"المواطنون الشرفاء" مصطلح تردد كثيرا خلال الآونة الأخيرة وعاد ليتردد بقوة فى فعاليات الجمعية العمومية للصحفيين أمس الأربعاء، هؤلاء الذين احتموا بالأمن خلف السياج المقام بشارع عبد الخالق ثروت فى مشهد مثير للاشمئزاز قبل الاستنكار، فكيف انسلخ هؤلاء المواطنون من نسيج الشعب المصرى أصيل المعدن، فخرجوا عن قواعد الحياء وأطلقوا سيلا من السباب المحمولة بعبارات بذيئة كسهام مسومة لصدور الصحفيين الذين انتفضوا لنصرة نقابتهم من حشدهم وأى قضية يدافعون عنها تحدث "برلمانى" مع عدد من النواب الذين جاءت أراؤهم ناقدة لهذا التصرف ومحملة مسؤوليته لمن استدعى هؤلاء المواطنين للعب هذا الدور "الشريف".
هيثم الحريرى: استُغلت حاجتهم وحشدوا فى أتوبيسات فى مشهد لا يمكن تكراره بعد ثورتين
فى البداية قال النائب البرلمانى هيثم الحريرى عضو مجلس النواب، إنه فى ظل وجود قانون التظاهر_الذى أرفض العديد من مواده وأطالب بتعديلها، هل تلك التجمعات حصلت على تصريح بالتظاهر، إذا لم يكونوا قد حصلوا على تصريح بالتظاهر فلماذا لم يطبق عليهم القانون؟، ولو كان هناك تصريح لهم بالتظاهر فمن الذى وافق على إعطاء هؤلاء المتظاهرين الحق بالتظاهر فى ذلك الوقت وفى هذا المكان.
وأضاف"الحريرى" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلاً: ما حدث دعوة لحرب أهلية بين المواطنين والصحفيين، والمسؤول عن ذلك يجب أن يحاكم على جريمته السياسية التى ارتكبها، وما حدث خلال اليومين الماضيين، من حصار نقابة الصحفين، ومنع الشخصيات العامة المتضامنة معها من التواجد لمؤازرتهم كل هذا مخالفا للقانون ووزير الداخلية يجر الوطن لافتعال الأزمات، فى أشد الوقت الذى نحتاج فيه إلى تكاتف جهود الجميع.
وأضاف"الحريرى" قائلاً: المواطنين الذين تواجدوا أمام نقابة الصحفيين اليوم هم مواطنين مصريين بسطاء وفقراء، استغلت حاجتهم المادية وتم حشدهم فى أتوبيسات، فى سيناريو مكرر لما كان يفعله الحزب الوطنى القديم، ووزارة الداخلية وما حدث فى موقعة الجمل، وأن لا أتصور أن ذلك المشهد يتكرر مجددا بعد ثورتين.
واختتم"الحريرى" حديثه، مشيرا إلى أن بعض الجهات انحازت لوزارة الداخلية، وكان عليها عدم الانحياز، وأتمنى أن يكون هناك عاقل رشيد يحل الأزمة ويحفظ ما تبقى لعدم الشقاق، ونحن جميعا فى مركب واحدة، ويجب أن نعبر بها معا إلى بر الأمان.
خالد عبد العزيز: يجب تغيير ثقافة تلك الفئة والشعب المصرى عمره ما كان بهذه الصورة
من جانبه قال النائب البرلمانى خالد عبد العزيز شعبان، إننى أرفض أى أسلوب غير لائق وهؤلا المواطنين الذين يطلق عليهم "المواطنين الشرفاء" ثقافتهم مكشوف وغير محترمة، والأيادى كثيرة جدا داخل هذه البلد وهذا ما يؤخرنا والدول بتتحرك وتتقدم بالقانون، ليس عيب أن يعبر أى شخص عن رأيه دون مخالفة للقانون.
وأضاف"عبد العزيز" قائلاً: لابد من تغيير ثقافة هذه الفئة، والشعب المصرى عمره ما كان بهذه الصورة، مؤكدا أن الصحافة والداخلية كيانان مهمان داخل الدولة ولهما كل احترامهما وتقديرهما دون مخالفة للقانون، ومن يخالفه يجب أن يقدم للمحاسبة.
وأضاف"عبد العزيز" قائلاً: أما كرجل قانون، لابد من أن اتخاذ موقف ضد هذه التجاوزات من "المواطنين الشرفاء" كما يطلق عليهم، والمادة 70 تحدد كيفية دخول نقابة الصحفيين من قبل رجال الأمن وكيفية تنفيذ أوامر الضبط والإحضار، ويجب أن يحاسب من كسر القانون وخالفه، فالقانون يطبق على الوزير والغفير والصحفى، ويجب على الجميع احترام الدستور والقانون.
طلعت خليل:ايادى خفية دفعتهم للتظاهر أمام النقابة
وبدوره قال النائب البرلمانى طلعت خليل، إنه ضد فكرة اقتحام النقابة قولاً واحدة لا جدال فيه، وان ما اثار انتباهه اليوم هى الأيدى الخفية التى دفعت البسطاء للتظاهر أمام نقابة الصحفيين، وهما لا يعلمون معنى نقابة الصحفيين من الأساس، الناس إلى طلعت انهرده دول هما نفس الناس إلى خرجت يوم 25 أبريل، تظاهروا فى ميادين مصر عايزين نعرف مين إلى دفع للناس دى ومين إلى بيحركها.
وأضاف"خليل" قائلاً: على الرغم من اعتراضى على اقتحام مقر نقابة الصحفيين، إلا أن المطالب الـ18 التى أعلنتها نقابة الصحفيين ، فيها شئ من المغالاة التى ستزيد الأمور احتقانا، ونحن نطالب الحكماء من الطرفين للجلوس والخروج بحل للأزمة المثارة واعادة النظر فى تلك الطلبات، مؤكداً فى الوقت ذاته أن ما ارتكبه الأمن أمر خطير أن يقتحم نقابة مهنية وهى قلعة الحريات.
ورفض"خليل" التعليق على قرار النائب العام بشان حظر النشر فى قضية الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، مؤكداً أنه لا يجب أن تتدخل السلطة التشريعية فى قرارات السلطة القضائية، ومكتفيا بقوله، أنه يجب أن لا يكون هناك توسع غير مبرر فى استخدام حق حظر النشر؛ لأن هذا أمر خطير لا يؤدى إلى الاستقرار.
أيمن أبو العلا: لم يحصلوا على تصريح بالتظاهر ولا أعتقد دعمهم من قبل الأمن
وفى السياق ذاته قال النائب البرلمانى أيمن أبو العلا عضو مجلس النواب، أن المواطنين الذين احتشدوا أمام النقابة اليوم لم يحصلوا على تصريح تظاهر، والصحفيين كمان لم يحصلوا على تصريح بالتظاهر، ونحن نحتاج إلى ضبط النفس بين جميع الأطراف.
وأضاف"أبو العلا" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلاً:لا أعتقد أن المواطنين الذين تظاهروا أمام نقابة الصحفيين اعتراضاً عليها مدعومين من الأمن أو موجهين من جانبه ليكونوا قوة موازية لقوة النقابة، لا أعتقد أن هناك تواطؤا فى هذا الأمر، يجب أن يعلى الجميع مصلحة الوطن، وأن تكون المطالبات للصالح العام وليس لمصالح خاصة.
وطالب"أبو العلا" من الشعب المصرى بجميع أطيافه التزام الهدوء خاصة وأن البلد لا تتحمل أى مهاترات، من دواعى اقتصادية وما إلى أخره، وأنا أطالب بضبط النفس، وعلى الجماعة الصحفية أن تدرك الموقف وعلى المخطئ أن يعاقب.
واختتم قائلاً: الحقيقة حتى الآن تائهة هل الأمن استأذن النقيب فى القبض على الصحفيين أم لا؟، نحن نحتاج الآن إلى لجنة تقصى حقائق من البرلمان تعمل على تلك القضية، لأن ما يحدث لا يصب فى مصلحة الوطن، والمركب لو غرقت هتغرق بالجميع.