن قبول استقالة عريبى، وقال النائب سامح حبيب رئيس قطاع وسط الدلتا والأمين العام للحزب بالغربية: إنه تم قبول استقالة العضو، وأن الحزب لم يدعو إلا لتأييد جيش مصر والاحتفال به فى ذكرى تحرير سيناء، ولم يدعو أو يسعى لأى فتنة.
وأضاف حبيب، فى بيان ردا على الاستقالة، أن الحزب دعا لهذه الاحتفالية من قبل الإعلان عن اتفاقية تيران وصنافير، وقبل الدعوة للتظاهر من أساسه.
وتابع حبيب فى نص بيانه: "السيد المحترم الأستاذ محمد عريبى تحياتى لسيادتك قد شرفنا بسيادتك فى حزب مستقبل وطن ونحن نؤمن إيمانا كاملا أن جيش مصر هو الدرع الواقى للوطن العربى أجمع، فحينما قرر المكتب التنفيذى للحزب إقامة احتفال فى يوم تحرير سيناء لدعم الجيش المصرى كان ذلك القرار قبل أحداث الجزيرتين".
واستطرد حبيب: "إن حزب مستقبل وطن بقيادته وأعضائه لا يدعو إلى الفتنة أبدًا وإنما يدعو إلى دعم الجيش المصرى والوقوف بجانبه ورفع معنويات الجنود والضباط فى ظل الظروف الصعبة التى يعلمها كل مصرى وطنى بمعنى الكلمة، ونحن كحزب مستقبل وطن لم ولن ندعو أبدا لإثارة أى فتنة بل نحن نهدف إلى الاستقرار ودعم الجيش المصرى".
وأختتم: "لكل عضو فى حزب مستقبل وطن كامل الحرية فى حضور هذا الاحتفال الذى يهدف إلى دعم قواتنا المسلحة من عدمه ولم يجبر الحزب أحدا، فالأمر متروك لجميع الأعضاء بكامل الحرية، وإذ نحن نحترم رأى وفكر سيادتك وكنت أخا فاضلا وعزيزا ولديك فكر يحترم وإن حزب مستقبل وطن يحترم الرأى والرأى الآخر ويعلن قبول استقالة سيادتك".
أشرف رشاد: 25 أبريل احتفالية وليست مظاهرة ولن نلغيها مهما حدث ولا نريد الاحتكاك بأحد
وفى سياق متصل حذر المهندس أشرف رشاد أمين عام حزب مستقبل وطن ورئيس هيئته البرلمانية، مما أسماه "دعوات إشعال الفتنة"، وأكد أن دعوة الحزب لفاعلية 25 أبريل فى ميدان عابدين هى للاحتفال وليس للتظاهر.
وقال رشاد، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، إن الحزب دعا لهذه الاحتفالية قبل الحديث عن مظاهرات "تيران وصنافير" مما يدلل أن الدعوة ليس لها علاقة بالمظاهرات، محذرا من دعوات الفتنة ومحاولات شق صف الوطن.
وتابع أمين عام الحزب أن الحزب نظم مثل هذه الفعاليات كثيرا من قبل، وأضاف ردا على الاتهامات بأن الاحتفالية جاءت بإيعاز من جهات أمنية: "نحن لا يحركنا إلا حب الوطن ودعم القوات المسلحة، وكل هذه الادعاءات كاذبة تؤكد سوء النوايا".
وأكد رشاد، أن الاحتفالية ستكون نموذجا للتنظيم الجيد وحب المصريين لجبيشهم، نافيًا توقعه بأن تحدث أى مشاحنات أو شغب غدا، وأن الاحتفال مستمر مهما حدث ولن يتم إلغاءه، مطالبًا الرافضين للاحتفال بعدم المشاركة فيه، دون اتهام أو دعوة لفتنة واشتباك.
