فى ظل الدعوات المتكررة من بعض المسؤولين ورجال الدولة حول التصالح مع جماعة الإخوان الإرهابية، وآخرها ما جاء على لسان أحد الوزراء، والحديث حول تضمن قانون العدالة الانتقالية الجديد لبعض المواد الخاصة بالتفاوض مع الحاصلين على أحكام بالبراءة من جماعة الإخوان، الإرهابية، وممن نبذوا العنف منهم، وأيضًا الحديث عن مبادرة جديدة من محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة الإرهابية، برعاية أحد الشخصيات السياسية المعروفة، للمصالحة وتقديم اعتذار للشعب المصرى، وهى الدعوات المتكررة بين وقت وآخر، والتى كثيرًا ما تجد رفضًا واسعًا من قطاعات الشعب ومن السياسيين، وأعضاء مجلس النواب أيضًا، إذ هاجم النواب التصريحات المطالبة بالمصالحة، معتبرين ذلك خيانة للوطن ولدماء الشهداء والمصابين.
سعد الجمال: المصالحة مع الإخوان غير واردة فى أولويات الائتلاف أو البرلمان
فى البداية، أكد اللواء سعد الجمال، عضو مجلس النواب ورئيس لجنة الشؤون العربية بالبرلمان ورئيس ائتلاف دعم مصر، أن المصالحة مع جماعة الإخوان غير واردة ضمن أولويات الائتلاف أو البرلمان، وذلك لأن أيدى جماعة الإخوان تلوثت بدماء الشهداء والمصابين، وأنه لا مجال للحديث عنها إطلاقا.
وأوضح رئيس ائتلاف دعم مصر فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن من لم يشارك فى أعمال عنف ضد قوات الشرطة والجيش، فقد شارك بالصمت والشماتة فى أثناء الحوادث التى كانت وما زالت تقع ضد الوطن، مشيرًا إلى أن أسر الشهداء الذين سقطوا فى أثناء تأمينهم للحدود أو تأمينهم للمؤسسات والأفراد، لن يرضوا بأى تصالح مع جماعة إرهابية، واصفا جماعة الإخوان بأنها جماعة عاشقة للعنف والإرهاب.
وكشف رئيس ائتلاف دعم مصر، عن أنه تعرض لمحاولات اغتيال - حينما كان شريكًا فى أجهزة الأمن فى مكافحة الإرهاب – وأطلقت الجماعات الإرهابية الرصاص عليه فى العام 1993، واخترقت الرصاصة باب سيارته حينما كان حكمدار محافظة أسيوط.
وأوضح اللواء سعد الجمال فى تصريحاته، أنه منذ حادث المنصة الذى اغتيل فيه الرئيس السادات، ظلت الجماعات الإرهابية فى السجون لأكثر من عقدين من الزمان، حتى راجعوا أنفسهم وأعلنوا فى مراجعاتهم أنهم ضلوا الطريق، وأن الإسلام ليس دين انتقام بل دين سلام، منهيًا تصريحاته بالقول: "القضية قضية الشعب المصرى، وهو من يحدد مع من يتصالح".
علاء عبد المنعم: التصالح مع الإخوان "خيانة"
وقال النائب علاء عبد المنعم، المتحدث باسم ائتلاف دعم مصر، إن التصالح مع جماعة الإخوان الإرهابية خيانة للوطن، وللدولة المدنية والشعب المصرى وشهدائه ومصابيه.
وأضاف "عبد المنعم"، أن الخصومة قائمة بين الشعب المصرى والإخوان، ولم تكن من البداية بين القوى السياسية والإخوان، ولذلك فلا يملك أى شخص طرح فكرة المصالحة مع جماعة تلوثت يدها بدماء المصريين، مشيرًا إلى أن من يطرح فكرة المصالحة مع جماعة الإخوان قاصر النظر ولا يعرف طبيعة الشعب المصرى، وأن قبول بعض الأشخاص ممن أعلنوا تبرؤهم من الدماء والتوبة عن الأفعال السابقة، لا يعنى أن عقولهم قد تطهرت من الأفكار الهدامة، والتى بنيت على أساس الولاء المطلق للجماعة وسفك دماء المخالفين.
صلاح حسب الله: الشعب المصرى فى خصام مع جماعة الإخوان وأعضائها
من جانبه، أكد الدكتور صلاح حسب الله، عضو مجلس النواب عن دائرة شبرا الخيمة ورئيس حزب الحرية، أن الشعب المصرى فى خصام مع جماعة الإخوان وأعضائها، ويرفض كل ما ينتمى لهم، ويرفض الحديث أيضًا مع كل من يتحدث باسمهم.
وأوضح "حسب الله" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الشعب المصرى لم ينتخب النواب ليتحدثوا حول المصالحة، وكذلك لم يفوض أى شخص فى مصر للحديث فى هذا الشأن، معتبرًا أن طرح فكرة المصالحة مع جماعة إرهابية أمر مرفوض، وأن الجماعة الإرهابية وصلت لمرحلة تنفيذ مخططات خارجية، وتعمل على استهداف كل فئات الشعب المصرى، ولذلك فهى فى عداء مع المواطنين قبل أن تكون فى عداء مع مؤسسات الدولة.
يحيى كدوانى: الإخوان خونة وينفذون أجندات خارجية
فى السياق ذاته، قال اللواء يحيى كدوانى، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومى، أن التصالح مع جماعة ارهابية أمر غير مقبول من كل أطياف الشعب المصرى، وكذلك من البرلمان المصرى ونوابه.
وأوضح يحيى كدوانى - فى تصريحات لـ"برلمانى" - أن جماعة الإخوان الإرهابية تنفذ أجندات خارجية، وتعمل على استهداف الوطن ومقدراته، ويعمل أفرادها على ضرب الاقتصاد الوطنى المصرى، ولذلك فهى جماعة خائنة للوطن ولا يجوز التعامل معها.