طالبت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب برئاسة اللواء سعد الجمال الدول العربية وجامعتها وأمينها العام بسرعة الوقوف إلى جانب الشعب اللبنانى ومؤازرته فى محنه دون تمييز أو تحزب حرصًا على الأمن القومى العربى.
وناشدت اللجنة فى بيانٍ لها اليوم الثلاثاء، جميع القوى الدولية بأن ترفع أياديها عن لبنان وحذرت من أن محاولات تدويل الأزمة واللجوء للجهات الخارجية لإقحامهما فى الشأن اللبنانى أمر خطير.
وأضافت اللجنة: "هؤلاء اللاعبون بالنار يدركون جيداً الآثار السلبية المترتبة على ذلك وما ذكريات الحرب الأهلية التى دامت 15 عاماً ببعيدة". وطالبت وزار الخارجية المصرية باستمرار جهودها الحثيثة فى مختلف الاتجاهات ومع كل القوى الفاعلة فى المجتمع اللبنانى لنزع فتيل الأزمة، والتوصل للحل الأمثل الذى يحقق المصالح العليا لدولة وشعب لبنان الشقيق.
وأشارت اللجنة إلى أن جهود الجامعة العربية ووزارة الخارجية لإيجاد حلول للأزمات السورية والعراقية، سينعكس إيجابًا على حل الأزمة اللبنانية، وشددت على ضرورة استصدار قرار أممى من مجلس الأمن بانسحاب إسرائيل من مزارع "شبعا" اللبنانية، مؤكدة أن هذا الإجراء سيبطل ذريعة ضرورة وجود ميلشيات مسلحة لبنانية، واحتوائها جميعًا فى إطار جيش لبنانى وطنى قوى.
وذكرت اللجنة أن التدخلات الخارجية سواء من المحيط العربى، والإقليمى، أو الدولى، وصراع المصالح، وانشقاق الصف اللبنانى فى انتماءاته، أصبح نذير خطر على الدولة بأسرها.
واوضحت أن المشكلة اللبنانية التى تطفوا على المسرح السياسى العربى اليوم والمتمثلة فى عدم انتخاب رئيس للجمهورية رغم إنتهاء ولاية الرئيس السابق منذ أكثر من عامين وترك سدة الرئاسة فارغة هى سابقة خطيرة، محذرة من تفاقم الأزمات السياسية بين الفرقاء المختلفين ما بين قوى 8 آذار، و 14 آذار وغيرها والتوجهات الحزبية المتناقضة وفى غياب أى حوار جاد حول المصلحة اللبنانية.
وذكرت أن الشعب اللبنانى الذى كان على مر التاريخ مثالاً ونموذجاً للتوحد والحرص على الديمقراطية والتعايش السلمى بين مختلف الطوائف والمذاهب فى منظومة مثالية يمر بأسوأ مراحل الإنقسام والتشرذم مع تصاعد الخلافات والتدخلات، وأصبح استقراره السياسى والاجتماعى والاقتصادى مهدداً بقوة.
واشار البيان الى ان الميلشيات المسلحة التابعة للأحزاب والقوى المختلفة مصدر تهديد لأمن الوطن اللبنانى بدلاً من أن تكون سنداً ودعماً له لاسيما مليشيات حزب الله.
وذكر البيان إن الدعم الإيرانى لحزب الله وأتباعه مادياً وعسكرياً أصبح يشكل خطراً داهماً ليس على لبنان ولكن على الأمن القومى العربى كله، وينجلى ذلك فى قرار مجلس وزراء الخارجية العرب اعتبار جماعة حزب الله اللبنانية منظمة ارهابية.
واوضح البييان إن شبح الإرهاب المخيم على المنطقة يطال المجتمع اللبنانى، والتفجيرات الانتحارية وحوادث الاغتيالات التى تقع بين الحين والآخر تؤكد ذلك.
ولفتت اللجنة إلى التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان والجنوب اللبنانى بصفة خاصة والاحتلال الغاشم لمنطقة مزارع شبعا اللبنانية مازال قائمًا.
واوضح البيان ان الاقتصاد اللبنانى أصبح فى وضع متدهور نتيجة عدم الاستقرار والانقسام الذى لا يشجع على الاستثمار أو التجارة أو السياحة وهو ما يعتمد عليه فى المقام الأول.
