الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 03:34 م

محمد سامى يكتب: تفتيت البرلمان

محمد سامى يكتب: تفتيت البرلمان محمد سامى
الأربعاء، 09 نوفمبر 2016 10:41 م
بقلم:محمد سامى
لا يخفى على أحد حال البرلمان المصرى، وما يدور تحت قبته، وما يتعرض له من انتقادات حادة بسبب تحوله من برلمان للشعب إلى برلمان للحكومة، انتقادات عديدة أوجهها لائتلاف الأغلبية تحت القبة، المسمى بائتلاف «دعم مصر»، وهو أبعد ما يكون عن هذا الاسم فقد تحول إلى ائتلاف لدعم الحكومة، مدافعًا عنها ومشيدًا بها ومتحملًا الضربات بدلًا منها، مما تسبب فى حالة استياء شعبى من هذا البرلمان.. لكن هذا ليس موضوع حديثى الآن .

عدد كبير من النواب غير المنضمين لائتلاف دعم مصر اشتكوا لى عبر أحاديث مطولة من القمع الذى يمارسه عليهم ائتلاف الاغلبية تحت القبة، وأنهم غير قادرين على ممارسة عملهم البرلمانى والرقابى بسبب المضايقات التى يقوم بها هذا الائتلاف، كما أنهم يحرمون من تمثيل البرلمان فى عدد من المحافل الدولية والمحلية بسبب المجاملة لأعضاء الائتلاف.

وكان اقتراحى لهم بأن عدد أعضاء ائتلاف دعم مصر الرسميين وفقًا للجريدة الرسمية 317 نائبا، فلماذا لا يقوم المتبقى من النواب والبالغ عددهم 278 أو جزء منهم على الأقل بتشكيل ائتلاف موازٍ تحت القبة، يعمل على ضبط الأمور واتزان الكفة داخل القبة، وكانت الإجابات دائمًا تأتينى بأنهم يتناقشون ويتحاورون فى هذا الأمر، وفوجئنا بشكل منفرد بعدد من أعضاء المجلس بتشكيل تكتل «25-30 »، والذى يضم فى عضويته ما يزيد عن 20 نائبًا .

ومنذ أيام قليلة، وبطريقة مفاجئة أعلن عدد من النواب عن تشكيل تحالفات برلمانية جديدة بلغت حوالى 3 تحالفات حتى الآن وهى حق الشعب، ونواب الشعب المصرى، والوطن، وهذا لا يعنى أننى ضد فكرة الائتلافات لكن نعترض على آلية التشكيل ومبادئ كل ائتلاف كى لا ينتهى الحال إلى ذات نتائج التحالفات الانتخابية.

على السادة النواب أن يعلموا جيدًا أن الائتلافات النيابية هى الملاذ الأخير لخلق تيار آخر يساعد فى تصحيح الصورة الذهنية عن البرلمان، وهذا يعنى أن التنافس بين ائتلافان يُثرى الحياة البرلمانية.. لكن ما هو أساس كل ائتلاف؟؟.. وآلية التشكيل والأيدلوجية التى بناء عليها يجتمع أعضائه، بالإضافة إلى ماهى الميزة النسبية للائتلاف الجديد، وذلك حتى لا نكرر نفس الخطأ الذى بُنى على أساسه التحالفات الانتخابية، وهى المصالح الشخصية بعيدا عن المصلحة العليا للوطن .

مجلس النواب الحالى يتحمل أن يكون به ائتلاف آخر بجانب ائتلاف دعم مصر يعمل على ضبط الكفة، ويساعد على تصدير مشهد إيجابى للعالم الداخلى والخارجي، وبالتالى فإن الإعلان عن أكثر من تحالف انتخابى يتزعمه نائب بعينه يفتت الأصوات، ويهدد وجود ائتلاف آخر يساعد البرلمان فى أداء عمله النيابى.

فلا يقبل يا سادة أن مجموعة من النواب جمعتهم لجنة حقوق الإنسان والسفريات الخاصة بها بفترة رئيسها السابق، أن يعلنوا عن تشكيل تحالف بمجرد خسارتهم فى اللجنة، لأن ذلك لا يقبل تفسيرًا غير أن المصالح الشخصية والصداقة هى المحرك الرئيس لتكوين التحالف وليس الأيدلوجيات، مما يجعل الفكرة معرضة للفشل .

ندائى هنا إلى السادة النواب غير المنضمين إلى ائتلاف الأغلبية أما أن تتحدوا فى تشكيل ائتلاف آخر يزن كفة المجلس ويكون سببًا فى إحراج ائتلاف الأغلبية، ويكون انحيازكم للوطن والمواطن، أو لا ترهقونا بالحديث عن تحالفات وهمية غير مؤثرة يشكلها بعض الأصدقاء تحت القبة.

الأكثر قراءة



print