حسين عيسى: هراجع كل رقم فى مصر

أوصى الرئيس بزيادة التواصل المستمر مع المواطنين

مصر ليس أمامها إلا أن تنجح وإلا فالمصير مظلم

أنا مش هشتغل فى اللجنة سياسة أنا هشتغل بمهنية

أسهل حاجة فى الدنيا النقد بس إحنا لا نملك هذه الرفاهية

البرلمان ملىء بالكفاءات وتشكيلة نوابه لم تتكرر من قبل

الصناعة هى المدخل الرئيس لتنمية اقتصاد مصر

المسئولين فى وزارة المالية خايفين يطورا أسلوب الموازنة

الجهاز الإدارى والتعليم والصحة والبطالة أخطر أزمات مصر

توقعت حين طلبت منه حوارا صحفيا، أن يختار مجلس النواب مكانا للقاء، أو حتى منزله، إلا أنه قال لى: "أنا لما تعوزنى تلاقينى فى مكتبى بالجامعة"، هناك وجدته جالسا بين الكتب والمراجع، يقابل طلابه، ويتجول فى طرقات كلية التجارة بجامعة عين شمس، وكأن تعيينه فى مجلس النواب، وانتخابه رئيسا للجنة الخطة والموازنة، لم يغير شيئا فى طباع أستاذ الجامعة الدكتور حسين عيسى، فهو لازال متمسكا بالمهنية والموضوعية وقواعد الحكم على الأشياء، لازالت تحكمه الأرقام التى لا تخطأ، ولا تبنى إلا على حقائق، وهو ما كان حريصا عليه فى كل كلمة قالها فى حواره معنا، الذى سألناه فيه عن أهم ما يشغل بال رئيس لجنة "خزانة مصر"، وعن أهم ما يشغل بال الشارع المصىرى هذه الأيام.

للاطلاع على سيرته الذاتية كاملة

بداية هل أنا الآن أمام الدكتور حسين عيسى أستاذ الجامعة أم المحاسب المهنى أم النائب فى البرلمان؟

أنا حسين عيسى المحاسب المهنى وأستاذ الجامعة والنائب، واللى يحكمنى فى كل هذا هو المهنية والدقة والموضوعية، وليس شيئا آخر، وبمناسبة ذلك أود أن أؤكد أنى فخور جدا بكونى محاسبا ممارسا للمهنة، فلقد جاءتنى تهنئة من محمد يحيى أحد قمم المحاسبة فى مصر يهنئنى قائلا: "أنا سعيد أن محاسب ومهنى مثلك هو اللى ترأس لجنة الخطة والموازنة".

هل كانت هذه رغبتك وقبلتك منذ دخلت البرلمان معينا من رئيس الجمهورية؟

عندما دخلت المجلس كانت رغبتى الأولى الخطة والموازنة ثم لجنة التعليم، وذلك قبل ترشيح أى أحد لى فى منصب رئيس لجنة الخطة والموازنة، لأن هذا هو مجال عملى، وبالمناسبة، عضو البرلمان له حقوق كثيرة جدا ويستطيع أن يشارك فى أكثر من لجنة ويخدم بلده بطرق مختلفة.

هل كنت ممن وافقوا على برنامج حكومة المهندس شريف إسماعيل؟

نعم، رغم تحفظاتى عليه التى أعلنتها من خلال عضويتى للجنة الاقتصادية التى تشكلت لدراسة محور البرنامج الاقتصادى، وبالمناسبة أسهل حاجة فى الدنيا النقد، لكننا لا نملك رفاهية ذلك، والأولى أن نتشارك مع الحكومة فى برنامجها، ونحن فى اللجنة الاقتصادية قدمنا 12 توصية هامة جدا وسنراقب الحكومة فى تنفيذها.

هل أنت راضى عن أداء البرلمان وما أنجزه حتى الآن؟

أود أن أؤكد أن البرلمان ملىء بالكفاءات رغم كل انتقادات الإعلام له، وتشكيلة أعضاءه لم تحدث فى تاريخ البرلمانات المصرية، وروح العمل فى المجلس لم تكن موجودة فى أى برلمان سابق، فلقد عشنا سنوات طويلة نقر تشريعات وقوانين بـ30 أو 40 نائبا، أما الآن فلا تنعقد الجلسة بأقل من 300 نائب.

الجميع يشعر أن الدكتور حسين عيسى أحد أنشط النواب المعينين، هل أنت حريص على ذلك؟

أنا أعمل ما يطلب منى، وأنفذ دورى كنائب فى البرلمان، ولا أسعى إلا لخدمة وطنى، وطول عمرى متعود على العمل بجد واجتهاد دون تقصير، وأنا دائما أقول إنى مليش غير بلدى وأسرتى.

وكيف ترى كثرة غياب العديد من النواب؟

أعتقد أن الأمور ستتحسن فى المستقبل، خاصة بعد اكتمال تشكيل اللجان، لأننا عانينا فى غياب اللجان كثيرا.

هل لديك تحفظات على انتخابات اللجان أو تشكيلة الأعضاء؟

فى المجمل الوضع جيد، لكنى اندهشت من التفاوت فى عدد العضوية فى اللجان، حيث يوجد لجان بها 43 ولجان بها 9 نواب فقط، لكنى أعتقد أن هناك فرصة عقب دور الانعقاد الحالى لتعديل ذلك.

للإطلاع على تشكيل اللجان

هل لديك مؤشر من أن هناك لجنة مثل الصناعة بها 9 نواب فقط؟

أنا أعتقد أن هذا العدد قليل جدا، لكن اللجنة بهذا العدد القليل تستطيع أن تصنع مجهودا كبيرا، لأن العبرة ليست بالعدد إنما بإنجاز المهام، وممكن الـ9 أعضاء فى لجنة الصناعة يقوموا بشغل 20 نائبا، خاصة أن المدخل الرئيسى لتنمية مصر هى الصناعة بمفهومها الشامل.

ما هى همومك الأكثر صعوبة كرئيس لجنة خزانة مصر الآن؟

موازنة مصر، فطريقة كتابتها متأخرة عن موازنات العالم 30 سنة، لابد أن نعترف بضرورة تغيير أسلوب إعداد الموازنة العامة للدولة، لأن الطريقة الحالية انتهت من 30 سنة فى كل الدول، وأصبح البديل هى موازنة البرامج والأداء، وليس البنود، وتحويل الموازنة إلى مجموعة برامج يتم تنفيذها ومتابعة تقييم أداء المشاركين فيها.

ومتى نرى موازنة مصر بهذا الأسلوب؟

لقد طرحت الأمر على وزير المالية لكنه يحتاج إلى موازنة تجريبية على عدد من الوزارات حتى تعميمها ولكن بشكل تدريجى، لكن بصراحة هناك خوف فى القائمين على إعداد الموازنة من التغيير.

ما هى الأزمات الأكثر خطورة فى الموازنة العامة؟

خدمة الدين، لأنه يلتهم 20% من موازنة مصر، وبالمناسبة لقد تقدمنا إلى وزارة المالية بحل لهذا الأمر إلى الأبد، وهو أن يتم بيع أجزاء من المشروعات الكبرى للبنوك القومية التى تدين الدولة مقابل هذا الدين.

وما هى الأطروحات المهمة الأخرى التى وضعتها أمام الحكومة؟

تقسيم مصر إلى أقاليم اقتصادية مستقلة، وأن يكون على سبيل المثال، الصعيد إقليم، ومدن القناة إقليم، ووجه بحرى إقليم، والدلتا إقليم، ويكون لكل منهم خصائصه وفرصه ومشروعاته ومميزاته التى نجذب بها المستثمرين.

هل ستوافق لجنة الخطة والموازنة على الموازنة الجديدة رغم العوار الدستورى بها الخاص بميزانية التعليم والصحة؟

أعتقد أن الأزمة هى أن كل قطاع يسعى إلى زيادة مخصصاته، وهناك أزمة حقيقية فى التمويل.

للإطلاع على أزمة الموازنة الجديدة

إذا هل سيقلل البرلمان الدعم والأجور فى مقابل تحقيق المبدأ الدستورى؟

لا أعتقد، صعب جدا هذا العام، وهناك أمور كثيرة تحتاج لسنوات لتطبيقها.

هل ستطلب مراجعة دراسة الجدوى الخاصة بالمشروعات القومية الكبرى؟

طبعا، وقد طالبنا بذلك فعلا كلجنة اقتصادية راجعت برنامج الحكومة، وقال لنا الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط إن هذه التقارير موجودة بالفعل لكنه لم يقدمها لنا حتى الآن.

هل تشعر أن هذه المشروعات كانت جيدة؟

بالتأكيد، لها دور قوى فى دعم الاقتصاد المصرى، لكننا طالبنا الحكومة بدراسات جدواها وبمراقبة أداء تنفيذها وتقارير اللجان التى خططت لها، لتكون كل الحقائق مكشوفة للجميع.

وبخصوص أزمة الدولار.. هل الخطأ فى أداء الحكومة أم هناك مؤامرة؟

الحقيقة أن من أهم مميزات الاقتصاد المصرى، أنه لم يطبق أى سياسات صحيحة حتى الآن، ولذلك المستقبل أمام مصر واقتصادها إذا بدأنا تنفيذ سياسات صحيحة، وأزمة الدولار قد تنتهى تماما إذا وضعنا خطة كاملة لاستعادة مصادر الدخل من العمل الصعبة، ومن حسن حظنا أن مصر لم تبدأ بعد تنفيذ سياسات صحيحة.

ما هى أهم عيوب برنامج الحكومة من وجهة نظرك؟

أنه لم يقدم رؤية حقيقة لاقتحام أهم أربعة أزمات، إصلاح الجهاز الإدارى، التعليم، والصحة، والبطالة، لأن كل المشروعات القومية التى تقيمها الدولة مهما بلغت لن تفيد فى ظل هذه المشاكل.

هل وافقت على قانون الخدمة المدنية أم رفضته؟

وافقت عليه ولو أعيد التصويت عليه سأوافق، لأنه قانون جيد ويقدم حلولا لأزمة العاملين بقطاع الدولة، وإن كان يحتاج لبعض التعديلات، ولكن ليس رفضه، أنا عايز أقولك إن فى ناس فى الحكومة نفسها تشتغل بس مش لاقية حاجة تعملها.

لماذا لا يشعر المواطن المصرى بكل المشروعات القومية الكبرى؟

لأنه لا توجد متابعة إعلامية ولا توفير معلومات عن تلك المشروعات، عكس ما تم مثلا فى مشروع قناة السويس، فهل تعلم أن دول كثيرة تؤكد أن مشروع الإسكان الاجتماعى المصرى أضخم مشروع إسكانى فى تاريخ الدول، ولكننا هنا لا نقدم عنه متابعة ومعلومات جيدة وكاملة لما يحدث على أرض الواقع.

لو قُدر لك لقاء رئيس الجمهورية بشكل شخصى، بماذا توصيه؟

الرئيس رجل مخلص وأنا مؤمن جدا بوطنيته وتاريخه، لكن لو قابلته سأوصيه بضرورة التواصل مع المواطن، لأن حديثه مع الناس يؤثر بشكل إيجابى ويزيل اللبس حول القضايا، وأن يكون هناك جهات بعينها مسئولة عن كشف كل المعلومات للموطنين، حتى لا يلجأ المواطن للسوشيال ميديا.

كيف ترى تصريحات سياسيين مصريين لرئيس فرنسا وعتابهم له أن يدعم مصر اقتصاديا دون مراعاة حقوق الإنسان؟

أنا أشك فى وطنية هؤلاء، وأنا فى الحقيقة لا أعرف أسمائهم، لكنى أشك فى وطنيتهم، لو كان ما نشر عنهم حقيقى، وأنا أتسائل وأتعجب، هو لازم عشان أكون بشتغل فى حقوق الإنسان لازم أخد تمويل من الخارج؟

وكيف تقيم دعوات التظاهر المتكررة؟

أنا عايز أعرف حاجة، هو كلنا بقينا خلاص خبراء فى تقسيم الحدود وفى التقسيمات البحرية، وفى العلوم الإستراتجية، إحنا عارفين أن التوقيت خاطئ، لكن لندع مؤسسات الدولة تقوم بأعمالها، والبرلمان يراجع الاتفاقية، لكن إحنا لا نتعلم ونريد دائما أن نعود إلى السنوات الماضية التى عانينا فيها عدم الاستقرار.

أخيرًا.. كيف سيتعامل رئيس "الخطة والموازنة" مع فوضى الأرقام والحسابات فى مصر؟

لا أرى أننا فى فوضى أرقام، بل نحتاج فقط لتغيير سياستنا المالية والاقتصادية والرقمية وأى موازنة أو رقم فى مصر سيتم تطبيق القانون عليه ومش هنخترع حاجة، وأنا ملتزم جدا بالقانون، وأنا يهمنى تحقيق الهدف أكثر من أى شىء، وكل رقم هراجعه على أساس مدى الاستفادة منه وإنجاز مهمته، وليس من باب "هو كتير ولا قليل" وكفاية بقى تكسير أرصفة عشان تقفيل موازنات.