لا تأجيل للانتخابات بسبب الطقس

من المؤكد أن اللجنة العليا للانتخابات وهى تضع السيناريو الزمنى لانتخابات مجلس النواب 2015، وتقرر أن تجرى على مرحلتين: تضم الأولى 14 محافظة وتُجرى فى أكتوبر، وتضم الثانية 13 محافظة وتُجرى فى نوفمبر، لم تكن تعلم، أو تضع فى حسبانها، أن هذه الفترة تشهد بداية فصل الخريف وتحول الأجواء المصرية إلى طقس خريفى وشتوى الطابع، وقد يترك الأمر آثاره وانعكاساته على مساء العملية الانتخابية، وهو ما حدث بالفعل عقب انتهاء المرحلة الأولى واستعدادنا للمرحلة الثانية، إذ تسببت الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة فى محافظات الوجه البحرى وشمال وجنوب سيناء، والتى من المقرر إجراء الانتخابات فيها خلال المرحلة الثانية، موجة قوية من الطقس السيئ، أدت إلى غرق الشوارع والدعاية الانتخابية وتعطيل المؤتمرات والجولات الانتخابية فى تلك المحافظات، ومنع المرشحين من استكمال خططهم الدعائية، بينما امتنع بعض المرشحين فى عدد من هذه المحافظات عن تعليق اللافتات والملصقات الدعائية خوفا من غرقها وارتفاع تكلفة الحملات الانتخابية.

محافظات المرحلة الثانية فى قبضة الطقس السيئ

الموجة السيئة التى يشهدها طقس مصر ضربت عددًا من المحافظات، على رأسها محافظة الإسكندرية، ولكن باعتبار أن الانتخابات تمّت فيها فلم يشكّل الأمر مشكلة للجنة العليا للانتخابات وللجهات التنفيذية والأمنية المشرفة عليها، ولكن على صعيد محافظات المرحلة الثانية الأكثر تأثّرًا بهذه الموجة، فقد شهدت محافظة شمال سيناء سقوط أمطار رعدية غزيرة بشكل مفاجئ، وشملت موجة الأمطار مناطق ومراكز المحافظة الساحلية، إذ تجمعت المياه فى شوارع المدن، ما أدّى إلى سقوط العديد من اللافتات والملصقات الخاصة بالمرشحين الذين يخوضون الانتخابات فى المرحلة الثانية.



الأمر نفسه تكرر فى محافظة كفر الشيخ، إحدى محافظات المرحلة الثانية، إذ شهدت مدن المحافظة سقوط أمطار غزيرة، وامتلأت شوارع مدينة "دسوق" بمياه الأمطار، وتعذّر قيام المرشحين بجولاتهم الانتخابية وعقد المؤتمرات التى كان من المقرر عقدها فى عدد من مناطق المحافظة.



كذلك شهدت شوارع محافظة السويس، منذ الساعات الأولى من صباح الأحد الماضى، موجة طقس سيئ قوية وغرقت كثير من الشوارع بمياه الأمطار فى مناطق متفرقة بأحيا وفيصل والجناين ومناطق السلام والتوفيقية وحوض الدرس، وهو ما تسبب فى تلف صور المرشحين المعلقة على الجدران وسقوط اللافتات التى علقتها الحملات الانتخابية للمرشحين.
ومن محافظات القناة وشبه جزيرة سيناء إلى الدلتا، إذ ضربت موجة من الطقس السيئ مراكز محافظة الدقهلية، وهطلت أمطار رعدية غزيرة على معظم الأنحاء، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائى عن عدد من المدن، ومنها المطرية وبعض قرى المنزلة، وهو ما عطّل المرشحين عن الاستمرار فى التجول ولقاء الناخبين ودعوتهم لانتخابهم خلال المرحلة الثانية من الانتخابات.

العليا للانتخابات: لن يتم تعديل مواعيد التصويت

بعيدًا عن تفاصيل موجة الطقس وتأثيراتها العملية، وعلى صعيد الموقف الرسمى من جانب اللجنة العليا للانتخابات، المسؤول الأول عن العملية الانتخابية فى 13 محافظة تضمها المرحلة الثانية، فقد أكد مصدر باللجنة - فى تصريحات خاصة لـ "برلمانى" - أن انتخابات المرحلة الثانية كما هى، ولن يتم التعديل فى مواعيدها أو تأجيلها بسبب الطقس السيئ والأمطار الغزيرة التى تشهدها بعض محافظات المرحلة، مشيرًا إلى أن اللجنة تتابع كل الإجراءات الخاصة بهذه المرحلة، من إعلان للكشوف النهائية للمرشحين وتلقى الطعون من المرشحين والبت فيها.



وأوضح المصدر، أن عمليات الاقتراع فى هذه المرحلة ستتم بعد نحو 16 يومًا بالداخل و18 بالخارج، وتحديدًا يومى 21 و22 نوفمبر للمصريين بالخارج، و22 و23 للمصريين داخل مصر، ومن ثمّ فإن الحديث عن تأجيل الانتخابات بسبب الطقس السيئ كلام عار تماما من الصحة، والمؤكد أن الانتخابات ستتم فى موعدها.

800 مليون جنيه دعاية خلال يومين فقط

فى سياق متصل، قال مصدر بلجنة رصد حجم الإنفاق على الدعاية الانتخابية، إن قيمة ما أنفقه المرشحون فى المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية بلغت نحو 800 مليون جنيه خلال اليومين الأول والثانى فقط من بدء الدعاية، إذ إنها بدأت أول من أمس الثلاثاء بالتزامن مع إعلان اللجنة العليا للانتخابات للكشوف النهائية للمرشحين فى محافظات المرحلة الـ 13.
وأشار المصدر إلى أن اللجنة تقوم بمتابعة مصادر تمويل المرشحين، وحجم إنفاقهم على الدعاية الانتخابية، وذلك من خلال متابعة حساباتهم السرية فى بنكى الأهلى ومصر، واللذين حددتهما اللجنة للمرشحين لوضع أموال الدعاية وتلقى التبرعات.