أشاد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، ووزير الخارجية الأسبق، بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، حول عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتى أكد فيها الرئيس أن السلام مع إسرائيل هو طريق الاستقرار فى المنطقة، وأن حل القضية الفلسطينية بمزيد من السلام هو الأمل الوحيد لإنقاذ المنطقة.
جاء ذلك خلال كلمة عمرو موسى، فى مؤتمر بعنوان "مصر– نحو اقتصاد جديد"، نظمته الجمعية المصرية للأوراق المالية "ECMA" مساء أمس الثلاثاء، وتطرق رئيس لجنة الخمسين لإعداد الدستور إلى عدة ملفات، أبرزها: السياسة، والاقتصاد، والأوضاع الدولية والإقليمية.
عمرو موسى يلقى كلمته أمام 500 شخصية سياسية واقتصادية
وشهدت فعاليات اللقاء الذى حضره موسى 500 شخص يمثلون مسؤوليين حكوميين، وقادة صناعة أسواق المال، ومديرى الأصول والمستثمرين، وعدد من أبرز صناع الرأى والسياسيين، أبرزهم الدكتور عمرو الجارحى وزير المالية، وداليا خورشيد وزيرة الاستثمار، والدكتور أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال العام، والدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، بالإضافة إلى مشاركة قادة كبريات المؤسسات الاقتصادية.
عمرو موسى: لدينا من أسباب التفاؤل الكثير ولدينا أيضًا أسبابًا للتشاؤم
استهل عمرو موسى كلمته، قائلاً إن ما يجمع هذا الحشد الكبير من رجال الاقتصاد، والإعلام، والسياسيين، هو النظر فى الرؤية المستقبلية للاقتصاد المصرى، وتقديم رؤية متكاملة حول المشكلات التى تواجهها تلك القطاعات وعرضها على صناع القرار.
وفى تساؤل طرحه موسى، حول المستقبل "هل نتفائل أم نتشائم به؟" أوضح أنه فى اعتقاده أن هناك من أسباب التفاؤل الكثير، وهناك أيضًا الأسباب التى تدعوا للتشاؤم، وهنا يكمن الاختيار حيث يجب أن يتغلب التفاؤل على خصمه.
وأضاف عمرو موسى: "فتفاؤلنا يجعلنا نقدم وبكل قوة لاتخاذ كل ما فى وسعنا من إجراءات نحو تحقيق نجاح الدولة المصرية"، مذكرًا بأن ما حدث فى الدولة من خلل، نجم عن سوء إدارة الحكم فى عهود متتالية بدءًا من السنوات الأخيرة للعهدى الملكى، مرورًا بكل ما تلاها من عهود، انتهاءً بسنة حكم الإخوان.
عمرو موسى: إصلاح الخلل مسئولية الجميع فى المجتمع المصرى
وقال موسى: "بحديثنا عن سوء إدارة الحكم، لا نتحدث فقط عن الأمور السيادية، وإنما عن المسائل الحياتية، فالتعليم على سبيل المثال لم ينل القسط الكافى من الاهتمام من عهدٍ إلى آخر، وعلى غراره الأمور الصحية، والتى لم تكن لها الحظ فى التطوير من المنظومة، حتى على مستوى الفرد وتنميته، وتزويده بالمعرفة والمعلومات التى من شأنها تمكينه من التطوير والإضافة، ويأتى مع ذلك العديد من الملفات كالزراعة، والتجارة، والطاقة، مسها نفس الخلل".
وأوضح عمرو موسى: "نحن المجتمع المصرى فى العهد القائم، مسؤليتنا جميعًا إصلاح هذا الخلل، وهذه عملية سياسية فى المقام الأول، وترتيب الأدوار السياسية، والإدارية، والخدماتية، وقائمة الاستحقاقات التى يجب أن نتمتع بها نحن المصريين، ذلك الخلل الذى تصدت له خارطة الطريق التى وُضِعَت لتشمل الدستور، وانتخاب رئيس الجمهورية، وانتخاب البرلمان، فبإتمام تلك الاستحقاقات الثلاثة، لا عذر لنا إذا لم نتقدم إلى الأمام، وأن التقدم لابد أن يرتبط بالزمن الذى نعيش فيه، فلا يمكن حدوث طفرة ونحن مازلنا نفكر بعقلية القرن العشرين، أو أى قرن سابق، فلابد أن يكون تفكرينا وصياغتنا للأمور متجهة نحو أن تلتحق مصر بمسيرة التقدم الفكرى، المتناسبة مع الفترة الزمنية المعاصرة والمستقبلية".
حديث الرئيس تطوُّر فى الصراحة المصرية فيما يتعلق بقضايا المنطقة
وشدد موسى على أن مصر جزء أساسى من البناء الدولى والإقليمى، وتُعَد ركيزة أساسية فى بناء مجتمعات وبلدان أخرى فى المنطقة، ولابد أن ترجع مكانة مصر وأن تلعب دورها فى التوازن الدولى والإقليمى، الضرورى للاستقرار بالمنطقة.
وتعليقًا على خطاب رئيس الجمهورية فى أسيوط أمس، قال موسى إن الرئيس عبد الفتاح السيسى تحدث عن تصور مصر للحركة السياسية فى بعض القضايا العربية وعن دورها فى الشرق الأوسط، وأن هذا ربما كان أول توجه وعَرْض مباشر وواضح للرأى المصرى فى المنطقة، بما فى ذلك النزاع العربى الإسرائيلى ودور مصر المُنْتَظَر فى حل النزاع، ولذلك يُعَد هذا التطوُّر فى الصراحة المصرية فيما يتعلق بنظرتها فى مثل هذه القضايا، هو ما يساهم فى استعادة مكانة مصر، ولكن تلك النظرة لا يمكن أن تكتمل إلا بالنجاح الداخلى.
واستكمل موسى حديثه واصفًا القوة المصرية بـ"القوة الناعمة"، التى تكمن فى الاقتصاد المصرى، والعدالة، والفن، والأدب إلى آخره، وقوة المواطن المصرى الذى يملك الثقافة، والفكر المتطور على مر العصور.
وتابع وزير الخارجية الأسبق: "فبالنظر إلى التاريخ المصرى القديم والحديث؛ نرى أننا لم نحتل دولاً أخرى، إنما كنا موجودين فى كل أسواق العمل، وصالونات المجتمع، وندوات الفكر فى العالم العربى والشرق الأوسط، وعلى المستوى العالمى، وهذا سبب قوة مصر والتى نريد أن نستعيدها مرة أخرى".
لا يمكن أن تكتمل المنظومة الاقتصادية إلا بـ"الإصلاح الإدارى"
واختتم عمرو موسى كلمته مؤكّدًا أن الإصلاح الاقتصادى يعتمد على الإصلاح الإدارى، فبدون إصلاح إدارى وتشريعى لا يمكن أن تكتمل المنظومة الاقتصادية، وأن قوة البيروقراطية السلبية فى مصر هى السبب الرئيسى فى عدم تحرك الاقتصاد، فسوء الإدارة وغياب التشريعات من شأنها أن تجعل أى فكرة متقدمة جيدة تتعثر، مضيفًا: "التفاؤل هو سلاحنا، وهو ما يمنحنا الشجاعة والأمل أن نجعل الغد أفضل".