محمود بدر يفتح خزائن أسرار 30 يونيو

بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو، نظم "برلمانى" ندوة لمؤسس حركة تمرد، النائب محمود بدر، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دعم مصر، منحته مؤسسة "اليوم السابع" خلالها درع المؤسسة تكريمًا على دوره فى الثورة وتأسيس حركة تمرد التى لعبت دورًا مهمًّأ فى حشد الشعب المصرى لرفض حكم جماعة الإخوان الإرهابى.




محمود بدر، الصحفى والناشط والبرلمانى، 3 محطات رئيسية فى حياته، بدأت من رحلة عمل فى بلاط صاحبة الجلالة حتى شارك فى تأسيس الحركة الأشهر، حركة "تمرد"، التى كانت وقود الثورة ضد نظام جماعة الإخوان، ليشارك بعدها فى خارطة الطريق لثورة 30 يونيو، بداية من كونه أحد الحاضرين فى الإعلان عنها يوم 3 يوليو، ثم مشاركته فى إعداد الدستور، ثم انتخابه عضوًا بمجلس النواب على قائمة "فى حب مصر"، فى هذا الحوار نقترب من محمود بدر، ليكشف لنا عن كل ذكرياته مع ثورة 30 يونيو، فى الذكرى الثالثة لها، وعن كثير من مواقفه آرائه السياسية وأسراره وحكاياته عن كواليس وخزائن أسرار الثورة.

فى الذكرى الثالثة للثورة.. هل تعرضت قيادات 30 يونيو للظلم؟

بالطبع لا، وذلك لأن ثورة 30 يونيو لم تكن لها قيادات، والقائد الوحيد للثورة كان الشعب المصرى العظيم، الذى نزل بالملايين فى كل الميادين والشوارع للتعبير عن رأيه بكل حرية، فضلا عن احتضانه لحركة "تمرد" منذ اليوم الأول لتأسيسها، والتوقيع على استمارتها، وأريد أن اقول إن حركة تمرد جاءت فى الوقت السليم، لأن مصر فى وقت الإخوان كانت تسير فى فلك المشروع الأمريكى، ولم نشهد أن الإخوان عارضوا أى قرار خارج من البيت الأبيض.

ما هى الأسرار التى تحتفظ بها لنفسك وترتبط بذكرى 30 يونيو؟

أولا أريد التوضيح، سأكتب شهادتى كاملة عن 30 يونيو وكل تفاصيلها فى كتاب سيصدر قريبًا، أما بمناسبة الأسرار فأتذكر يوم 5 يوليو، ووقتها كان هناك خلاف على تسمية اسم رئيس الوزراء، نحن طرحنا اسم محمد البرادعى بينما رفض حزب النور الاسم، ووقتها تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسى، وكان برتبة فريق أول، وقال لى: يا محمود، احنا القوات المسلحة لن نتدخل فى السياسة نهائيًّا، ولكن سنحافظ على الوحدة الوطنية، ونمنع أى انشقاق، لكى لا يضيع ما فعلناه فى 30 يونيو، وتمسككم برأيكم فى اسم رئيس الوزراء قد يسبب انشقاقًا فى الشارع المصرى، وبالفعل استجبنا لنصيحة الرئيس السيسى وقتها.

هل استفاد محمود بدر من ثورة 30 يونيو؟

الاستفادة الوحيدة التى حصلت عليها من ثورة 30 يونيو هى حب المصريين لى ودعمهم الكامل، بداية من التوقيع على استمارة "تمرد" والاستجابة لدعوات النزول يوم 30 يونيو، ومن ثم اختيارى فى لجنة الخمسين لإعداد دستور 2014، وأخيرًا دعمى فى الانتخابات البرلمانية الماضية، وأنا دخلت البرلمان بحب الناس وليس بسبب قائمة "فى حب مصر"، والجميع يعلم أننى كنت إضافة قوية جدا للقائمة وليس العكس.

ما رأيك فى أداء الرئيس السيسى عقب عامين من توليه الحكم؟

الرئيس السيسى منذ توليه الحكم فى مصر وهو يعمل بسرعة الصاروخ، والحكومة على العكس تمامًا، تعمل بسرعة السلحفاة، والسيسى يواجه كثيرًا من التحديات الصعبة التى يسعى بكل جهده لحلها فى ظل واقع صعب ومشكلات كبيرة تعانى منها البلد فى كل القطاعات، ولا شك أنى فخور بانتخابه وأعلم كم الضغوط الكبيرة التى تتعرض لها البلاد فى عصرك.

فى سياق حديثك عن الحكومة.. كيف تقيم أداءها؟

بالتأكيد هناك وزارات كثيرة لا تعمل بالشكل المطلوب، ولا تتحرك بنفس أداء الرئيس، مثلما ذكرنا، وعلى سبيل المثال هناك حرب كبيرة مثل التى تخوضها مصر على الإرهاب، لا نجد سوى أجهزة الجيش والشرطة فقط التى تعمل عليها، وهناك وزارات حاضنة للإرهاب، مثل التربية والتعليم والأوقاف، فأين وزارة الأوقاف من تجديد الخطاب الدينى؟ وأين وزارة التعليم من تحديث المناهج؟.

هل تدعم الرئيس السيسى لفترة رئاسية ثانية؟ ومتى تقول له "كفاية كده"؟

بشكل قاطع، أدعم السيسى لفترة رئاسية ثانية، طالما يحبه ويدعمه الشعب، وسأقول له "كفاية كده" لما الشعب المصرى كله يقول له كده.

فى ذكرى الثورة.. كيف ترى ملف المصالحة مع جماعة الإخوان خاصة بعد تصريحات المستشار مجدى العجاتى الأخيرة؟

نؤكد مررًا وتكرارًا أن الشعب المصرى فقط هو من يملك هذا الملف، وهو صاحب الحق الأصيل فيه، وإذا وافق على المصالحة مع هذه الجماعة الإرهابية ستحدث على الفور، بغض النظر عمّا قاله المستشار مجدى العجاتى، وإذا كنا نتحدث عن قانون العدالة الانتقالية، فهذا القانون ينص على المحاسبة والاعتذار أولا، ثم بدء المصالحة.

كيف ترى الحياة الحزبية عقب ثورة 30 يونيو؟

لا شك أن التجربة الحزبية فى مرحلة نضوج، لأن الحياة الحزبية بدأت فى مصر من مرحلة الحزب الواحد المهيمن ،وبعدها شهدت مرحلة جديدة تمثلت فى السيولة الحزبية، وأمامها مزيد من الوقت حتى تكون لدينا أحزاب قوية تعبر عن نبض الشارع، وأتمنى التوفيق لكل الأحزاب وأحترم طموحها فى الحصول على الأغلبية.

حزب مستقبل وطن هو الحزب الأحدث بعد 30 يونيو وله عدد كبير من النواب فى البرلمان.. ما رأيك فى التجربة الحزبية بعد 30 يونيو ومستقبل وطن تحديدًا؟ وهل الرئيس يسعى لتكوين حزب سياسى؟

لن يكون للرئيس عبد الفتاح السيسى أى حزب سياسى، السيسى لن يخلف وعده وتأكيده أن الرئيس لن يكون له حزب، ونصيحة لكل الأحزاب، عليكم أن تكونوا حزب الشعب المصرى لا حزب الرئيس، وكل الأحزاب السياسية تفهم خطورة المرحلة الحالية وتعمل على أن تكون ظهيرا للشعب والدولة، والتى تكون متمثلة فى شخص الرئيس.

وكيف تقيم تجربة حزب المصريين الأحرار باعتباره حزب الأكثرية؟

لا شك أن تجربة الحزب ودور المهندس نجيب ساويرس فيها أضافت كثيرًا للحياة السياسية، ويقوم الحزب فى الفترة الحالية بدور وطنى تحت قبة البرلمان، وأتمنى استمرار دعم نجيب ساويرس للحزب.

هل سيأتى يوم وينضم محمود بدر إلى حزب سياسى؟

ما المانع فى ذلك؟ وربما أفكر فى قيادة حزب سياسى، وطموحى فى هذا الحزب سيكون كيفية إرضاء الناس، لأن نجاح أى سياسى هو مرتبط بالجماهير ومدى حب الناس له ومدى اقتناعه بما يطرحه من أفكار وأنا صنيعة المصريين.

فى النهاية.. ماذا تقول للشعب المصرى فى الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو؟

أنتم أصحاب الإنجاز الحقيقى لهذه الثورة، وسبب نجاحها، وكنتم حائط صد لمنع كل المخططات لانهيار هذه الدولة، ومن أجل الحفاظ عليها، وسيذكركم التاريخ وأنتم كبار الوطن العربى، وسيأتى عليكم يوم تكونون فيه كبار العالم، وأعلم جيدا أن الظروف الحالية صعبة وأنكم تستحقون الأفضل، وعلينا جميعا الصبر والتكاتف من أجل بناء هذه الدولة.