سيناء.. انتخابات تحت الحظر

بعد مرور المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، بجولتيها الأولى والثانية، بشكا هادئ ودون أيّة مشكلات أمنية أو تنظيمية، باستثناء حالات بسيطة وغير مؤثرة ولم تعطل مسار العملية الانتخابية، تستعد 13 محافظة مصرية لانطلاق ماراثون المرحلة الثانية من الانتخابات البرلماينة 2015، بدءًا من بعد غد الثلاثاء، وهو اليوم الذى يشهد إعلان القائمة النهائية للمرشحين وبدء الدعاية الانتخابية رسميًّا فى اليوم نفسه، وبينما يبدو الأمر طبيعيًّا فى أغلب محافظات المرحلة الثانية ولا ينبئ عن أية اختلافات أمنية أو تنظيمية عن ما جرى فى المرحلة الأولى، فهذا الأمر لا ينطبق على الـ 13 محافظة بكاملها، فهناك استثناء يحتاج إلى وجهة نظر وتعامل مختلفين، يتمثل هذا الاستثناء فى محافظتى شمال وجنوب سيناء، إذ يختلف المشهد فى المحافظتين عن باقى محافظات المرحلة الثانية، وخاصة على صعيد الاستعدادات الأمنية والترتيبات العملية واللوجيستية الخاصة بالانتخابات هناك، نظرًا لما تمر به المحافظتان من ظروف وأجواء تتمثل فى اضطراب الحالة الأمنية وانتشار أعمال العمف والإرهاب، وجهود القوات المسلحة والأجهزة الأمنية فى التعامل مع الأمر وبسط السيطرة على كامل مساحة شبه جزيرة سيناء، وهو ما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى إصدار قرار جمهورى فى 27 أكتوبر 2015، بمد حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال فى محافظة شمال سيناء، على خلفية الظروف الامنية الخطيرة التى تمر بها المحافظة، بحسب ما جاء فى قرار الرئيس.

حظر التجوال فى الشمال يبدأ من 7 مساء وحتى 6 صباحا

يبدأ حظر التجوال فى بعض مناطق شمال سيناء من السابعة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالى، وهى مواعيد تدخل ضمنها المواعيد المحددة للاقتراع فى الانتخابات البرلمانية، والتى تبدأ من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء، الأمر الذى يستلزم ترتيبات خاصة من اللجنة العليا للانتخابات.

أما عن المناطق التى قرر الرئيس مد حالة الطوارئ وحظر التجوال فيها، فتشمل المنطقة المحددة شرقًا من تل رفح مرورًا بخط الحدود الدولية وحتى العوجة غربًا من غرب العريش وحتى جبل الحلال، وشمالا من غرب العريش مرورًا بساحل البحر وحتى خط الحدود الدولية فى رفح، وجنوبا من جبل الحلال وحتى العوجة على خط الحدود الدولية، ولمدة 3 أشهر اعتبارًا من الثلاثاء 27 أكتوبر 2015.
وحظر القرار الجمهورى التجوال فى المنطقة المحددة طوال مدة إعلان الطوارئ، وذلك من الساعة 7 مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالى، عدا مدينة العريش والطريق الدولى، من كمين الميدان وحتى الدخول لمدينة العريش من الغرب، ليكون حظر التجوال من الساعة الواحدة صباحًا وحتى الساعة الخامسة من صباح اليوم نفسه، أو لحين إشعار آخر، كما يتعرض من يخالف هذا القرار لعقوبة السجن.

إلى جانب كل ما سبق والتفاصيل الأمنية المتداخلة فى شبه جزيرة سيناء بمحافظتيها، زاد المشهد تعقيدًا فى شمال سيناء باغتيال مرشح حزب "النور" السلفى فى مدينة العريش، الدكتور مصطفى عبد الرحمن، على أيدى عدد من أفراد الجماعات الإرهابية أمام منزله، بعدما أمطره ملثمون بالرصاص، إذ ساد توتر فى العريش بعد عملية الاغتيال، خاصة وأن مسلحين كانوا قد وزعوا منشورات فى سيناء قبل بضعة شهور، حذروا فيها من الانخراط فى العملية الانتخابية، سواء عبر الترشيح أو التصويت.

4 دوائر انتخابية فى شمال سيناء.. و3 فى الجنوب

تُجرى الانتخابات فى محافظتى شمال وجنوب سيناء ضمن المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، والتى تضم 13 محافظة، ويبلغ إجمالى عدد الناخبين فى شمال سيناء 226.564 ناخبًا فى 4 دوائر على النظام الفردى، هى: دائرة مدينة العريش، ودائرة رفح والشيخ زويد، ودائرة بئر العبد ورمانة ودائرة وسط سيناء، ومخصص لها 5 مقاعد على النظام الفردى، بينما تتبع المحافظة أيضًا دائرة قطاع شرق الدلتا ولها مقعد واحد من إجمالى 15 مقعدًا بالقائمة التى تترشح عليها "فى حب مصر" فقط.
بينما يبلغ إجمالى عدد الناخبين فى محافظة جنوب سيناء 73.245 ناخبًا فى 3 دوائر على النظام الفردى، هى: شرم الشيخ، والطور ورأس سدر، ولهذه الدوائر 3 مقاعد على النظام الفردى، وتتبع جنوب سيناء قطاع شرق الدلتا فى القوائم، ولها مقعد واحد من إجمالى 15 مقعدًا بالقائمة.

العليا للانتخابات: لا لجان فى أماكن الحظر.. والقضاة: نطالب بإجراءات مشدّدة

وعن التفاصيل المنتظرة فيما يخص العملية الانتخابية بشبه جزيرة سيناء، قال المستشار عادل الشوربجى، عضو اللجنة العليا للانتخابات، إن العملية الانتخابية فى محافظتى شمال وجنوب سيناء ستتم بصورة طبيعية ودون أى تأثير، وذلك لقيام اللجنة بالتنسيق مع القوات المسلحة ووزارة الداخلية، لتأمين اللجان والمرشحين والناخبين والقضاة الذين سيتولون الإشراف على الانتخابات بشكل كامل.

وأوضح الشوربجى - فى تصريح خاص لـ "برلمانى"، اليوم الأحد - أن المناطق التى يُطبّق بها حظر التجوال ليست بها لجان فرعية، وهو ما سيساعد على خروج الناخبين بشكل سهل للإدلاء بأصواتهم دون أيّة عوائق تمنعهم من عملية التصويت، أما القضاة من جانبهم فقد أعلنوا أنهم مستمرون فى أداء رسالتهم المهمة فى الإشراف على الانتخابات البرلمانية، وإتمام الاستحقاق الثالث لثورة 30 يونيو مهما كانت المخاطر والعوائق.

وفى السياق ذاته، أكد المستشار علاء قنديل، عضو مجلس إدارة نادى القضاة فى تصريح لـ "برلمانى"، أن القضاة لن يتخلوا عن دورهم على الإطلاق، مشيرًا إلى أن غرفة عمليات نادى القضاة ووزارة العدل، تتواصل مع الجهات الأمنية المعنية بتأمين العملية الانتخابية، من أجل التأكيد على تشديد الإجراءات الأمنية فى سيناء خلال أيام العملية الانتخابية، حفاظا على كل الأطراف، من ناخبين وموظفين وقضاة وغيرهم من ممثلى المرشحين ووكلائهم، أو المتابعين من منظمات المجتمع المدنى.