السبت، 23 نوفمبر 2024 02:51 ص

اقتراح أمريكى عمره 232 سنة وبنيامين فرانكلين صاحب الفكرة.. رفضه البرلمان البريطانى بداية القرن الـ20.. والحرب العالمية الأولى أدخلته حيز التنفيذ.."هلالى": "بيلخبطنا وهتقدم بطلب لإلغائه"

حكاية التوقيت الصيفى

حكاية التوقيت الصيفى حكاية التوقيت الصيفى
السبت، 30 أبريل 2016 03:00 ص
كتب محمد زين
جاء قرار الحكومة، أمس الخميس، ببدء العمل بالتوقيت الصيفى فى 7 يوليو المقبل، ليحيى حالة قديمة مجددا من الأخذ والرد بين مؤيد ومعارض للقرار.

"برلمانى" يستعرض "حكاية التوقيت الصيفى" منذ أن كانت نطفة فى اقتراح أمريكى عمره 232 سنة، حتى صارت مولودا كاملا على يد الحرب العالمية الأولى.

بداية الفكرة


فكرة التوقيت الصيفى تعود إلى بنيامين فرانكلين عام 1784، ويروى أن الرجل عاد إلى منزله لينام نحو الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، ولكن ضجيجاً أيقظه نحو الساعة السادسة صباحاً، فإذا بالنور يملأ عينيه فظن أنه نسى الفوانيس مشتعلة، لكن سرعان ما أدرك أن أشعة الشمس المشرقة تدخل غرفته فى هذا الوقت الباكر، ففطن إلى أمر لا لبس فيه هو أن الشمس تشرق مبكراً أكثر فأكثر فى الصيف حتى نهاية شهر حزيران.
بنيامين فرانكلين

ويقول "فرانكلين" فى مذكراته: "هذه الحادثة جعلتنى أفكر فى أمر مهم ـ لو لم أستيقظ مبكراً فى الصباح لكنت نمت ست ساعات أخرى فى ضوء النهار، ولكن بالمقابل لكنت بقيت الليلة اللاحقة مستيقظاً لست ساعات على ضوء الشموع ما يعنى حرق شموع إضافية".

واقترح "فرانكلين" فى عام 1784 م أثناء عرضه لخطة اقتصادية بصفته مندوبا للولايات المتحدة الأمريكية، بأن يستخدم توقيتا خاصا فى الدول الصناعية التى يزداد الفارق فيها بين النهار والليل خلال فصل الصيف، بأن تتم زيادة ساعة واحدة على التوقيت الشتوى، الأمر الذى من شأنه استغلال النهار فى العمل ومن ثم التوفير فى الطاقة المستخدمة فى المصانع والمنازل، إلا أن فكرة بنيامين لم تجد أى اهتمام يذكر حينها.

التوقيت الصيفى كلاكيت تانى مرة


كان أول من قَدَّم التوقيت الصيفى الحديث هو عالم الحشرات النيوزلندى جورج فيرمون هودسون، الذى أعطاه عمله متعدّد الورديَّات أوقات فراغٍ لجمع الحشرات، وجعله يُقدِّر ساعات ضوء النهار، فى سنة 1895 ورقةً إلى جمعية الفلسفة فى ولينغتون لاستغلال ساعتين من وقت النهار، وقد لاقت الورقة اهتماماً فى مدينة كرايستشرش بنيوزلندا، فأتبعها بورقةٍ أخرى فى سنة 1898.

ثم أعاد البريطانى "وليم ولست" وهو صاحب شركة طرح فكرة العمل بالتوقيت الصيفى سنة 1905، حيث أخذ الاقتراح عضو البرلمان اليسارى روبرت بيرس، وقدَّم بدوره ورقة استغلال الوقت إلى مجلس النواب فى 12 فبراير سنة 1908.

تمَّ إعداد لجنة اختيارٍ لفحص الورقة، لكنها لم تُسَنَّ كقانون، وفشلت أوراقٌ أخرى فى السنوات التالية سعت إلى الهدف ذاته، وقد استمرَّ وليام ويليت بمحاولة الضَّغط على المسئولين فى المملكة المتحدة لاعتماد الاقتراح حتى وفاته فى عام 1915.

دخول التوقيت الصيفى حيز التنفيذ


خلال الحرب العالمية الأولى، أجبرت الظروف الأطراف المتحاربة على البحث عن سبل للحفاظ على الطاقة، فكانت ألمانيا الأولى فى اتخاذ الإجراء ثم تلتها بريطانيا‏، وبعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى تخلت معظم الدول عن هذا النظام.

ومع زيادة قيمة الفاتورة النفطية على الدول خاصة غير المنتجة للنفط لجأت معظمها إلى العمل بنظام التوقيت الصيفى من أجل تخفيض الطلب على النفط، وأصبح عدد الدول التى تعتمد التوقيت الصيفى حوالى 87 دولة فى العالم، منها 55 دولة فى أوروبا و9 فى الشرق الأوسط و 11 فى أمريكا الشمالية و5 فى أمريكا الجنوبية و 4 دول فى اوقيانوسيا و3 فى إفريقيا ولا يوجد من الدول الصناعية الكبرى إلا اليابان لا تتبع هذا النظام، كذلك الصين أوقفته بعد اعتماده من عام 86 -91 ومن الدول العربية هناك السعودية لا تتبع هذا النظام.

مصر والتوقيت الصيفى


بعد سنوات طوال استمر خلالها العمل بالتوقيت الصيفى طوال فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، قرر عصام شرف رئيس وزراء مصر بعد ثورة 25 يناير، وقف العمل به فى إبريل 2011، بعدما خلص إلى أنه لا يؤثر على استخدام الكهرباء، وبعد ثلاث سنوات قرر المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء فى 2014 استئناف العمل به، بهدف تقليل استخدام الأحمال الكهربائية، ليقرر الرئيس السيسى إلغاءه هذا عام 2015.

خالد هلالى: "التوقيت الصيفى بيلخبطنا وهتقدم بطلب لإلغائه"


قال خالد هلالى، عضو مجلس النواب: إن العودة إلى التوقيت الصيفى يعد تخبطا فى بعض القرارات التى تتخذها الحكومة، خاصة أنه لن يأتى بمنافع أو فائدة سواء للدولة أو المواطنين ولابد من إلغائه تماما والعمل بتوقيت واحد مثل باقى دول العالم.
خالد هلالى

وأشار "هلالى"، إلى أن التوقيت يتم العمل به شهرين فقط فى العام ولا يوفر طاقة كما تدعى الحكومة ويؤدى إلى "لخبطة" المواطنين وتستمر هذه الحالة أكثر من شهرين حتى نعود إلى وضعنا الطبيعى وقبل أن نتعود على التوقيت الجديد يتم إلغائه، وهناك الكثير من الأمور التى توفر الطاقة، ولو أن الهدف منه كذلك فيجب غلق بعض المصالح والهيئات بعد الحادية عشر مساء أو المصانع وما شابه، موضحا أنه سوف يقوم بدراسته جيدا ومن المتوقع أن يقوم بجمع توقيعات بعض النواب من أجل المطالبة بإلغائه والعمل بتوقيت واحد حتى لا يؤدى الأمر إلى تغيير فى الساعة البيولوجية لجسم الإنسان دون فائدة.

أحمد الطنطاوى: نحتاج إلى تغيير جذرى مش فى التوقيت


بينما علق، أحمد الطنطاوى، عضو مجلس النواب، على هذا القرار قائلا: "الدولة تحتاج إلى تغيير جوهرى فى العديد من الأمور الهامة وليس فى عودة التوقيت أو تعطيل العمل به وأن المرحلة الحالية تحتاج إلى تغيير جذرى فى الكثير من الأشياء التى تمس المواطن بشكل مباشر مثل قوانين العدالة الاجتماعية والمعاشات والتأمين الصحى وما شابه وليس التوقيت الذى يشغل الناس فقط دون جدوى منه.
احـمدي طنطاوي


print