كتب محمود العمرى
شن الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، هجومًا حادًا على اختيار الوزراء فى مصر، وخاصة وزارة التربية والتعليم، قائلاً: "وجدنا من يجلس على كرسى وزارة التربية والتعليم من لا علاقة له لا بالتربية ولا بالتعليم".
وأضاف مخيون، فى مقالٍ له نشره اليوم عبر الموقع التابع للحزب بعنوان "التعليم وتقدم الأمم": "كل وزير له سياسة، وكل وزير له رؤية تنتهى بانتهاء ولايته، ويأتى من بعده بتجربة فاشلة أخرى فى مجال لا يحتمل التجربة والفشل".
مخيون: رقى الأمم وتقدمها يقاس بمستوى التعليم فيها
وتابع مخيون: "معيار الاختيار فى جميع المراكز والمناصب هو الولاء وليس الكفاءة، وهذا هو طريق الانهيار، إن رقى الأمم وتقدمها يقاس بمستوى التعليم فيها، فإنك تستطيع أن تقيّم مدى تقدم البلاد والمجتمعات من خلال تقييم المنظومة التعليمية، فالمؤسسات التعليمية هى المحاضن التى يتربى فيها الأبناء والنشء على معانى الانتماء فى المجتمع، وكذلك إمداد المجتمع بكل ما يحتاجه من الكفاءات والمهارات فى كل التخصصات والمجالات".
وأوضح: "إذا ألقينا نظرة على التعليم فى مصر فلا يختلف اثنان على أن التعليم تعرض لانتكاسة عظيمة وأصبح الفشل عنوانه، وهذا الفشل بدأ منذ عقود طويلة مع فقدان الرؤية وانعدام التخطيط عندما ابتلينا بالحاكم الفرد والحكم الشمولى الذى اختزل كل مؤسسات الدولة بل الدولة نفسها فى شخص الحاكم، وانزوى دور المؤسسات، وحلت العشوائية محل المؤسسية، واستبعاد أهل الخبرة والكفاءة وتقريب أهل الثقة، وسند الأمر لغير أهله".
وقال: "لا توجد سياسة واضحة ثابتة محددة المعالم يسير عليها كل من يتبوأ منصب الوزير، وهذه العشوائية لم تكن فى التعليم فحسب بل فى كل المجالات حتى أصبحنا صفرًا فى كل شىء حتى فى اللعب والكرة".
واستطرد فى مقاله: "العملية التعليمية تقوم على أربع ركائز: المعلم، والطالب، والمناهج، والأبنية والوسائل التعليمية، وأما المدرسون والطلاب فقد هجروا دور التعليم وانتقلوا إلى مراكز الدروس الخصوصية، ولم يعد هناك تعليم بالمدارس، وانحصر دور المدرسة فى حجز مكان امتحان للطالب، وما زلنا نعيش أكذوبة مجانية التعليم".
افتقدنا المدرس المؤهل القدوة الذى يكفيه مرتبه بحيث لا يمد يده للطالب
وأضاف: "افتقدنا المدرس المؤهل القدوة الذى يكفيه مرتبه بحيث لا يمد يده للطالب، وأصبحت العلاقة بين المدرس والطالب علاقة مادية تجارية، وافتقدت الجانب التربوى تمامًا، علاقة بيزنس، وانتهت علاقة التوقير والاحترام والتبجيل للمعلم فى عصر مدرسة المشاغبين، ونسمع عن انحرافات أخلاقية وسلوكية فى المدارس والجامعات يشيب لها الولدان.. أما المناهج فهى حشو فى حشو، تعتمد على الحفظ وتقتل المواهب وتقضى على الإبداع، ومناهج عقيمة تحتاج إلى تغيير شامل ينمى فى التلميذ والطالب ملكة الابتكار وتحثه على الإبداع".
ظاهرة تسريب الامتحانات هى عَرَض لمرض عضال
وتابع: "ظاهرة تسريب الامتحانات هى عَرَض لمرض عضال، يضرب بجذوره فى جسد الوطن، وإذا فسد التعليم فكيف يرجى صلاح أو إصلاح، ودور مؤسسات التعليم للأسف أصبح سلبيًا فى المجتمع، تهدم ولا تبنى، والمشروع القومى الذى ينبغى صرف الاهتمام إليه والالتفاف حوله وتسخير كل الإمكانات لإنجاحه هو مشروع التعليم، وبدون إصلاح التعليم لا يُرجى إصلاح، فبناء البشر قبل بناء الحجر، وصلاح الإنسان قبل إصلاح البنيان.