أنهى مجلس النواب دور الانعقاد الأول، بعد أن واجه تحديات كبيرة يمكن وصفها بـ"المؤامرة" التى كانت تستهدفه باعتباره إحدى المؤسسات القوية بالدولة المصرية.
ولفظ "المؤامرة" على مجلس النواب ليس تهويلاً للتحديات التى واجهها البرلمان، حيث إن المستشار مجدى العجاتى وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب أكد فى تصريحات سابقة، أن البرلمان يتعرض لمؤامرة.. ومن هنا نتساءل: ما التحديات والمؤامرات التى تعرض لها البرلمان؟ وكيف واجهها المجلس؟
وفى البداية، هناك مؤشرات تؤكد أن البرلمان تعرض لمؤامرات خارجية وداخلية، حيث بدأ مسلسل المؤامرة على مجلس النواب بعرض من فضائية عربية لشراء البث الحصرى للجلسات بقيمة 800 مليون جنيه، وكان العرض يشمل اجتماعات اللجان والكواليس.
وكان الأمر بمثابة مؤامرة على البرلمان، حيث حذر خبراء أمنيون وسياسيون، من إذاعة الجلسات على الهواء على قنوات غير مصرية، مشيرين إلى أن عرض جلسات المجلس يجب أن تخضع لرؤية الجهات الأمنية، وأنه يمكن استغلالها للتجسس على مصر والنيل من البرلمان لإفشاله، ومن هنا تم رفض عرض الفضائية العربية.
ولم يتوقف مسلسل التآمر عند هذا الحد، ففى بداية انعقاد البرلمان استغلت الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية، بث جلسات البرلمان فى اقتصاص مضامين كلمات النواب بالجلسات وإخراجها عن سياقها لإثارة الرأى العام ضد البرلمان، فى إطار مخطط الجماعة للنيل من استقرار مصر والسعى لهدم مؤسسات الدولة.
إلا أن البرلمان واجه تلك التحديات بوقف بث الجلسات على الهواء مباشرة، مع الحرص على تواجد وسائل الإعلام بالمجلس لتغطية فعالياته ونقلها للجمهور، وهو الأمر الذى حرم كتاب الإخوان من مواصلة التضليل وفبركة الفيديوهات، وساهم فى تركيز النواب على العمل البرلمانى.
ومن ضمن التحديات التى واجهها البرلمان هو لقاء توفيق عكاشة السفير الإسرائيلى بالقاهرة، ومناقشة قضايا تمس الأمن القومى معه، إلا أن المجلس واجه هذا الأمر بحسم شديد، حيث صوت على إسقاط عضوية النائب، ووافق ثلثا المجلس على إسقاط العضوية، ليمنع أى محاولات لتلويث سمعته، ويؤكد أنه لا تطبيع برلمانى مع دولة الاحتلال.
التحديات لم تقف عند هذا الحد بل وصلت إلى وجود محاولات من منظمات مشبوهة لاختراق مجلس النواب بزعم تدريب النواب على العمل البرلمان، إلا أن تلك المنظمات كانت تستهدف فى الأساس تحريض النواب على رفض الموازنة العامة للدولة، والوقوف عائقًا أمام سياسات الإصلاح الاقتصادى.
وواجه البرلمان هذا الاختراق، من خلال تحذير الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، من هذا الأمر فى إحدى الجلسات العامة، والتنبيه على النواب بعدم التعامل مع تلك المنظمات المشبوهة.
ويأتى ضمن التحديات التى واجهها البرلمان، سفر عدد من النواب إلى الخارج لحضور مؤتمرات لمنظمات دولية مشبوهة مولت الإخوان لتنفيذ مخططات حرق مصر، وهو الأمر الذى لم يتركه البرلمان دون مواجهة، حيث ناقشت اللجنة العامة بمجلس النواب هذه القضية، ومن المقرر أن تتخذ موقفاً مع هؤلاء النواب.
وفى النهاية، يمكننا أن نقول إن المجلس استطاع مواجهة هذه التحديات والعبور بالبرلمان فى دور الانعقاد الأول إلى بر الأمان، محققاً إنجازات كبيرة نوضحها فى السطور التالية.
إنجازات البرلمان بالأرقام:
1- 96 جلسة عامة وعقد جلستين خاصتين.
2- مناقشة 342 قرارًا بقانون خلال 15 يومًا.
3- إعداد لائحة داخلية للمجلس مكونة من 437 مادة.
4- نظر 82 مشروعاً بقانون أبرزها الموازنة العامة.
5- نظر 50 مشروعا بقانون يربط موازنات الهيئات الاقتصادية.
6- إقرار قانون بناء وترميم الكنائس.
7- نظر 32 اقتراحاً بقانون مقدمة من النواب.
8- إقرار 27 اتفاقية و7 قرارات جمهورية.
9- نظر 324 طلب إحاطة.
10- نظر 265 بياناً عاجلاً.
11- كشف فساد توريد القمح بالصوامع.