السيسى: "أنا مش ببيع الوهم للشعب"

قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إنه حريص على التواصل مع الشعب المصرى، وكل أبناء الوطن على اختلافهم وتنوع فئاتهم، حول التحديات التى يواجهها الوطن، والآمال التى نتطلع إليها، وإنه سيعمل على التواصل بشكل أكبر وأكثر فاعلية خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أنه تحدث عن التحديات التى تواجهها مصر بكل شفافية خلال فترة ترشحه للرئاسة.



وأضاف الرئيس - خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، اليوم الأحد - "إننا قادرون معا على التغلب على كل التحديات والمصاعب، ولا يوجد تحدٍّ يقلقنا سوى الحفاظ على وحدة الشعب المصرى، بينما باقى التحديات يمكن التغلب عليها بمزيد من الجهد والوقت والصبر"، مشيرًا إلى أن التحدى الأول بعد ثورة 30 يونيو كان الأمن والاستقرار، وأنه تم تحقيق كثير من الإنجازات فى هذا الإطار خلال العامين الماضيين، وخاصة فى سيناء، التى لم تكن سلطة للدولة متحققة فيها حينئذ، إذ كانت العناصر الإرهابية تتحرك بالعربات وعليها الأعلام والأسلحة الثقيلة بكل حرية فى شوارع الشيخ زويد ورفح.



وكشف الرئيس السيسى فى كلمته، عن أن مصر واجهت خلال الفترة الماضية تحدّيًا أمنيًّا على الحدود الغربية، وكانت هناك استعدادات كبيرة لهذا التحدى منذ فترة طويلة، وتحديدًا فى الفترة التى سبقت 30 يونيو بنحو 6 أشهر، مضيفًا: "القوات الجوية وحرس الحدود والقوات الخاصة، تحركت فى التوقيت المذكور، لحماية الحدود الغربية، وكانت تعمل على مدار الساعة، فى أماكن لم يكن يدخلها بشر من قبل، من أجل حماية مصر من تهريب السلاح والمقاتلين اللى كانوا جايين يقلقوا راحة المصريين".

الرئيس: لم نعلن عن هذه التحديات فى وقتها كى لا نصدر القلق للشعب

واستكمل الرئيس عبد الفتاح السيسى الحديث فى كلمته اليوم، مشيرًا إلى أنه على الرغم من كل هذه التحديات، فلم نكن نعلن عنها، حتى لا نصدر القلق لأبناء الشعب المصرى، لافتًا إلى أن مصر فى معركة حقيقية، ويجب ألا يغيب ذلك عن أعيننا، وأن نعمل معاً من أجل الأمل الذى سيتحقق فى مدة زمنية ليست كبيرة، ولكن بتكلفة قد تكون كبيرة.



وشدّد "السيسى" على استمرار مصر وقواتها المسلحة فى تنفيذ المرحلة الثانية من عملية "حق الشهيد" فى سيناء، من أجل تطهير تلك المنطقة من الإرهاب بشكل كامل خلال الفترة المقبلة، موضّحًا أن المرحلة الأولى قد انتهت قبل عيد الأضحى، وحققت نتائج جيدة، وأن كثيرين من المسؤولين فى دول العالم المختلفة، ممن التقاهم خلال الفترة الماضية، أكدوا له أن مصر استطاعت تحقيق الأمن والاستقرار، لافتًا إلى أن الأمن ومواجهة الإرهاب أمران مهمان جدًّا للمواطن، حتى لا يروَّع أو يخاف، مضيفًا: "نحن نحمى دولة ولا نحمى نظاما، ونحمى بلدنا من الشر".

السيسى: اوعوا تتصوروا إنى غايب عنى ارتفاع الأسعار

كذلك أكد الرئيس السيسى خلال كلمته، أن مشكلة الأسعار لم تغب عنه طوال الفترة الماضية، قائلا: "أوعوا تتصوروا إنى غايب عنى ارتفاع الأسعار، أنا واحد منكم، عارف كويس الظروف الصعبة للناس، وعارف عايشين إزاى، وإن شاء الله آخر الشهر ده هتكون الدولة خلصت تدخلها لخفض الأسعار بشكل مناسب، واللى هيوفر طلبات الناس من السلع الأساسية هى الدولة والقوات المسلحة، اللى هتفتح منافذ للسلع الأساسية.. واللى عنده حاجة يصرفها، فلن نسمح بزيادة الأسعار وهنشوف تحسن ملحوظ إن شاء الله، يمكن تكون مشكلة الدولار خلال الشهور الماضية ساهمت فى ارتفاع أسعار بعض السلع، وخاصة الأساسية منها، لكن إن شاء الله خلال الفترة الجاية هيتم توفير السلع بأسعار مخفضة".



وأضاف السيسى، أن معدلات النمو تسير بشكل جيد خلال الفترة الماضية، متابعًا: "إحنا بنتكلم فى 17 شهرا فقط مش 17 سنة، والله ما تحقق هو حلم ربنا أعاننا عليه، والقرار السياسى دايمًا بياخد وقت كبير، وأنا عشان عاوز أحافظ على ثبات المجتمع أنا بطبطب على كله، ولسه بلاقى ناس بتتكلم عن 25 يناير و30 يونيو، اللى حصل ده إرادة شعب وأرجو ما نعملش كدا فى بعض، ولو سمحتم لا تختلفوا لأن التحديات اللى عندنا كفاية".

وأضاف الرئيس: "اللى اتعمل مش قليل، وده مش عشان أنا موجود هنا، حل أزمة الكهرباء فى مصر والله العظيم لم تنجح فيه دول كثيرة، ولكن بتوفيق الله ومساعدته لينا كلنا، مش ليا أنا لوحدى، نجحنا".

شبكة الطرق القومية الحالية تتكلف 50 مليار جنيه

وعن أبرز المشروعات الجارية حاليًا، أكد "السيسى" أن شبكة الطرق القومية التى يجرى تنفيذها حاليًا تبلغ تكلفتها 50 مليار جنيه، وقد تم الانتهاء من نحو 90% من المرحلة الأولى منها، وجارٍ البدء فى تنفيذ المرحلة الثانية، موضحا أن هذه الشبكة تتضمن إضافة 5 آلاف كيلو متر من الطرق لتعزيز قدرة الطرق المصرية على تقديم خدمة مناسبة لحركة الاستثمار المتوقعة فى مصر خلال الفترة المقبلة، وعلّق الرئيس على الأزمة التى حدثت مؤخرًا فى محافظة الإسكندرية بعد هطول الأمطار بكميات كبيرة وغرق الشوارع وبعض المناطق بها، قائلاً: "السنوات الخمس الماضية كان لها تأثير كبير على قدرة الدولة وأجهزتها وبنيتها الأساسية، وكل مسؤول يعرف هذه المشكلات جيدًا، وإحنا فى ظروف صعبة ليها سنوات، ما حدّش قال فى موضوع إسكندرية إن فيه 60 ألف منزل اتبنوا خارج التخطيط بدون صرف صحى أو كهرباء أو مياه، وهذه إحدى أعراض السنوات الماضية".

واستطرد الرئيس موجهًا حديثه للإعلاميين: "هو أنت عشان قدام منك كلام عاوز تقوله تعمل كده فى بلدك ولا إيه؟ إحنا لازم نتعامل مع الموضوعات بالفهم اللازم، وأحد الإعلاميين بيقول: الرئيس قاعد مع بتوع سيمنز وسايب إسكندرية تغرق، ما يصحّش كده، هذا أمر لا يليق، إنتوا بتعذّبونى إنى جيت هنا ولا إيه؟ فيه بعض الناس فى الإعلام مش عارفة ولا فاهمة حاجة، حاطة ميكروفون قدامها وبتتكلم منه، إحنا مش بندوس على الزرار ونخلص، ونقول كل حاجة فيها كارثة، طيب يعنى الإعلام ما فيهوش كوارث ولا إيه؟ أنا مش زعلان.. بس عاوز حد يقول لى أنا أسأت لمين، أتحدى إن حد يطلّع أى تعبير غير مناسب أنا قلته لأى حد، حتى للناس اللى بتسىء لينا وتتآمر علينا، المرة الجاية أنا هشتكى للشعب المصرى منكم".




واستطرد الرئيس: "نبذل جهدًا كبيرًا، ولا بدّ للمواطن من أن يعلم بهذا الجهد وأن يشارك فيه، وحل المشكلات لا يتم بسهولة أو ببساطة، ولم ننقل للشعب المشكلات عشان ما ننكّدش عليه، ولكن لن نبيع أبدًا الوهم للشعب، وأنا واحد منكم جبتوه وقلتوا له خلى بالك، وأنا بخلّى بالى، وإحنا ماشيين بشكل جيد، المليارات التى تحتاجها مصر هتيجى منين؟ أوعوا تدونى ضهركم وتمشوا".

دور الدولة فى الانتخابات التأمين وضمان الشفافية

وحول المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، قال الرئيس إن دور الدولة فى الانتخابات تمثل فى أمرين أساسيين: أولهما التأمين، والثانى ضمان الشفافية النزاهة للعملية الانتخابية، لافتًا إلى أن التجربة المصرية بها إيجابيات كثيرة وعظيمة، وسألت وزير الداخلية مرة عملنا كام انتخابات فى الـ 4 سنوات اللى فاتوا، فأجاب حوالى 8 أو 9، يا ترى نسب الحضور فى الانتخابات البرلمانية فى العالم كله إحنا فين منها؟ وفيه ناس تعجبوا من خروجى لدعوة الناخبين للإدلاء بأصواتهم، مأنا مش كبير عليكم عشان أطلع وأقول روحوا الانتخابات، مفيش مقام عالى، المقام العالى لبلدنا فقط، والناس اللى نزلت بقولها متشكر، والناس اللى ما نزلتش بقولهم انزلوا المرة الجاية، ولو سمحتم خلوا الهدف إننا نحافظ على بلدنا".



وطالب الرئيس الإعلام بضرورة أن يبث الأمل فى نفوس المصريين، قائلا: "أوعو تخلوا الناس تفقد الأمل، الموظفين والمسؤولين هيشتغلوا إزاى فى هذا المناخ، الوعى والإعلام لازم يعمل حاجة للبلد، وأنا بكرّر الكلام وبقولكم 17 شهر مش 17 سنة، مش معناه إنى ناوى أقعد 17 سنة، ده كدة كويس قوى".